-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الدراما السورية فاديا خطاب لمجلة الشروق العربي:

أتشرف بلقب “الحاجة”

طارق معوش
  • 3783
  • 2
أتشرف بلقب “الحاجة”
ح.م

فاديا خطاب، واحدة من ممثلات قليلات، تربعن على عرش الدراما السورية، لسنوات طويلة، خاصة في بداية الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات، وبالرغم من انتقالها إلى أدوار الصف الثاني في الأعمال التلفزيونية، إلا أنها لا تزال النجمة التي يراهن عليها في نجاح العمل الذي تشارك به. وفي حوار خاص معها لمجلة الشروق العربي، حاولنا أن نسلط الضوء على تجربتها الفنية التي تعود إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وسألناها عن شعورها بعد أداء فريضة العمرة وما دور الرجل في حياتها.. 

يقال إن فاديا خطاب تسعد بلقب الحاجة فاديا. كيف ومتى هذا؟

هاجس الحج كان يراودني منذ عدة سنوات… لكن الظروف القاهرة كانت تجعلني أؤجل هذا الحلم إلى العام الذي يليه، ويشاء القدر أن تأتيني دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية.. وتأدية فريضة الحج… فكانت فرحتي كبيرة… وقررت على الفور استغلال هذه الفرصة الثمينة، واصطحبت ابنتي الوحيدة معي، وأدينا مناسك العمرة في رمضان، وشعرت بعدها وكأنني ملكت الدنيا وما فيها، وأتمنى من الله عز وجل أن «يطعمني» إياها ثانية، لأنني لا أستطيع أن أصف لك، يا طارق، هذا المشهد العظيم، وأنت تطوف حول الكعبة المشرفة… فالكلام يعجز عن التعبير الحقيقي لما يختلج المسلم هناك… وصدقني… فقد غيرت بي هذه العمرة الكثير من الأمور الجوهرية في حياتي… وأصبحت نظرتي إلى الحياة وإلى الناس مختلفة تماما عما كان الأمر عليه قبل أدائي لهذه الفريضة وأصبحت فاديا خطاب أخرى..‏

معروف عنك أن بدايتك الفنية كانت في ضيعة تشرين، فكيف تم اختيارك للعمل فيها؟ ‏

الفضل الأول يعود إلى الفنان الكبير دريد لحام.. فهو الذي اختارني للعمل معه في مسرحية ضيعة تشرين، أواخر عام 1974، وكنت حينها طالبة في الثانوية العامة… وبحكم المعرفة بيننا قال لي: هل تريدين أن تشتغلي معنا… فقلت نعم… علما أنه لم يكن يخطر ببالي العمل في الفن على الإطلاق.. مع أنني كنت متميزة في مدرستي بالنشاط الفني، وكنت أشارك في التمثيليات والرقصات التي تتم في المدرسة بالمناسبات المختلفة.. كما أنني كنت بارعة وموهوبة في فن الإلقاء والخطابة… وعندما دخلت على البروفة الأولى للمسرحية ووجدت أمامي كبار النجوم المشاركين فيها من أمثال: المرحوم نهاد قلعي وياسر العظمة وملك سكر وأسامة الروماني… شعرت بالخوف والارتباك، وعندما جاء دوري وكان صغيرا جدا، حاولت القراءة فلم يطلع صوتي… وأنا صاحبة الإلقاء والخطابة، وبدوره، الأستاذ دريد لحام، ضحك من موقفي هذا، وهو يعرف في سره سبب هذا الارتباك والخجل.. ولاحظت الفنان ياسر العظمة يأخذ الفنان دريد لحام جانبا، ويقول له: «حرام عليك».. هذه الفتاة لا تعرف أن تقول كلمة واحدة.. فقال له الفنان دريد لحام: والله العظيم بتعرف تحكي عن بلد، ولكن تريثوا عليها قليلاً حتى تأخذ عليكم.. وحرت في نفسي ماذا أفعل؟ الكل يتحدثون ويضحكون بطلاقة… وأنا لا أستطيع النطق بكلمة واحدة، وفي الواقع، كانت البروفة الأولى بالنسبة إلي مخيفة جدا.. ولم أشعر بها وأنا على خشبة العرض أمام الجمهور. ولا أبالغ إذا قلت لك بأنني عندما أشاهد نفسي في المسرحية لا تعجبني نفسي، ولو كنت منتجة لهذه المسرحية وشاهدت هذه الفتاة لن أقبل بها أبدا، ولكن بحمد الله، تعلمت في ما بعد الاجتهاد من الفنانين الكبار والرواد المشاركين في المسرحية، وخرجت بحصيلة لا بد من أن يكتسبها كل من يقف أمامهم.‏

