الجزائر
جمعيات وأولياء يحذرون من انتشار المظاهر الغير أخلاقية

أساتذة “مراهقون” وتلاميذ “مغرمون” في الثانويات

الشروق أونلاين
  • 19814
  • 40
ح.م

دقت جمعيات أولياء التلاميذ والمجتمع المدني، ناقوس الخطر من تفاقم ظاهرة العلاقات العاطفية داخل المؤسسات التربوية مؤخرا بشكل مخيف، يتطلب إجراء تحقيقات ودراسات معمقة لدحر مسبباتها والاختلالات التي تعمق انتشارها، لا سيما وأن الظاهرة لم تعد تقتصر على الطور الثانوي بل تعدت الطورين الأول والثاني، بعدما أصبحت هذه الفئة من التلاميذ لا تبالي بنظرة الآخرين لها، بل تحوّل الأمر إلى ضرورة أو موضة وتعداه عندما انتقلت الظاهرة لدى بعض الفتيات إلى غاية النطق بـ”زوجتك نفسي” وينطبق الأمر على الأولاد بتلفظ كلمات مثل “المرا” أو زوجتي وما خفي أعظم…

ودعا في هذا الاتجاه رئيس جمعية حماية الأحداث سيد علي لعبادي متحدثا لـ”الشروق”، وزارة الشؤون الدينية التحرك في هذا الإطار بإعداد تحقيقات معمقة تصب حول الظاهرة والتبليغ عن كل تحركات حتى توضع في إطار يتم التحكم فيه وعلاجه، باعتبار المشكل يصب في الحرمة والاحترام الذي تلاشى بشكل مخيف حتى داخل قطاع يولي بالتربية، مشيرا أن الجديد في الظاهرة انتقل خلال السنوات الأخيرة إلى فئة الأطفال والقصر، حتى إن الألفاظ المستعملة ما بين الجنسين تغيرت إلى حد تسمية الطرف الآخر بـ”المرا تاعي” أو زوجتي”، وبالمقابل تتلفظ الفتيات بجمل دون وعي منهن كأن تقول “زوجتك نفسي” وغيرها –يقول لعبادي- حتى وصلت العلاقات إلى غاية حدوث صراعات داخل المؤسسات أو خارجها بسبب فتاة حين تنعت هذه أنها لفلان أو علان، وهنا يكمن الخطر –يقول لعبادي- خاصة في سن المراهقة أين يكون الحب في أوج حالاته وبدون حدود، وما يترتب عنه من نتائج ومأسي سلبية على مجتمعنا، الذي بات يتخبط في مشاكل متشعبة منها المخدرات، “الحرقة” الحوت الأزرق ثم الانحلال الأخلاقي..

من جهته لم ينف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة وجود الظاهرة منذ القديم عندما كان يعجب تلميذ بتلميذة أو يبادلها حبا بريئا في الطور الأول، لكن أن تتمادى العلاقة في الطور المتوسط والثانوي لتتحول أغلبها إلى علاقات غير شرعية، فهذا غير منطقي، قد يضيع بسبب ذلك مستقبل التلميذ، وذهب بن زينة إلى أكثر من ذلك عندما تطرق إلى ظاهرة انتشرت في الفترة الأخيرة، وتحولت ما بين التلميذ والأستاذة والعكس خاصة في الطور الثانوي، حيث انزلقت حالات تبادل الحديث بين الطرفين والنقاشات اليومية لتتطور إلى علاقات غرامية قد تجر التلميذ والأستاذ معا إلى تضييع مستقبلهم –يؤكد بن زينة- الذي كشف أن المنظمة تلقت شكاوى عديدة من طرف الأولياء، الأساتذة أو التلاميذ أنفسهم في مناطق مختلفة من الوطن، مرجعا الأسباب إلى النقص العاطفي داخل المنزل والمجتمع، انتشار الأفلام الهندية والتركية والغربية التي تصب في مواضيع مماثلة وصالحة للتقليد، فضلا عن التشبيب الذي عرفه قطاع التربية مؤخرا وتقارب سن الأستاذ بتلميذه، والهندام غير المضبوط للأستاذ يجعله قدوة للتلميذ، وما يرافق ذلك من غياب قوانين صارمة ردعية لكل الأطراف، بالإضافة إلى كتب الجيل الثاني التي تصب جل مواضيعها من الأولى ابتدائي إلى الثانية متوسط في سموم تحيي الغرائز، ما دفع بالمنظمة إلى إرسال شكوى لرئيس الجمهورية من أجل تشريح واقع قطاع التربية الذي يعرف انزلاقات خطيرة.

رئيس جمعية أولياء التلاميذ أحمد خالد أكد أن مثل هذه الظواهر ناتجة عن غياب الوعي الاجتماعي التي أنتجتها حرية التعبير والديمقراطية، حتى أصبحت العلاقة بين التلميذ والأستاذ ضعيفة ومتدهورة إلى درجة هابطة، موجها أصابع الاتهام للأستاذ بعينه الذي لم يعد –حسبه يحترم نفسه ولا مهنته، ناهيك عن فقدانه للتكوين والدليل على ذلك هندامه، فأخذ السجائر أمام التلميذ واستعمال الهاتف النقال والتفوه بالكلمات النابية خير دليل على ذلك.

وحمل ممثل أولياء التلاميذ، الأولياء مسؤولية تلقين الأبناء إلى غاية 12 سنة بنسبة 50 بالمئة ومن 12 سنة فما فوق، تقع على عاتق الأستاذ بنسبة كبيرة، وهي الفئة العمرية التي اعتبرها من أكثر المراحل التي يستطيع التلميذ كسب ثقة أستاذه والاقتداء به.

مقالات ذات صلة