جواهر
بسبب عدم مواكبتها للعصر

أسماء المواليد الجدد تفجر خلافات بين الأزواج!

سمية سعادة
  • 2365
  • 15
أرشيف

عادة ما تبدأ المرأة في البحث عن اسم جميل لطفلها وهو لا يزال يتخبط في أحشائها، فالاسم الجميل هو أول هدية تمنحها الأم لهذا القادم الجديد.

وكثيرا ما يكون هنالك اتفاق مسبق بين الزوجين على الاسم الذي يطلقونه على ابنهم، مما يسّد الباب أمام أي خلافات قد تثور حول هذه النقطة.

ولكن أحيانا تصطدم الأم بخيارات الزوج وعائلته التي تفتش بين الأسماء القديمة التي مات أصحابها عن اسم يليق بهذا المولود الجديد الذي عليه أن يرث “تركة” الحب لهذا الشخص المتوفى.

فإذا كان ذو حظ عظيم وجد اسما لطيفا يرافقه في رحلة حياته، وإذا كان ذو حظ سيئ ابتلي باسم قبيح أو غير محبّب يسبّب له عقدة نفسية في حياته، ويدخل معه إلى القبر في مماته.

ولأن الكثير من النساء يدركن مدى تأثير الاسم على نفسية الطفل، إلى جانب تأثرهن بالأسماء الجديدة ذات المعاني الراقية، فإن أي محاولة لانتزاع حقهن في تسمية أطفالهن، تجذب معها الكثير من المشاكل التي قد تصل إلى المحاكم.

هذا ما حدث مع السيدة ليليا التي تقول: “عندما ولدت طفلي جاءتني الممرضة وسألتني عن الاسم الذي أريد أن أطلقه على ابني، فقلت لها على الفور، أنس”.

غير أن زميلتها التي كانت معهما بنفس الغرفة قاطعتهما قائلة، “سميناه وانتهى الأمر، والده طلب أن نسميه “لخضر”.

استشاطت السيدة ليليا غضبا، وقالت “لن أسمي ابني لخضر، بل أنس، وأنا أمه، وأنا من يجب أن أسميه”.

ولكن الممرضة أصرّت على اسم لخضر، وقالت لزميلتها: كيف يكتب بالفرنسية أحد الحروف في الوسط، فاغتاظت الأم غيظا شديدا، واتصلت بزوجها الذي أخبرها أنه سماه على جده وانتهى الأمر.

ولأن زوجها أصرّ على هذا الاسم، رفضت ليليا أن تعود إلى بيته، وهددته إن هو لم يغيره ستبقى في بيت أهلها.

وتوضح ليليا سببا آخرا عقّدها من هذا الاسم أكثر، وهو أن أخت زوجها وضعت تهنئة لأخيها على الفيسبوك بمناسبة ولادة “لخضر” وهو الاسم الذي حذى بالمتابعات إلى إطلاق تعليقات ساخرة مرفوقة برموز تعبيرية ضاحكة “ايموجي”.

وتعتزم ليليا أن تتقدم بطلب لوكيل الجمهورية لتغيير الاسم مهددة بعدم العودة إلي بيتها إذا لم يتم إلغاء اسم لخضر من دفترها العائلي.

سيدة أخرى، تقول في هذا السياق: ابني سمته جدته وعماته على اسم والدهم الذي هو” ميلود”، بينما أطلقت عليه أنا اسم “قيس”، ورغم أنني رفضته، إلا أنهن تحدينني وألصقن هذا الاسم بطفلي الصغير، ولوعاد بي الزمن إلى الوراء ما كنت لأقبل به.

أما سعاد، فتقول إن زوجها أصرّ على أن يطلق اسم “العيد” وهو اسم والده على مولوده القادم، لم يعجبها هذا الاسم بالتأكيد، ولكنها وجدت حرجا في أن تعارضه، فتمنت أن تنجب طفلة حتى لا يبتلى طفلها بهذا الاسم القديم، وبالفعل أنجبت طفلة وسمتها أمينة سيدرا.

تلقت السيدة ليليا أم أنس التي أشرنا إليها في بداية المقال، سيلا من النصائح العاجلة التي تدعوها إلى تجاهل الأمر حتى لا يتحول إلى مشكلة تصل بها إلى الطلاق.

وأشارت عليها عدد من السيدات بإطلاق الاسمين على الطفل تفاديا للمزيد من المشاكل، بينما نصحتها أخريات بالاحتفاظ باسم لخضر لأنه ليس سيئا كما تعتقد.

من المهم جدا أن تبقى هذه الخلافات البسيطة بعيدا عن دائرة المحاكم، وبعيدة عن النقاشات الحادة التي تفضي إلى مشاكل كبيرة من شأنها أن تفجر العلاقة الزوجية.

ولكن من الضروري جدا أن يفهم الزوج وأهله، أن إطلاق اسم قديم على مولود جديد سيتسبب في أزمة نفسية حادة للطفل الذي يجد نفسه بين أقرانه الذين يحملون أسماء جميلة وعصرية، بينما هو مربوط باسم يشبه أسماء أجداده الأوائل.

ولذلك يجب مراعاة هذا الجانب، والعمل بوصية علي رضي الله عنه الذي ورد عنه: (ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم).

مقالات ذات صلة