في رأيك، ما هي الأدوار التي لعبتها.. وتعتقدين أنك تركت بصمة فيها؟ ‏

في الحقيقة، هناك الكثير من هذه النماذج، وعلى سبيل المثال، دوري في مسلسل الأجنحة.. هذا العمل «كسر الدنيا» في وقته… ودوري في «المحكوم»، حيث أخذت عليه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وكنت بذلك أول فنانة سورية تحظى بهذه الجائزة… وهناك أدواري في الوصية وأبناء القهر والبسوس وقبلها في مسلسل البركان…‏

لم أفكر في الزواج ولست معتادة على وجود الرجل في حياتي…

الرجل… ماذا يعني في حياة فاديا خطاب؟ ‏

بكل أسف، اسمح لي أن أقول لك بأنني لست معتادة على وجود الرجل في حياتي… بالرغم من أهميته في حياة المرأة.. فقد مات زوجي في السنة الأولى من زواجنا.. أي قبل 23 عاما.. وبقيت خلال تلك الفترة من دون زوج… بل وأصبحت أنا الرجل بأفعالي.. وأنا سيدة نفسي.. والمعيل لأسرتي المكونة من ابنتي الوحيدة وهي الآن في المرحلة الجامعية… ولهذا لم أستمتع بعطاءات الرجل للمرأة، كما هي الحال عند معظم السيدات…‏

ألم تفكري في الجانب العاطفي في حياتك؟ ‏

أكون كاذبة لو قلت لك يا طارق بأنني لم أفكر في الزواج في فترة من الفترات …لكنني حكمت عقلي قبل قلبي، وأخذت أمعن في ذلك الرجل الذي سأتزوجه، الذي سأتكئ عليه أنا وابنتي.. لأنني كنت أبحث عن أب لابنتي قبل أن أبحث عن زوج لي.. فلم أجده.‏

وهل فكرة الزواج واردة عندك هذه الأيام؟ ‏

بالنسبة إلي، الأمر انتهى.. تضحك وترد– العمر والشباب راحت علينا- والزواج غير وارد على الإطلاق، لأن اختياراتي صارت أصعب وأقسى من أيام زمان، وتفكيري الآن منحصر في زواج ابنتي، التي أتمنى لها حياة سعيدة مع زوج المستقبل. ‏

متى عرفت الحب أول مرة؟ ‏

تضحك الحاجة فاديا خطاب وتقول: كان ذلك في المرحلة الإعدادية.. فقد أحببت ابن الجيران حبا عذريا.. وخاليا من الكلام.. حيث كان يتعقبني عندما آتي من المدرسة، ويظل يمشي ورائي، حتى أصل إلى بيتي.. وعندما أدخل البيت أركض إلى النافذة، فأجده يقف على ركن قريب من بيتنا، وأسرق بعض النظرات إليه، وبقي الأمر بيننا عند هذا الحد.. ومن دون كلام.‏

 أفضل أن أموت على تراب سوريا على أن أموت غريبة على أي أرض أخرى

إلى أي مدى يعتبر عمل الفنان في هذه الظروف التزاما بقضية بلده؟

الالتزام لا يتعلق فقط بالفنانين، لكن بالشعب السوري كله، الذي أظهر قدرة خارقة وغير متوقعة على التمسك ببلده وقضيته، ورفضه لأي تدخل أجنبي، ورفضه تقسيم أرضه، أنا قبل أن أكون فنانة، أنا واحدة من أفراد الشعب السوري، أرفض الهجرة من بلدي، رغم أنه بإمكاني الخروج، أفضل أن أموت على تراب سوريا على أن أموت غريبة على أي أرض أخرى.

