جواهر
فضفضة

أشعر بأنني مرفوض من الجنس اللطيف!

نادية شريف
  • 5520
  • 11
ح.م

أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، درست في الجامعة وتخرجت منها بشهادة مهندس.. أشتغل حاليا في شركة خاصة، وبطبيعة الحال يعمل معي أشخاص آخرون، ألتقي بهم يوميا في الشركة غير أن علاقتي بهم ليست متينة أو قوية، تقتصر فقط على الخوض في ما يتعلق بأمور العمل وهنا تكمن مشكلتي..
أجد صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية مع الناس، وخاصة مع الأشخاص الذين هم في مثل سني ولديهم نفس مؤهلاتي الدراسية أو المهنية، سواء الذكور أو الإناث، وقد عانيت من هذا الأمر منذ أن كنت أدرس في الجامعة، إذ لم يكن لدي وقتها أصدقاء بل مجرد زملاء، وكانت علاقتي بهم سطحية ولا تتعدى الحرم الجامعي.
هذا الأمر يجعلني أعيش في عزلة تامة عن المجتمع، كما أن يومياتي فاترة ومملة في أغلب الأوقات ولا يمكنني أن أخرج للنزهة والترفيه أو الذهاب في عطلة للسبب نفسه. أمر آخر يؤرقني وهو أنني أشعر بأنه لا يوجد ثقل لدي وسط زميلاتي الفتيات ولست شخصا مهما بالنسبة إليهن، فكما تعلمون، فإن المرأة بصفة عامة تهتم بالرجل الذي تراه كثيرا ويمكن أن تعجب به وتقع في حبه غير أن هذا لم يحدث معي للأسف، وكنت دائما أمر مرور الكرام أمام الفتيات اللواتي ألتقي بهن، سواء في الجامعة، أو في الأماكن التي اشتغلت بها، وأشعر حاليا بأنني مرفوض من معظم النساء ولا يمكنني أبدا أن أتزوج لأنه لا توجد من تهتم لأمري أصلا. أرجوا منكم أن تنصحوني.

محمد من الجزائر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة أخي محمد والله أسأل أن يوفقك لما فيه خير لك وينير دربك وبعد:
ما اتضح لي من خلال كلامك أنك ذو شخصية انطوائية وتخشى الدخول في علاقات اجتماعية لأسباب نفسية، عليك أنت أن تتجاوزها لتتمكن من تحقيق مرادك..
صحيح نحن في زمن صعب، طغت فيه المصلحة على الحب، لكن هذا لا يعني التفكير بسلبية والركون إلى الوحدة، بل لا بد من مخالطة الآخرين وحسن صحبتهم، ونصحهم والانتصاح منهم، لأن خير ما قد تحصله في حياتك رفيق صالح يأخذ بيدك ويشاركك أجمل لحظاتك ويشاركك أفراحك وأحزانك..
أول خطوة عليك القيام بها هي أن تلقن ذاتك بعض القواعد الأساسية التي تقربك من الآخرين وتجعلك تحظى بالقبول لدى الجنسين:
ـ تعوّد أن تكون ابتسامتك مطبوعة على وجهك دائما.. ابتسم في وجه زملائك ومعارفك لأن الابتسامة بمثابة التأشيرة تجعلك تدخل لقلوب الآخرين دون جواز سفر.
ـ عليك أن تحب للآخرين ما تحب لنفسك، كأن تفرح لفرح زملائك وتحزن لحزنهم وأن تمد يد العون ما استطعت لأن هذا من شأنه أن يجعل لك مكانة في قلوبهم.
ـ الهدية تختصر المسافات وتذيب جليد القلوب وتجعلك تكون علاقات اجتماعية ناجحة، فما المانع مثلا لو تقدم هدية لزميل لك مثلا حصل على ترقية أو تسمعه كلاما طيبا لينشرح صدره لك؟
ـ الجدية فوق اللزوم مملة كثيرا وجالبة للهموم، لذلك ينبغي أن تكون مرحا وخفيف الظل حتى يفتقدك الآخرون.. كن معتدلا في كل شيء وخالط الناس بخلق حسن.
ـ الثقة بالنفس أساس النجاح في كل شيء، وإن كنت تفتقدها فعليك أن تتحلى بها وأن تبادر لكل عمل فيه خير لك ولزملائك.
ـ السؤال عن الآخرين في حال الغياب وتفقد أحوالهم وإبداء الرغبة في المساعدة إن كانوا يمرون بظرف قاهر.
كل هذه الأمور وغيرها من الالتفاتات الجميلة من شأنها أن تجعلك اجتماعيا وتقربك ممن تريد.. كن ذكيا فقط والله المستعان.

للتواصل معنا:
fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة