الرأي

أسقاس أمقاس

باري لوين
  • 1735
  • 11
ح.م

نشرتُ الأسبوع الماضي فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للسفارة وهنّأت من خلاله الشعب الجزائري بمناسبة العام الأمازيغي الجديد 2969. وللاحتفال بهذه المناسبة، فضلتُ أن استعمل اللغة الأمازيغية. لكن للأسف لم أتمكّن من نطق الكلمات بالطريقة الصحيحة! لذا أغتنم هذه الفرصة لأعتذر لـ10,000 شخص الذين شاهدو الفيديو على لغتي الأمازيغية الضعيفة وأعدهم أني سأحاول تحسين نطقي للغة الأمازيغية الجميلة.
لقد سعدتُ كثيرا بالمعلومات التي قدمها لي زملائي بالسفارة عن ”يناير”، إذ كلموني عن هذه المناسبة الوطنية وعن أهميتها لدىالجزائريين. بفضلهم أصبحت أعرف من يكون الملك شيشنق الذي انتصر على الفرعون المصري. فيا لها من مناسبة كانت سببا في إثراء معلوماتي عن تاريخ الجزائر العريق، والتعرُّف أكثر على حسن الضيافة التي يتميز بها الجزائريون وعلى قوة ومتانة الروابط العائلية التي تتجلى في مثل هذه المناسبات.
وخلال الأسبوع نفسه، قدّمت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تهانيها الحارة للجالية التاميلية الهندية المقيمة بالمملكة المتحدة بمناسبة احتفالها بمهرجان البونغال Thai Pongal، وهو أهمّ مهرجانات طائفة التاميل فى ولاية تاميلنادو الهندية وأشهرها، فهو يختص باحتفالات الحصاد في الهند، وهو عيدٌ للشكر وإبداء الرضا للطبيعة عن محصول السنة الوفير.
أسعد كثيرا بالمشاركة في الاحتفالات والتعرُّف على عادات الشعوب المختلفة وتقاليدها سواء كان ذلك في المملكة المتحدة أو في البلدان المختلفة التي أزورها، فمن المهم بمكان أن يتمكن كل شخص من التعبير عن نفسه وعن عاداته وتقاليده وثقافته وتاريخه بكل حرية. فكلنا سيستفيد لا محال من هذا الثراء الإنساني ومن تنوع الشعوب واختلاف وجهات النظر دون أن يُفسد ذلك للود قضية.
وفي هذا الصدد، قرأت مؤخرا مقالاعن أهمية الحوار بين الموظفين ومرؤوسيهم في أماكن العمل؛ إذ أظهرت البحوث والدراسات أن غياب الحوار والنقاش البنَّاء بين كافة الموظفين في أي مؤسسة من شأنه أن يكبِّد هذه الأخيرة خسائر كبيرة. ويحضرني هنا كارثة مطار تنريف في مارس 1977، عندما اصطدمت طائرتان على مدرج مطار لوس روديوس في جزيرة تنريفب إحدى جزر الكناري الإسبانية، كان سبب الحادث سوء التواصل بين قائد الطائرة الهولندية وطاقمه الذين لم يؤكدوا على القائد أنه كان في موضع الإقلاع الخطأ من شدَّة احترامهم له.
إن هذا الحادث الأليم لخير دليل على أهمية الحوار وضرورة وجود الاحترام المتبادل بين الموظفين وإعطائهم الحرية الكاملة للتعبير عن أفكارهم من دون خوف.
وعلى هذا الأساس، نحن في السفارة مقتنعون تماما أن العلاقات الطيبة بين الموظفين، القائمة أساسا على الاحترام والانفتاح على الآخر، تزيد من مردودية الأفراد في العمل. فمثلا زملائي في السفارة لا ينادونني بسعادة السفير، فأنا ألحُّ عليهم دائما أن ينادوني باسمي “باري”، حتى لا يكون بيني وبينهم أيُّ حاجز من شأنه أن يعيق الحوار والنقاش بيننا، فحرية التعبير والنقاش الصريح والبنَّاء بالنسبة للشعوب أمرٌ مهم لتطور البلاد والعباد. لذا فإن حرية التعبير وحرية الصحافة أمران مهمَّان للنهوض بالشعوب وتطوير البلاد. بالتالي، على الصحافيين مسؤولية كبيرة في ترقية مستوى الحوار وفتح باب النقاش داخل المجتمع وبين الأفراد أنفسهم.

مقالات ذات صلة