يعاب على مسلسلات “البيئة” السورية أنها لا تقدم الواقع الحقيقي لسوريا، ما رأيك؟

 فاديا: هذا صحيح، من جهة، وغير صحيح، من جهة أخرى.. لأن هذه الأعمال ساعدت على تقديم الوجه الإنساني للحياة السورية: التضامن الإنساني، الحياة الحميمية والبسيطة في الحارات الشعبية، مثلا “باب الحارة” يقدم الوجه الجميل للتضامن بين الناس، لكن أيضا هذا العمل أساء بعض الشيء إلى المرأة السورية، خاصة في الجزء الأول، بحيث لم تكن النساء السوريات فقط عابدات لأزواجهن، بل كانت فيهن صاحبات رأي ومؤثرات في الحياة العامة، وصاحبات مبادرة في المجتمع، لكن للأسف ما زلنا نقدم فقط الصورة السلبية والمقهورة للنساء في الأعمال العربية.

في الظروف التي تعيشها سوريا الآن، تحوّل بعض الفنانين إلى مناضلين، أليس هذا انحرافا عن أدوارهم الحقيقية؟

الفنان مناضل بصوته، ومواقفه أخطر وأكبر من حمل السلاح في تأثيره على الآخرين، الفنان شخص محبوب وينقل الطاقة الإيجابية بكلمة منه لمن حوله، كما يمكن له أن ينقل أيضا الطاقة السلبية بكلمة وموقف معاكس.

فوز الجزائر بكأس أمم إفريقيا فخر لنا كسوريين وكعرب

ما هي الأدوار التي تحلم أن تظهر فيها فاديا خطاب؟

الأدوار التي تقدم المرأة السورية والعربية بشكل إيجابي، مثلا أحلم بتقديم دور رئيسة وزراء، ورغم عدم ميلي إلى الأدوار الشريرة، لكن لا مانع لدي من أن أظهر في دور قاتلة لمغتصبي النساء ومنتهكي الأعراض في سوريا.

إلى أي مدى تفكرين في حجم الدور عندما تختارينه؟

لا أفكر في مساحة الدور وإنما في قوته، وأول ما أفكر فيه هو العمل ككل، فإن كان قويا ومكتوبا بشكل جيد وفيه مخرج ممتاز وممثلون متميزون، يسعدني أن أشارك فيه، وإن كان دوري صغيرا. فأنا أتألق مع الجماعة، وإن شاركت بدور بطولة في عمل ضعيف لا يضيف إليّ هذا شيئا. وهذا صراع البقاء للفنان الذي يشعر بأن لديه ما يقدمه وإن كان صرخة في مسلسل، فمساحة الدور ليست مشكلة بالنسبة إلي. ولنعترف بأن الفنان كلما تقدم في السن تقل لديه فرص لعب أدوار البطولة.

تجمعك علاقة حب إن لم نقل عشق بالجزائر، ما السر في ذلك؟

قبل كل شيء، أهنئ الشعب الجزائري بفوزه بكأس أمم إفريقيا، وهذا الفوز يمثلنا نحن كسوريين وكعرب، وصدقني، دموعي نزلت عندما رفع علم الجزائر بأرض الكنانة مصر، ربما لتعلقي الشديد ببلدكم العظيم. كما أن الجزائر بالنسبة إلي هي رمز البطولة منذ مراهقتي، فقد كتبت عن جميلة بوحيرد وأنا في الإعدادية، وأنا لا أعرفها ولم أشاهد حتى صورتها وإنما تخيّلتها كبطلة شقراء شبيهة بـ”جان دارك”، لأنني كنت شاهدت الفيلم الإنجليزي “جان دارك”. وكنا في سوريا ننشد النشيد الجزائري بعد النشيد السوري في المدارس، ربما كنّا البلد الوحيد ولست متأكدة من هذا. الوعي العربي والقومي تشكل فيّ وأنا مراهقة، والمراهقة فترة حساسة لتشكيل شخصية الإنسان، فأنا تشكلت في هذا العمر والجزائر رمز للعرب ككل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • سي الهادي

    وصف أصبح مفرغ من محتواه ويكاد يصبح محل أستهزاء لحمله من كل الفاسدين من الساسة والمسؤولين المرتشين وتجار الدين والمخذرات .

  • أستاذ الشريعة جزائري

    عندي لقب الفنانة أفضل من الحاجة