جواهر

أصابتني الكآبة بسبب السمنة المفرطة.. ماذا أفعل؟!

جواهر الشروق
  • 10291
  • 34
ح.م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الكرام مشرفو موقع جواهر الشروق، أشكر لكم هذا الموقع المتميز والمتنوع والذي يهتم بقضايا عديدة مختلفة، فأصبحت أتابعه بشكل مستمر.

منذ سنوات عديدة وأنا أعاني من السمنة المفرطة، وكنت أتابع مع العديد من الأطباء قبل الزواج، لكن وزني ما كان ينقص أبداً عن90 كغ رغم ممارسة الرياضة المجهدة وحرمان نفسي من الأكل، لدرجة إنني أًصبت بأنيميا حادة.

كنت أعاني من نظرات زملائي في الدراسة، واستهزاء زملاء العمل بعد ذلك، ولم أكن أجد ما يناسبني من الملابس، وتزوجت وزاد وزني أكثر، وبعد ولادة ابنتي الخامسة أصبح وزني 140كغ.

أعاني من النوم غير المريح، والرغبة في المزيد من النوم، وآلام مستمرة في العضلات والمفاصل، والصداع بأشكال مختلفة، واضطرابات هضمية، واضطرابات في النظر، وارتفاع ضغط الدم، وزاد على هذا الأعراض النفسية السيئة التي أصبحت توثر في علاقتي مع زوجي، فهو لا يعلن عن نفوره التام، إنما يجلدني ببعض تعليقاته بيني وبينه أو أمام الناس، وبعدها يعتذر إنه لم يكن يقصد، إنما هو بالنسبة لي إعلان غير رسمي عن رفضه لي كأنثى، أنا أعلنت إنني فشلت في كل أنواع الحميات الغذائية، وما يجعلني أشعر بالإحباط أكثر أن كل أخوتي وأخواتي يعانون نفس المشكلة وجميعهم فشل في تخفيف الوزن، فهل التأثيرات الوراثية تصل لهذا الحد، وهل الاكتئاب الذي أعاني منه يزيد السمنة كما أخبرني الطبيب، أنا أدور في حلقة مفرغة ولولا أبنائي لانتحرت!

عرضت حالتي على طبيب نفسي مختص، وبدأت في أدوية الاكتئاب منذ عام ونصف، لكنني لم أشعر بأي تحسن فتوقفت عنها، ماذا أفعل؟؟

أم نضال- الكويت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم يا أم نضال، أهلاً وسهلاً بك على صفحات جواهر الشروق، هو بيتك الآخر الذي تجدين فيه من يكون لك عوناً وسنداً لتجاوز مشكلاتك، والجواهر موقع جزائري موجه للعالم العربي ككل، فأهلاً بك معنا.

السمنة المفرطة من الأمراض التي بدأت تنتشر في العالم العربي خاصة في دول الخليج العربي نتيجة سوء الممارسات الصحية، وانتشار السيارات فأصبحت الحركة قليلة، وانتشار الأغذية المصنعة المستوردة من الخارج والوجبات السريعة، وقلة الاعتماد على الفواكه الطازجة والخضراوات.

بالتأكيد هناك علاقة بين السمنة والحالة النفسية إذا لم يكن هناك علاج لها، فقد أظهرت الأبحاث النفسية أن البدانة تؤدي إلى تدني المعنويات والثقة بالنفس، والشعور بعدم تقبل الآخرين، والنظرة السلبية والتبخيسية للذات خاصة إن لم يكن هناك نجاحات في حياة هذا الشخص، أو إثبات للذات، وهيمنة الصورة السلبية عن المظهر الجسدي خاصة لدى الإناث ( الناحية الجمالية ) .

 ومع السمنة يتدني النشاط الحركي، فالحركة والنشاط يساعد على قلة الإصابة بالكآبة، وكذلك مع قلة الحركة تزداد معدل الأمراض المزمنة، والآلام الجسدية، واضطراب النوم وارتفاع الدهنيات، كما أن الإقبال على أخذ الأدوية التي تؤدي لتخفيف الوزن من مضاعفاتها الاكتئاب.

وفي الدراسات الحديثة على الأطفال ومن هم في سن المراهقة الذين يعانون من البدانة أن معنوياتهم النفسية قريبة من المصابين بالسرطان الذين يعالجون كيميائياً!!  وهم أكثر عرضة للاكتئاب النفسي والعزلة الاجتماعية والخجل الاجتماعي، مما يتملكه الشعور النفسي بعدم استحقاق الاحترام والاهتمام.

