العالم
بعد أن طالبه بالخروج من ليبيا

أردوغان لماكرون: اسحب جنودك من إفريقيا واعتذر للجزائريين ثم تكلم عن تركيا

الشروق أونلاين
  • 11301
  • 45
أ ف ب
صورة مجمعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون

رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء، على دعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإنسحاب من ليبيا بالقول، إن ماكرون كان عليه القيام بنفس الخطوة في مالي وتشاد ودول أخرى، ودفع ثمن ما اقترفه أجداده في الجزائر ورواندا قبل الحديث عن تركيا.

وقال أردوغان في خطاب بالعاصمة أنقرة، إن “الشخص الجالس في قمة هرم السلطة في فرنسا (إشارة إلى ماكرون)، يهاجمني دون توقف، ماذا تريد مني!! عليك قبل كل شيء دفع ثمن ما اقترفته يداكم في الجزائر، فأجدادك قتلوا مليون شخص جزائري هناك، عليك أولا دفع ثمن ذلك”.

وأردف: “وعليك أيضاً دفع الثمن جراء قيام فرنسا بقتل مئات الآلاف في رواندا، في حين لا يمكنك العثور على أي صفحة كهذه في تاريخ تركيا والأتراك، فأيدينا ليست ملطخة بالدماء مثل أيديكم”.

توتر متواصل

رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم 4 ديسمبر 2020، على تصريحات نظيره التركي رجب طيب أردوغان التي أعرب خلالها عن أمله في “أن تتخلص” فرنسا “في أسرع وقت ممكن” من رئيسها، على خلفية توتر شديد بين البلدين حول ملفات كثيرة.

وقال ماكرون، إنه يجب الالتزام بالاحترام، وأضاف أن أردوغان يحد من الحريات المتاحة للشعب التركي.

وخلال مقابلة مع منصة “بروت” الإعلامية عبر الإنترنت دعا ماكرون رداً على سؤال بخصوص هذا الكلام، إلى التحلي بـ”الاحترام”، موضحاً “مجتمعاتنا تزداد عنفاً وهذا مرده أيضاً إلى أن القادة يشكلون مثالاً على العنف وأظن أن الحروب الكلامية بين القادة السياسيين ليست الوسيلة الناجعة”.

وكان الرئيس التركي قال لصحفيين في إسطنبول بعد مشاركته في صلاة الجمعة في متحف آيا صوفيا السابق الذي تم تحويله إلى مسجد في جويلية، إن “ماكرون مشكلة بالنسبة لفرنسا. مع ماكرون، تعيش فرنسا فترة خطرة جداً. آمل أن تتخلص فرنسا من مشكلة ماكرون في أقرب وقت ممكن”.

وأضاف “بخلاف ذلك، لن يتمكن (الفرنسيون) من الانتهاء من (حركة) السترات الصفراء التي يمكن أن تصبح السترات الحمراء”، في إشارة إلى حركة الاحتجاج التي اندلعت أواخر العام 2018 في فرنسا.

وتدهورت العلاقات بين تركيا وفرنسا تدريجياً منذ العام الماضي، خصوصاً بسبب خلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط ومؤخراً جراء النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناجورنو قرة باغ.

لكن التوتر تفاقم في أكتوبر عندما شكّك أردوغان بـ”الصحة العقلية” لماكرون، متهماً إياه بقيادة “حملة كراهية” ضد الإسلام بسبب دفاعه عن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وخطابه ضد “الانعزالية” الإسلامية في فرنسا.

“فليعطوهم مرسيليا”

وأكد أردوغان، في 4 ديسمبر الماضي، أن فرنسا التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك المكلفة بإيجاد حل للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا، “فقدت دورها كوسيط” بعدما تبنى مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الفرنسية قرارات مؤيدة للاعتراف بجمهورية ناجورنو قرة باغ المعلنة من قبل الأرمن بشكل أحادي.

وأضاف “صديقي العزيز علييف (الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف) أعطى نصيحة للفرنسيين عندما قال لهم إنهم إذا كانوا يحبون الأرمينيين إلى هذه الدرجة فليعطوهم مرسيليا.أنا أيضاً، أعطيهم النصيحة نفسها”.

وفي إشارة واضحة إلى سياسات الحكومة التركية، أكد ماكرون في سبتمبر، أن “الشعب التركي، وهو شعب عظيم، يستحق أمراً آخر”.

وردت أنقرة بشدة على هذه التصريحات معتبرة أنها محاولة لتحريض الشعب التركي ضد الرئيس أردوغان.

وتهدد فرنسا منذ أسابيع عدة بفرض عقوبات أوروبية على تركيا، خصوصاً بسبب أعمال التنقيب عن الغاز التي تقوم بها أنقرة في شرق المتوسط في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص.

وندد الاتحاد الأوروبي، الجمعة، بـ”أفعال (تركيا) الأحادية الجانب وخطابها المعادي”، لكنه لا يزال منقسماً بشأن طريقة معاقبتها على هذه الممارسات أثناء قمة أوروبية تُعقد في العاشر من ديسمبر.

واقترح الاتحاد الأوروبي في أكتوبر محادثات على أنقرة مهدداً بفرض عقوبات في حال لم توقف تركيا أعمالها التي يدينها الاتحاد.

لكن دول أعضاء عدة في الاتحاد من بينها ألمانيا، عارضت إقرار العقوبات، وفق مسؤولين أوروبيين.

مقالات ذات صلة