الجزائر
ظاهرة غريبة بولاية قالمة

أثرياء يسافرون لاقتناء توابل تونس وزرابي تركيا في رمضان

نادية طلحي  
  • 3309
  • 5
أرشيف

تشهد أسواق ولاية قالمة هذه الأيام حركة غير عادية للمتسوقين الذين يقصدونها لاقتناء بعض الحاجيات التي تلزمهم لاجتياز الشهر الفضيل، حيث عرفت محلات بيع التوابل ومختلف عقاقير تحضير الوجبات الغذائية، بحلول شهر رمضان المعظٌم، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، الذين توافدوا عليها لاقتناء ما يلزمهم من عقاقير وتوابل من شأنها إضفاء نكهة خاصة على مختلف الأطباق الرمضانية التي تشتهر بها المنطقة.

وكان غالبية أصحاب هذه المحلات قد سافروا في وقت سابق إلى تونس التي تشتهر بتنوع توابلها لاقتناء كميات منها، وإعادة بيعها في الأسواق المحلية بأسعار جد مرتفعة مقارنة بالتوابل التي يتم تحضيرها في بعض مناطق الوطن، خاصة منها الحار والحلو ورأس الحانوت وغيرها من أنواع التوابل الأخرى التي يشتهي الجزائريون التفنن في استعمالها في وجباتهم الغذائية خلال الشهر الفضيل. وقد أرجع بعض التجار الزيادة في أسعار مختلف أنواع التوابل التونسية في أسواق الولاية، إلى الإقبال المتزايد عليها من طرف الزبائن من جهة وكذا الارتفاع القياسي الذي شهده سعر صرف “اليورو” في السوق الموازية، أمام الانهيار التاريخي للدينار الجزائري.

وقد قام بعض الشباب من المقيمين على الشريط الحدودي بين الجزائر وتونس، برحلات مكوكية قبل أسابيع إلى أسواق نابل التونسية خصيصا لاقتناء التوابل الغذائية في إطار استعداداتهم لاستقبال الشهر الكريم. بينما فضل بعض الجزائريين الذين أتيحت لهم فرصة السفر إلى تركيا لقضاء بعض الأيام لاقتناء بعض تجهيزات الإنارة المنزلية والثريات بالإضافة إلى إعادة ترتيب ديكور منازلهم واقتناء بعض الزرابي ذات النوعية الممتازة للتباهي بها أمام زائريهم من الضيوف الذين يفضلون قضاء سهراتهم الرمضانية في البيوت في إطار مدّ خيوط التواصل بين العائلات، فيقضون أوقاتا ممتعة بعد الإفطار في تبادل أطراف الحديث أو مشاهدة مختلف الحصص والمسلسلات التي يتم بثها على مختلف القنوات التلفزيونية طيلة شهر رمضان الكريم.

أصحاب الإمكانيات من الذين كان لهم الحظ في السفر إلى تونس أو تركيا أو غيرها من البلدان الأخرى لاقتناء ما يلزمهم من كماليات في إطار استعداداتهم لاستقبال شهر الرحمة والغفران، تركوا أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط يتدافعون أمام محلات بيع الأواني المنزلية لشراء الصحون والملاعق والأقدار الجديدة، بل إن الأغلبية من المنتسبين لهذه الطبقة عالقون ومندهشون من التهاب أسعار مختلف المواد الاستهلاكية وعاجزون حتى عن التفكير في طريقة اقتناء بعض “الغرامات” من اللحم أو الدجاج لإعطاء نكهة لطبق الشربة، وألسنة حالهم تردد بأي حال عدت يا رمضان.

مقالات ذات صلة