ويتعلق الغذاء عند الكثير من الناس بحالتهم المزاجية، وعادة تكون الأطعمة من الدهون المشبعة والنشويات السكرية التي قد تمنح شعوراً جيداً ولكنه يسبب زيادة في الوزن، وهذا بدوره يعزز الشعور بالخجل، ويؤثر بدوره على الحالة المزاجية.

ويؤكد أستاذة علم النفس أن الاكتئاب يؤدي إلى فتح الشهية وبالتالي زيادة الوزن، حيث يلجأ المريض إلى التهام كميات كبيرة من الطعام وخصوصا الشيكولا والحلويات كوسيلة لتخفيف ذلك الضغط النفسي، إضافة إلى أن عدم اتزان نسبة إفراز بعض الهرمونات مما يؤدي إلى التحول من السمنة إلى السمنة المفرطة والاكتئاب خصوصاً بين الإناث وهناك فترات حرجة للإصابة وأهمها فترة البلوغ والحمل والرضاعة وفترة انقطاع الطمث، ومن المعروف أن هذه الفترات يصاحبها اضطرابات في هرمونات الجسم بالنسبة للإناث ضعف الرجال.

قد أقدم لك بعض النصائح العامة يا أم نضال لكن تبقى العزيمة من داخلك أنتي:

– سجلي يومياً ما يتم تناوله من طعام وشراب، حتى تصبح معدتك كالكتاب المفتوح، فتدركين ما تأكلينه من نافع وضار، وتستطيعين أن تتابعي نفسك.

– لابد من الانتباه لتناول الطعام أن يكون ببطء، وإضافة بضع دقائق لتناول الطعام بطريقة أكثر استرخاء مع اختيار الأطعمة المناسبة، والاهتمام بالطعم والرائحة.

– قللي كميات الطعام وزيدي عدد الوجبات، كأن تكون وجبة صغيرة كل ساعتين فلا تشعري بالجوع فتلتهمي الطعام.

– استبدلي بعض الأطعمة، كالخبز الداكن بدلاً عن الخبز الأبيض، كالحليب خالي الدسم بدلاً من الحليب الدسم، وامنعي الطهي بالزبد والدهون المشبعة، واستبدليها بزيت الزيتون، واعتمدي على التوابل لرائحة طعام شهية، واستعملي المقلاة الحديثة بدون زيت، استعملي سكر الدايت أو السكر البني بدل السكر الأبيض، وشوكولا بدون سكر، وغيرها من الأمور التي تجعلك تأكلين بشكل طبيعي وبسعرات حرارية أقل.

– عند إتباع نظام غذائي قاسي والجوع الشديد يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى رد فعل عكسي يتمثل بالشراهة عند تناول الطعام، فلا تحرمي نفسك من شيء، لكن تذوقي وفقط كميات قليلة، ويفضل قضاء وقت إضافي على المائدة وتنويع الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة.

– اصنعي الآيس كريم ورقائق البطاطا في المنزل بطرق صحية وأقل سعرات حرارية.

– اتركي كل صباح طبق من الفواكه الطازجة، وآخر من الخضراوات في مقدمة الثلاجة.

– وزنك قد لا يسمح بممارسة الرياضة، حاولي فقط الخروج للتمشية 3 مرات أسبوعياً في مكان مفتوح وهواء طلق مع ترديد الأذكار والاستغفار، يجب أن يكون هذا بانتظام فهذا يعدل مزاجك ويزيل التوتر والحزن.

– فور الاستيقاظ ضعي أمامك 3لتر من الماء، واشربي كوباً كبيراً بمعدل كل نصف ساعة، هذا مفيد جداً في عدم الشعور بالجوع، وحرق الدهون، وتعديل الحالة المزاجية.

– ابحثي عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن المجموعات التي تهتم بالتغذية وتعاني من السمنة وذلك للحصول على المساعدة الذاتية لضبط الوزن، فبعض الخبرة من تجارب الآخرين تشعرك بدعم كبير.

 ـ وأخيراً أنصحك بضرورة متابعة الطبيب النفسي، وعدم وقف الأدوية من تلقاء نفسك فهذا له مخاطر شديدة، فأدوية الاكتئاب تؤخذ تدريجياً وتوقف تدريجياً.

أرجو أن تتابعيني بأخبارك الجديدة، وتمنياتي لك بالسعادة والتوفيق

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة