-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طلبيات كبيرة عند الجزارين لتعويض الأضحية

أحشاء الخروف والكبدة بـ 12 ألف دج..!

نادية سليماني
  • 23138
  • 0
أحشاء الخروف والكبدة بـ 12 ألف دج..!
أرشيف

يلجأ كثير من الجزائريين ممن منعتهم ظروفهم المادية من شراء أضحية، إلى اقتناء قليل من اللحم وأحشاء الخروف، لعدم حرمان أبنائهم من “بنة” العيد، والمؤسف أن الأسعار ارتفعت بقرابة 15 %، ومنتظر ارتفاعها أكثر الأيام المقبلة، بسبب قلة ذبح المواشي. وكالعادة استغل بعض تجار اللحوم المناسبة، ورفعوا الأسعار بصورة “غير معقولة ولا منطقية”.
يعوض كثير من الجزائريين أضحية العيد “الغالية” بشراء أحشاء الكبش و”البوزلوف” وبعض اللحم، لإدخال فرحة العيد على العائلة، ولكن حتى أسعار الأحشاء يتضاعف ثمنها أياما قبل عيد الأضحى، ووجب أن تطلبها خلال ثلاثة أسابيع التي تسبق العيد، وإلا لن تجد لها أثرا..
في وقت كانت “الدوارة” لا تجد من يأخذها من المذابح خلال الأيام العادية، لدرجة كان يتم التخلص منها، ومذابح أخرى كانت تتصدق بها. ها هي اليوم “الدوارة” لمن استطاع إليها سبيلا، فمن مبلغ 800دج لأحشاء خروف كاملة، قفز ثمنها فجأة إلى 2500دج ولا يزال، بسبب كثرة طلبيات العيد.

طلب كبير وتجار يرفعون الأسعار
محمد، تاجر تجزئة لحوم ببلدية برج الكيفان، قال إنه تلقى 40 طلبية دوارة و15 طلبية كبدة، خلال هذه الفترة، من مواطنين، أما عن الأسعار فذكر أن الدوارة كاملة بـ 2800دج والكبدة ستصل إلى غاية 8000 دج للكلغ بسبب وجود ندرة فيها. ويقبل المواطنون على الشراء مهما ارتفعت الأسعار، فبحسبهم أسعار الأحشاء لا تقارن بسعر خروف صغير قارب ثمنه 5 ملايين سنتيم.
“ياسين”، رب عائلة من البليدة، طلب دوارة كاملة وكبدة و”بوزلوف” بمبلغ 12 ألف دج، وأخبره البائع بأنه اشتراها بسعر مناسب جدا، لأن الأسعار سترتفع أكثر الأيام المقبلة.
وأكد في هذا الشأن، رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء، محمد الطاهر رمرم لـ” الشروق”، أن أحشاء الخروف و”البوزلوف” لم تكن تلقى إقبالا عليها من المواطنين، خلال الأيام العادية، لدرجة أن بعض المذابح يصعب عليها التصرف بها. ولكن مع اقتراب عيد الأضحى وكثرة الطلب عليها، تتحول إلى “بضاعة نادرة وترتفع أسعارها”.
وبرر محدثنا ذلك، أن المواطنين غير المضحين، يحاولون إدخال فرحة العيد على العائلة، بشراء الأحشاء والكبدة، مهما غلا ثمنها. والارتفاع قارب 15 % عن السعر السابق، وهو مرشح للارتفاع أكثر الأيام القليلة المقبلة.

قلة الذبائح سبب غلاء الأسعار..
وقال محدثنا: “الكبدة وصل سعرها حاليا إلى 5000دج للكلغ في الجملة، لأنها قليلة بسبب العزوف عن الذبح خلال هذه الفترة، فغالبية المواشي موجهة للبيع كأضاح”. وحتى أسعار اللحوم الحمراء مرشحة للارتفاع، رغم أنها كانت مرتفعة أصلا في الأيام العادية.
ومع ذلك، أشار محدثنا إلى أن بعض المتواجدين في سلسلة شعبة اللحوم، يستغلون ظاهرة كثرة الطلب، لرفع الأسعار بصورة “غير منطقية”، لهدف زيادة الأرباح، “لتعويض قلة البيع خلال الأيام العادية التي مضت”. وعلق محدثنا على مبلغ 12 ألف دج الذي اشترى به مواطن دوارة و”بوزلوف” وكبدة، بأنه سعر “مناسب جدا” في ظل الغلاء الذي سيكون الأيام المقبلة.

دريوش: لا ينبغي للمسلم تكليف نفسه لشراء أضحية أو لحوم
وبدوره، أكد رئيس المجلس العلمي لوزارة الشؤون الدينية، بولاية عين الدفلى، محمد دريوش، أن أيام شهر ذي الحجة العشرة الأولى مباركة وأقسم بها الله عز وجل، لقوله سبحانه: “والفجر وليال عشر”. وهو دليل على تفضيلها عن باقي الأيام لاجتماع عدة عبادات فيها، من زكاة وصيام وحج، ونحر أضحية العيد التي لها حكمها وفضائلها، وهي سنة مؤكدة، “ولكنها لا تتأكد على الجميع، بل على المستطيع عليها فقط”.
وقال محدثنا: “لا ينبغي على المسلم تكليف نفسه فوق طاقتها، كأن يلجأ للقروض أو الاستدانة من الغير، لشراء أضحية أو لحم، في وقت أن عياله بحاجة لأمور أهم، من مأكل وملبس ودواء، “فهنا كأنما ارتكب مكروها”.
فالأصل، بحسبه، في شراء الأضحية وما شابهها “ألا تضر بقوت المسلم”. و”ما جعل الله علينا في الدين من حرج”.
وقال دريوش إن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وهما صحابيان جليلان، كانا لا يضحيان في بعض الأعوام “حتى لا يجعل الناس الأضحية أمرا مفروضا “.
“وبالتالي، المسلم غير مطالب باللجوء إلى القروض أو تكليف نفسه فوق طاقتها لشراء أضحية أو ما شابهها، إلا في حال كان بمقدوره إعادة القرض، ولم يؤثر الأمر على قوت عائلته. والرسول عليه الصلاة والسلام، كان ذبح كبشين أقرنين، ضحى بهما عن جميع المسلمين غير المضحين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!