-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أزمة “النيل” يطويها الوسيط الجزائري

أزمة “النيل” يطويها الوسيط الجزائري

فتحت الأبواب المغلقة من جديد، والتحلق حول طاولة المفاوضات بات ممكنا بين الأطراف الثلاثة إثيوبيا ومصر والسودان برعاية الوسيط الجزائري القادر بخبرته الدولية في حل النزاعات على تقريب وجهات النظر، كخطوة أولى نحو بلوغ اتفاق مشترك يطوي ملف الأزمة بمخاطرها الإقليمية.

نأى مجلس الأمن الدولي بنفسه عن تبني أزمة دول حوض النيل، باعتبارها أزمة إقليمية لا تؤثر على الأمن العالمي، فألقى بها على عاتق الاتحاد الإفريقي الذي فشل بدوره في إرضاء الأطراف المتنازعة برؤيا تضمن حدا ولو أدنى على التوافق في ضمان أسس الأمن المائي المهدد في مصر والسودان.

كادت أزمة دول حوض النيل، في أبسط احتمال هو ركنها في رف الأزمات المؤجل إيجاد حلول لها، بانتظار أي متغيرات تطرأ عليها، وفقا لما يفرضه الواقع الإقليمي والدولي، أو إثارتها في مواجهة عسكرية تتوفر إلى حد ما عوامل اندلاعها في حدود مشتركة تبتلي بأخطر أزمات التنازع العرقي أو الجغرافي.

إثيوبيا الطرف الذي أفشل كل مبادرات الوساطة من قبل وعلى رأسها المبادرة الأمريكية، برفض مضامينها كقاعدة لحل يرضي كل الأطراف، هي من نادت للاستعانة بالوساطة الجزائرية، إدراكا منها بقدرة الوسيط الجزائري المالك لأدوات التأثير في القارة الإفريقية، وإمكانياته المختبرة في نزاعات عدة، وإعادتها إلى طاولة المفاوضات أملا في حل يضمن مصالح دول حوض النيل.

دواع ثلاثة، حركت إثيوبيا، نحو الجزائر، تحرك الجيش السوداني في أراض متنازع عليها بغية استردادها، في ظل معارك مفتوحة تؤرقها مع جبهة تيغراي، المصرة على إسقاط الحكومة الإثيوبية في محاولات زحفها نحو العاصمة أديس أبابا، ودخول جامعة الدول العربية في تفاصيل الأزمة بموقفها الداعي إلى تدخل مجلس الأمن الدولي لضمان الحقوق المائية لدول حوض النيل، بعيدا عن الاتحاد الإفريقي، واعتبار الأمن المائي لمصر والسودان جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، واحتواء رد الفعل المصري السوداني المدعوم عربيا جراء الملء الثاني لسد النهضة.

إثيوبيا تحاصرها الأزمات، حرب جبهة تيغراي في الداخل، وتدخل أرتيري عسكري لا يقف عند حد، وتقدم عسكري سوداني يطهر مدنه من هيمنة إثيوبية، في ظل أزمة سد النهضة الأبعد من اتفاق على صيغ قانونية لحلها.

أزمة متعددة الأبعاد، ترمي بثقلها على حكومة أحمد آبي، وتستنزف قدراتها في جبهات مفتوحة داخليا وخارجيا، لم يبق أمامها سوى الانفتاح على محيط إفريقي، بوسيط إفريقي كسب مصداقيته في العلاقات الدبلوماسية الإقليمية والدولية، تقدر كل الأطراف مكانة الدولة التي يمثلها، وتدرك قدرته الدبلوماسية، لن يتحرك إلا بضمانات نجاح مهمته.

وأبعاد تعددت في مهمة المبعوث الرئاسي رمطان لعمامرة إلى أديس أبابا والخرطوم والقاهرة، يعكسها ذلك المشهد السياسي المعقد بتشعباته، في قارة لا تحتمل أزمات جديدة، تبدي فيه إثيوبيا مرونة دبلوماسية عبر طلب وسيط جزائري، يتجه برؤية موضوعية منطلقها الأول تقريب وجهات النظر، وتذليل عقبات الوصول لاتفاق ملزم، يخفف على إثيوبيا عبء المواجهات في ساحات مفتوحة على أخطر الأزمات، ويبعدها عن كل أشكال الصراع مع دول مصب النيل بضمان حقها المائي وفق القوانين الدولية المعمول بها.

خطاب محمد السادس يهدف إلا إلى ربح المزيد من الوقت لجلب المزيد من العتاد الحربي وتحضير كل المؤامرات والدسائس ضد الشعب الصحراوي وشعوب المنطقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!