“أحلم بزيارة غزة لكنني أرفض دخولها عبر إسرائيل”
في حوار حصري لـ”الشروق”، كشف الكينغ خالد عن موقفه الرافض لمختلف أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مستثنيا إحياء الحفلات التي تدخل في دائرة العمل الإنساني والمواقف التضامنية مع الشعوب المقهورة، مؤكدا على أنه يحلم بزيارة غزة قريبا. ومن خلال هذا الحوار أوضح ملك أغنية الراي موقفه الجريء وطموحه كجزائري في أن تجد مساعيه لإخراج الشاب مامي في أقرب وقت من السجن طريقا لدى السلطات الفرنسية.
مساء الخير خالد
خالد: مساء الأنوار، من معي؟
جريدة “الشروق”.
يرد بنشوة..” الشروق” أهلا وسهلا ومرحبا بأحبابنا.
كيف حالك وحال العائلة؟
الحمد لله في حالة وصحة جيدة.
متى سنراك في الجزائر؟
والله لن أرفض دعوتكم إذا حظيت بها.
نأمل في ذلك إن شاء الله، ماذا عن جديدك؟
أنا بصدد التحضير لبداية تسجيل شريط جديد وسأدخل شهر ديسمبر القادم إلى الاستديو، والألبوم سيحمل الكثير من المفاجآت الجميلة لجمهوري.
هل سيتضمن “ديو” مع ألمع نجوم الغناء العرب والغربيين كما عودتنا؟
نعم أفكر في ذلك وأجري حاليا اتصالاتي من أجل استكمال دراسة المشروع وتحديد الفنانين الذين سأتعامل معهم، سواء فيما يتعلق بالكلمات أوالألحان أو فيما يتعلق بالفنان الذي سأختاره للغناء معي.
ماذا عن حفلاتك ومشاركاتك في المهرجانات؟
سئمت الطائرة وأتعبتني الأسفار، أقضي معظم وقتي متنقلا بين الدول، بسبب مشاركاتي في الحفلات والمهرجانات وتلبية دعوات مختلف الهيئات.
هل سمعت عما تردد بخصوص مشاركة الشاب بلال في حفل تسامح الأديان بالمغرب قبل أسبوعين إلى جانب مجندة إسرائيلية سابقة؟
أنصحه بعدم الوقوع في الخطأ؟
ماذا تقصد؟
لا أظن أن مجرد غناء الشاب بلال في المغرب وبحضور هذه المجندة الإسرائيلية يضعه في خانة المغضوب عليهم، لكن هذا يعتبر تجاوزا لموقف الجزائر إزاء القضية الفلسطينية، كما أنه قد يضع بلال في موقف حرج أمام جمهوره وحتى سلطات بلاده؟
في هذه الحال الأمر يختلف، إذا كان غناء الشاب بلال في المغرب وفي هذا الحفل بنية التطبيع والدخول ضمن الدول المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، هنا ينبغي أن يعاقب بلال، لأن الأمر فيه مساس بدولتنا وبعروبتنا، أما إذا كان لغرض إنساني، كجمع المال لمساعدة الأطفال المرضى أو الفقراء في العالم، فليس من حقنا أن نصدر عليه أي حكم، لأنه فنان ويجب عليه كبقية شرائح المجتمع أن يساعد ويساهم ولو بالقليل في رسم البهجة والفرحة على وجوه جمهوره ومحبيه.
يبقى هذا رأيك؟
القضية لا تتعلق بموقفي فحسب.. يجب أن تعرفي أن الجزائريين لم يكونوا على عداوة يوما مع اليهود، الجزائريون ليسوا عنصريين، صحيح أن الدولة رفضت إقامة الكيان الصهيوني لسفارة في بلادنا كما ترفض أي شكل من أشكال التطبيع معه، لكن لا تنسوا بأن الرئيس بوتفليقة وجه دعوة للفنان الفرنسي اليهودي ذي الأصول الجزائرية أنريكو مسياس للحضور إلى الجزائر قبل قرابة عشر سنوات في “موناكو” بعد أن أعرب له هذا الأخير عن رغبته في ذلك، ولم يمانع رئيس الجمهورية في ذلك، غير أن أنريكو مسياس لم يأت للجزائر حينها وكان ينوي زيارتها بعد ذلك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وكأنه أراد أن يحتمي به.
