أزيد من 17 ألف مليار.. تحسّن في الوضع المالي لصندوق التقاعد

فاجأ وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، أعضاء لجنة الصحة والعمل بالمجلس الشعبي الوطني، بأرقام إيجابية لأول مرة منذ سنوات تخص صندوق التقاعد الذي تحسّنت مؤشراته بشكل غير متوقع، نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الدولة لاحتواء العجز المالي الذي كان يواجهه، فيما لم يُفصح الوزير عن أي قرارات على المدى القريب أو المتوسط ولا حتى البعيد حول إمكانية العودة إلى التقاعد المسبق أو النسبي.
وفي تفاصيل أكثر حول الموضوع، كشف المسؤول الأول عن قطاع العمل في البلاد أمام النواب، الثلاثاء، عن تراجع عجز صندوق التقاعد الوطني إلى 380 مليار دينار نهاية سنة 2023 بعدما كان يعادل 556 مليار دينار سنة 2022 و560 مليار دينار سنة 2021 أي أن التراجع قدّر بـ176 مليار دينار.
وبلغة الأرقام، بلغت مداخيل الاشتراكات الخاصة بنظام الأجراء حدود 1655 مليار دينار أي بزيادة قدرها 156.3 مليار دينار، مقارنة بالتقديرات المعلن عنها في قانون المالية لسنة 2023 والمقدّرة بـ1.498.72 مليار دينار.
كما ارتفع عدد المستخدمين، حسب وزير العمل، من 369 ألف مستخدم نهاية سنة 2022 إلى 432 ألف نهاية سنة 2023 بنسبة قدرها 14.6 بالمائة وفارق قدره 53 ألف مستخدم.
وأرجع الوزير أسباب تحسّن هذه المؤشرات والأرقام إلى اعتماد طرق حديثة في التسيير، ترتكز أساسا على المعلوماتية ونظام المساعدة على اتخاذ القرار إلى جانب حزمة من التدابير المتخذة من طرف الحكومة.
وفي مجال التشغيل، كشف فيصل بن طالب، عن ارتفاع ملحوظ في عدد عروض العمل في الجزائر بنسبة قاربت الـ22 بالمائة، حيث تم تسجيل 394 ألف عرض عمل خلال سنة 2022 و481 ألف عرض نهاية سنة 2023.
واحتل القطاع الاقتصادي، حسب وزير العمل، أعلى نسبة في التشغيل حيث بلغت نسبة التنصيبات على مستوى القطاع الاقتصادي 83 بالمائة ما يترجم، حسب المسؤول الأول عن قطاع العمل، وجود دينامكية فعلية في مجال التنمية الاقتصادية.
وبخصوص عملية إدماج المستفيدين من جهاز المساعدة على الإدماج المهني، فقد تم الانتهاء من إدماج 325 ألف منتسب للجهاز على مستوى المؤسسات والإدارات العمومية في مناصب عمل دائمة، كما تم تحويل عقود جهاز نشاطات الإدماج الاجتماعي إلى عقود غير محدّدة المدة بالتوقيت الجزئي لفائدة 179 ألف منتسب للجهاز على مستوى الهيئات والإدارات العمومية.
وبخصوص منحة البطالة، قال وزير العمل، إن أزيد من 2 مليون جزائري استفادوا من منحة البطالة في جانفي 2024، كاشفا في نفس الوقت عن اتخاذ جملة من الإجراءات الجديدة لتوظيف المستفيدين من منحة البطالة من خلال وضع آليات وتدابير سريعة، لتحسين قابلية التشغيل لدى المستفيدين من المنحة.
بالمقابل، كشف الوزير أمام النواب عن مراجعة الطعون التي تم رفعها بخصوص إقصاء بعض المستفيدين من منحة البطالة، خاصة الذين لم يستفيدوا من تكوين إجباري.
وفي مجال الضمان الاجتماعي، بلغ عدد المستفيدين من معاشات ومنح التقاعد المباشرة والمنقولة، حسب الوزير، 3.8 مليون مستفيد منهم 3.45 مستفيد من الصندوق الوطني للتقاعد و373 ألف مستفيد من التقاعد ضمن نظام غير الأجراء. وتطبيقا لتوصيات رئيس الجمهورية، تم إطلاق نسخة جديدة من بطاقة “الشفاء” التي يستفيد منها أزيد من 30 مليون مستفيد ورفع قيمة التعويضات الممنوحة عبر نظام الدفع من قبل الغير باستعمال بطاقة “الشفاء” بنسختيها من 300 دينار إلى 500 دينار للوصفة، وستسمح النسخة الجديدة، حسب مسؤول القطاع، بتطوير حلول وخدمات مبتكرة لم تكن متاحة من قبل.
كما كشف الوزير عن التكفل بمرضى السرطان غير المؤمَّنين اجتماعيا من طرف صندوق التأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، تطبيقا لتوصيات رئيس الجمهورية، وفي هذا الإطار، تقرر، يقول فيصل بن طالب، منح بطاقة “الشفاء” للمعنيين.
وفي سياق متصل، كشف الوزير عن مراجعة بعض المشاريع القانونية الخاصة بالتشغيل قريبا، على غرار القانون المتعلق بشروط تشغيل العمال الأجانب، والقانون رقم 04-19 المتعلق بتنصيب العمال ومراقبة التشغيل لإضفاء مرونة أكبر في عملية تنصيب العمال وتعزيز الجانب الرقابي عليها.