أزمة إتصالات خانقة تعزل الإرهابيين إثر قطع الخطوط المجهولة الهوية

فقدت العديد من العائلات الإتصالات مع أبنائها الناشطين في صفوف الجماعات الإرهابية في الغابة بسبب تعرض الخطوط الهاتفية المجهولة الهوية التي كان يحتفظ بها الإرهابيون خفية عن “درودكال” لاستعمالها في الإتصال بعائلاتهم.

• وتواجه عناصر الجماعات الإرهابية في الجبال أزمة خانقة في الإتصالات اللاسلكية فيما بينهم من جهة، وبينهم وبين عائلاتهم من جهة أخرى، وبينهم وبين عناصر الدعم والإسناد من جهة اخرى، بسبب انقطاع الخطوط الهاتفية المجهولة الهوية التي كانوا يستعملونها، منذ شروع المتعاملين الثلاثة في مجال الهاتف النقال “جيزي”، “نجمة”، “موبيليس” بقطع الخطوط الهاتفية التي بقيت مجهولة الهوية، عملا بتعليمة سلطة الضبط للبريد والمواصلات التي أمرت المتعاملين الثلاثة بقطع جميع الخطوط التي لم يتقدم أصحابها إلى التصريح بهويتهم، ومنحتهم مهلة إلى غاية 10 أكتوبر الفارط، للشروع في القطع.
• وفي هذا الإطار أكدت عائلات من ولايتي البويرة وبومرداس أنها كانت على اتصال مع أبنائها بين الحين والآخر لإقناعهم بالنزول من الجبل وأن بعض الإرهابيين كانوا يملكون هواتف نقالة خفية عن أمرائهم يستعملونها في الإتصال بعائلاتهم خلسة، ثم يغلقونها ويخفونها، أحيانا يقومون بلفها في قطعة بلاستيكية وردمها بالتراب في موضع معين، ويستعملونها بين الحين والآخر، للإتصالات بأولادهم أو زوجاتهم أو آبائهم وعائلاتهم، ثم يخفونها مجددا، وإذا انتقلوا من مكان إلى مكان ينقلونها معهم خلسة عن أمير الجماعة التي ينشطون فيها.
• “درودكال” هو الذي يرخص للإرهابيين بأحقية حيازة هاتف نقال
• وذكرت العائلات التي تحدثت إلى “الشروق اليومي” أن زعيم تنظيم “الجماعة السلفية” المدعو عبد المالك درودكال، هو الذي يرخص شخصيا للعناصر الإرهابية التي يحق لها حيازة هاتف نقال، وأن عدد الإرهابيين المرخص لهم يعدون على الأصابع، ويتمثلون في أمراء الكتائب فقط، ولديهم تعليمات صارمة من “درودكال” بعدم تسليم “النقال” لأي إرهابي آخر دون إذن منه حتى وإن كان محل ثقة منهم.
• وقالت هذه العائلات لـ”الشروق” بأنها قامت منذ مدة بتزويد أبنائها الموجودين في الجبل ضمن الجماعات الإرهابية بهاتف نقال وخط هاتفي مجهول الهوية ليحتفظوا به خلسة عن “درودكال”، وخفية عن باقي الإرهابيين، لكي تتمكن من الإتصال بهم على الأقل مرة في الشهر أو في الأسبوعين، وظل هؤلاء يحتفظون بها لمدة أشهر، ويتكلمون مع عائلاتهم بين الحين والآخر، حيث تتصل بهم عائلاتهم عبر خطوط هاتفية مجهولة الهوية، أي غير مصرحة لدى المتعاملين الثلاثة.
• ويقوم هؤلاء الإرهابيون الممنوعون من استعمال أو حيازة النقال بإعارة الهاتف لبعضهم البعض خلسة عن “درودكال” ليتحدثوا مع عائلاتهم، ثم يخفونها مجددا.
• وأوضحت عائلة رفضت الكشف عن هويتها “بأنها لجأت إلى هذه الطريقة للإتصال بإبنها، لأن ابنها أخبرها أن الهاتف النقال ممنوع على عناصر الجماعة، وأن “درودكال” رخص لكل لجماعة أو كتيبة إرهابية تابعة له بحيازة هاتف نقال واحد للإستعمال الجماعي، شرط أن لا يستعمل إلا للأغراض الإرهابية، أي للإتصال فيما بينهم والإتصال بجماعات الدعم والإسناد، وأن لا يحمله أي شخص آخر ماعدا أمير الكتيبة الذي يعتبر شخصا موثوقا به بالنسبة لدرودكال، ويمنع عليهم منعا باتا تركه عند أي إرهابي آخر، أو تمكين أي إرهابي من إجراء اتصالات، هاتفية، خشية أن يستعملوه للإتصال بعائلاتهم أو بزوجاتهم أو أمهاتهم، أو خشية أن يخونه أحد العناصر، كأن يربط الإتصال بمصالح الأمن أو بأشخاص قد يساعدونه لتسليم نفسه، أو أن يبلغ عنهم أو يسرب أخبارهم.
• غير أن هذه العائلات فقدت جميع اتصالاتها مع أبنائها منذ انطلاق عمليات القطع، حيث فقد كل هؤلاء الإرهابيين خطوطهم، بينما لجأت بعض العائلات إلى التصريح بهوية أخرى كالتصريح بأن صاحب الهاتف هو واحد من أبنائها  لتفادي قطع الخط الهاتفي لإبنها في الغابة، على خلفية أنها لا تستطيع التصريح بهوية الحقيقية كونه إرهابيا، مطلوب عند مصالح الأمن، وإن تم التصريح بإسمه يمكن أن تكتشفه مصالح الأمن.
• علما أن المتعاملين الثلاثة في الهاتف النقال شرعوا منذ 10 أكتوبر الفارط في قطع الخطوط المجهولة الهوية التي لم يتقدم أصحابها للتصريح بهويتهم، وقد تعرضت خطوط العديد من المواطنين للقطع.