-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بمداخيل إضافية وبموقع تفاوضي أقوى مع أوروبا

أزمة الغاز العالمية في خدمة الجزائر إلى 2026

حسان حويشة
  • 6363
  • 0
أزمة الغاز العالمية في خدمة الجزائر إلى 2026
أرشيف

تشير آخر توقعات منتدى الدول المصدرة للغاز، إلى استمرار الأزمة العالمية لهذا المصدر الطاقوي الحيوي إلى غاية 2026 على الأقل، ما يعني أنها ستكون في خدمة الجزائر لسنوات قادمة، بمداخيل إضافية، وأيضا بموقع تفاوضي أقوى مع أوروبا.
في هذا السياق، أفاد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، الجزائري محمد حامل، في تصريحات للصحافة عقب استقباله مساء الخميس من طرف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، بأن التوقعات تشير إلى أن أزمة الغاز العالمية ستبقى خلال السنة الجارية، وربما تستمر حتى سنتي 2025 و2026، في انتظار دخول مشاريع جديدة لتسييل الغاز مرحلة الإنتاج.
وفيما يتعلق بالتوقعات على المدى البعيد، لفت حامل إلى أن الغاز الطبيعي سيبقى طاقة مهمة لاستمرار نمو الاقتصاد العالمي، موضحا أن الطلب العالمي على الغاز سيرتفع بنسبة 36 بالمائة بحلول العام 2050.
وكما هو معلوم، فإن منتدى الدول المصدرة للغاز تأسس في سنة 2008، وهو عبارة عن منظمة حكومية دولية مقرها العاصمة القطرية الدوحة، تُعنى بوضع إطار لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول الأعضاء ورفع مستوى التعاون والتنسيق بينها، ويضم 12 دولة، الجزائر وبوليفيا ومصر وغينيا الاستوائية وإيران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا وترينيداد وتوباجو، الإمارات العربية المتحدة، وفنزويلا.
ويستشف من هذه التوقعات أن الجزائر ستبقى لاعبا رئيسيا على الصعيد الدولي فيما يتعلق بأزمة الغاز العالمية، على الأقل إلى غاية 2026، إضافة لدورها وموقعها الاعتيادي، يضاف له دورها في هذا الظرف المأزوم، خصوصا أن الغاز الطبيعي يعتبر من المصادر الأقل تلويثا للطبيعة وما زال أمامه مستقبل طويل بحسب خبراء ومتابعين.
وستمنح هذه الوضعية للجزائر مواقع تفاوض أقوى سواء فيما يتعلق بالأسعار بما يخدم مصالحها، وأيضا فيما يتعلق بقضايا جيواستراتيجية تخص العلاقات خصوصا في المنطقة إضافة لفضاء الاتحاد الأوربي، خصوصا أن الأزمة الحالية أظهرت الجزائر وبلدانا عربية على غرار مصر وقطر كمستفيدين أيضا منها.
ومن شأن استمرار أزمة الغاز العالمية سنوات أخرى، أن يحفز تدفق الاستثمارات على الجزائر في هذا المجال، خصوصا من دول أوربية تبحث عن تأمين المزيد من الإمدادات في ظل توفر شبكة نقل بخطوط الأنابيب من الجزائر وقربها الجغرافي من القارة العجوز، خصوصا في ظل قانون استثمار جديد وأيضا نص تنظيمي جديد لقطاع المحروقات.
وإضافة للغاز الطبيعي، فإن مستقبل أوربا في الطاقات النظيفة والمتجددة يرتبط أيضا بالجزائر، سواء الطاقة الشمسية الكهروضوئية أو الحرارية، أو الهيدروجين والأمونياك، وهو ما شرعت سوناطراك في التخطيط له وتفعيله مبكرا من خلال الاتفاق الأخير مع مجموعة “إيني” لمد خط أنابيب جديد وغير مسبوق، يربط الجزائر بإيطاليا عبر جزيرة سردينيا، لا ينقل الغاز فقط، بل الكهرباء والأمونياك والهيدروجين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!