“أخطاء شائعة” في تدريس الرياضيات لتلاميذ الابتدائي

طالب الدكتور عثمان عبد اللوش، خبير في الرقمنة، القائمين على وزارة التربية الوطنية، بتصحيح ما وصفه بالأخطاء الشائعة في تدريس مادة الرياضيات بمرحلة التعليم الابتدائي، خاصة في المراحل الأولى، والعمل على تحيين المناهج سنويا عند كل طباعة جديدة، فيما اعتبر أن “الطريقة المعتمدة حاليا في التلقين خاطئة وغير سليمة، وقد عقدت العملية التعليمية للأستاذ والتلميذ على حد سواء”.
ويبرز الدكتور عثمان عبد اللوش في تحقيق أنجزه حول موضوع تدريس الرياضيات للسنة الأولى ابتدائي، الأخطاء الشائعة في تلقين هذه المادة للمتعلمين، فهي لا تزال تلقن بالطريقة القديمة وهي “طريقة خاطئة وغير سليمة في نفس الوقت، بسبب أنها لم تحين بعد مع الواقع والعصر الذي نعيشه، الأمر الذي زاد وعقد العملية التعليمية للأستاذ وأيضا للتلميذ”، على حد تعبيره.
ويلفت الخبير في الرقمنة، في تصريح لـ”الشروق”، إلى أن الكتاب المدرسي وأيضا البرنامج الدراسي لتدريس مادة الرياضيات، اتضح أنه فيه خلط كبير في المصطلحات، فمثلا نخلط في الجزائر وحتى في الوطن العربي عموما بين “الرقم والعدد”، في حين في اللغات الأخرى مثل الإنجليزية وحتى الفرنسية تجدهم يفرقون بين (الرقم = chiffre = digit)، و(العدد =nombre = number)، في حين يعتقد محدثنا بأن هذا الخطأ ناجم عن التعويل في وقت سابق في مادة الرياضيات على التعريب القادم من مصر، كما أنه في الماضي لم تكن للمادة التعليمية انتشار كبيرا مثل الآن، خاصة أن الجميع يعيش في عالم انتشرت فيه الرقمنة بشكل هائل وكبير جدا، واليوم الذي لا يتقن الرقمنة يعتبر أميّا، وبالتالي فأساس الرقمنة هي الرياضيات، يضيف الخبير.
وعليه، يطالب الدكتور والخبير في الرقمنة القائمين على وزارة التربية الوطنية بضرورة تصحيح الأخطاء الشائعة في تدريس مادة الرياضيات في مدارسنا الابتدائية، بل حتى في دور الحضانة، بالإضافة إلى تغيير طريقة التلقين خاصة في المراحل الأولى، ومثال ذلك كتاب الرياضيات للسنة الأولى ابتدائي يعتبره “كارثة بالمعنى الصحيح”، شارحا ذلك بوجود صور ورسومات غير جميلة ولا مشوقة في المنهاج، بالإضافة إلى أنها صغيرة جدا مقارنة بالنص الموجود في الكتاب. فيما أشار إلى أنه عند تصفح كتاب الرياضيات للسنة الأولى ابتدائي، يظهر لك وكأنه كتاب للقراءة وليس للرياضيات.
ويدعو، نفس المصدر، وزارة التربية الوطنية والمشرفين على تحرير وإعداد البرامج وكتب الرياضيات الموجهة للابتدائي، إلى أهمية الانتباه لمثل هذه الأخطاء، لأنه غير مسموح بها، فيما طالب بالاستعجال لإخضاع الكتب لتحيينات مستمرة وسنوية عند كل طباعة جديدة، الأمر الذي سيساهم في تحسين الكتب المدرسية من سنة لأخرى، مشددا على أن كتاب السنة الأولى لمادة الرياضيات على سبيل المثال، قد تمت طباعته مثل الكتاب المدرسي الذي طبع سنة 2016.