أسماء تحصد المرتبة الأولى في فئة ذوي الهمم

تحت شعار طلب العلم أمر مقدس، رفعت الطالبة قعقاعي أسماء، شعبة آداب وفلسفة، ابنة مدينة يابوس بأعالي جبال الأوراس بخنشلة شعارها، لتصنع الحدث وتظفر بالمرتبة الأولى وطنيا، في امتحانات شهادة البكالوريا، لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة بعد حصولها على معدل 18.10.

وتحدّت التلميذة المتفوقة كل العراقيل، بما فيها إعاقتها البصرية، من مسقط رأسها إلى مدينة بوحمامة وقايس ثم خنشلة، وتقول كلمتها وتبصم على تفوقها رغم كل شيء، “الشروق” زارت عائلة الطالبة أسماء لحظة إعلان النتائج ببيتها المتواضع، وشاركتها الفرحة وعائلتها، بعد أن تلقى والدها، مكالمة هاتفية، من وزير التربية عبد الحكيم بلعابد، شخصيا، أخطرهم فيها بنجاح ابنتهم أسماء، في شهادة البكالوريا بمعدل 18.10 من 20، وبذلك تحصد المرتبة الأولى وطنيا في فئة ذوي الهمم، وسيتم تكريمها من طرف رئيس الجمهورية لاحقا، مثمنا دور العائلة في تكفلها بمثل هؤلاء النوابغ التي تستحق فعلا التشجيع، قبل أن يتنقل مدير التربية بخنشلة ورئيس مصلحة الامتحانات والمسابقات، إلى مدينة يابوس، ليهنئ الطالبة أسماء، ومن خلالها كل ساكنة يابوس.

وقالت النابغة أسماء، في حديثها للشروق اليومي إنها كانت فعلا تنتظر هذه النتيجة، بفضل اللـه تعالى أولا والوالدين ثانيا، لاسيما شقيقتها وهي طالبة جامعية، في السنة الثانية ماستر، بجامعة عباس لغرور في خنشلة، وهي أيضا مكفوفة، والتي اعتبرتها دوما نموذجا للتحدي، لتقرر أن تهديها هذه النتيجة، لما قدمته لها طيلة مشوارها الدراسي من مساعدة جمة، وكل ما تتمناه أن تجد الدعم والتكفل من طرف الجامعة، نظرا للظروف الصعبة، وهو مطلبها الوحيد الذي وجهته للسلطات العليا، وللرئيس عبد المجيد تبون.

كما تحدث والد أسماء للشروق عن مرافقته اليومية، لابنته أسماء، منذ طفولتها لاسيما بعد أن لاحظ قدرتها الكبيرة على الاستيعاب، رغم الإعاقة، في طلب العلم، ووقوف الطواقم البيداغوجية، بالمراحل التعليمية الثلاثة التربوية، معها وهو ما مكنها من تحقيق هذه النتيجة التي جاءت دون دروس خصوصية وإنما بفضل التحدي والعزيمة وعشق العلم إلى حدّ النخاع.