هذا لا يعني أنك تقبل الغناء في إسرائيل؟
غنائي في أي مكان آخر غير دخول إسرائيل، أنا لا أمانع في أن أغني مع إسرائيليين إذا كان في ذلك مصلحة وفائدة للأطفال المرضى أو للفقراء في مختلف أنحاء العالم، لكن إذا كان لغير ذلك فلن أقبل طبعا.
صرحت سنة 2008 أثناء اعتداء إسرائيل على غزة أنك مستعد للذهاب إلى غزة والجهاد إذا فتحت مصر معبر رفح، هل مازلت تأمل في ذلك؟
قلتها وأقولها؟ حلم حياتي زيارة غزة والمساهمة في رسم البسمة على وجوه إخواني الفلسطينيين، لكن “ما باليد حيلة”، رغم الدعوات التي أتلقاها من طرفهم، إلا أنني في كل مرة أعتذر، لأنني حرمت على نفسي دخول إسرائيل ولا أستطيع أن أخون العهد الذي قطعته على نفسي.
هل سبق وأن دعيت للغناء في إسرائيل؟
أبدا؟
لا أظن بأن القائمين على الفن هناك يغفلون عن استقطابك؟
لم يغفلوا الأمر، لكنهم يدركون عدم قبولي بالأمر مسبقا، غير أن الحقيقة التي يجب أن أعترف بها هي أنهم يحترمونني كثيرا نتيجة مواقفي، وأقول هذا عن دراية وقناعة.
كيف ذلك؟
اتصلوا بي قبل مدة من منظمة التغذية والزراعة بهيئة الأمم المتحدة “الفاو” لغرض زيارة غزة وإلقاء خطاب هناك بصفتي سفيرا، غير أنهم فاجأوني بعدها بسحب طلبهم وتغيير الوجهة التي أزورها، لأنهم يعلمون رفضي الدخول إلى غزة من خلال إسرائيل، في ظل عدم توفر مطار في غزة، وهم يعلمون موقفي من قضية الدخول إلى إسرائيل، ولهذا تراجعوا عن ذلك في آخر لحظة دون طلب مني وأعتز بذلك، لأنه احترام لشخصي.
حديثك يوحي بأنك ترفض رفضا قاطعا فكرة الذهاب إلى إسرائيل عكس العديد من النجوم العرب الذين لا يجدون حرجا في دخولها؟
أغني في أي مكان آخر وفي أي دولة وللجميع حرية محاسبتي ومعاتبتي إذا دخلت إسرائيل أو رفعت علمها، أنا جزائري وأعتز بجزائريتي وسأبقى وفيا لها إلى آخر قطرة من دمي.
أثار خبر رفض القضاء الفرنسي منح الشاب مامي الإفراج المشروط استياء جمهوره والمتعاطفين معه؟
تأسفت وتألمت للأمر كثيرا.. لا أحد يرضى بجدران السجن لأحد حتى وإن كان عدوه، فما بالك بمامي أخي وصديقي، لكنه أخطأ كثيرا وهو الآن يدفع ثمن أخطائه المتكررة وغير المبررة، ولحسن حظه أن الضحية لم تمت وإلا كان مصيره أسوأ.
أوضح أكثر؟
مامي فقد ثقة السلطات الفرنسية، لهذا لم تفرج عنه على خلاف مدير أعماله ميشال ليفي الذي أطلق سراحه قبل أشهر وهو الآن ينعم بالحرية رغم أنه شريكه في الجريمة، في حين يقبع مامي بين جدران السجن.
كيف ذلك؟
السلطات الفرنسية لا تثق في مامي، لأنه فر من العدالة وهذا في اعتقادي ما عطل استفادته من إجراء الإفراج المشروط الذي يكفله القانون الفرنسي، في حين كان ينبغي أن يقتدي بمدير أعماله الذي سلم نفسه للقضاء الفرنسي وتمكن بعدها من الظفر بالإفراح.
هل تزوره في السجن؟
تقدمت بطلب قبل أيام لزيارته في السجن رفقة مجموعة من الجزائريين وننتظر الرد حتى نتمكن من رؤيته والتخفيف عنه، خاصة وأنه في حالة سيئة.
هل تسعى لفعل شيء من أجله؟
أكيد، أسعى ومجموعة من الجزائريين لفعل ما من شأنه أن يخلصه من السجن وسأقوم رفقة محاميه بتوجيه رسالة إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة باريس لشرح ظروفه وطلب العفو والإفراج عنه وتقديم ضمانات بأن مامي لن يعود لمثل هذه التصرفات.