-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أضحية أونلاين.. اختر كبشا أقرنَ أملحَ واستلم قطّا أجربَ

ليلى حفيظ
  • 1144
  • 0
أضحية أونلاين.. اختر كبشا أقرنَ أملحَ واستلم قطّا أجربَ
بريشة: فاتح بارة

لقد أصبح التسوق الإلكتروني سمة من سمات العصر، التي لا يمكن إيقاف زحفها وتغلغلها إلى أغلب تعاملاتنا التجارية، ومنها سوق المواشي التي عرفت في السنوات الأخيرة، وبالأخص مع ظروف الحجر الصحي وانتشار الوباء، ظهور مواقع إلكترونية وصفحات فايسبوكية وتطبيقات تكنولوجية لبيع الأضاحي عن طريق الإنترنت. وكغيرها من أنواع التسوق الإلكتروني، لا تخلو هذه المعاملات من مخاطر تتعلق بالاحتيال والغش والتدليس، فكثيرا ما يحدث أن ينتقي الشاري ماشية ممتازة ومستوفية لكل شروط الأضحية الشرعية، ليجد نفسه عند الاستلام قد تحصل على أضحية معيبة، ولا تصلح كقربان لله تعالى. ليطرح التساؤل عن مدى نجاعة ما يسمى بالأضحية أونلاين.

الأضحية نت غش وتدليس

الفيرمة، كباش واد كنيس، أضحية نت.. إلخ، هي مواقع إلكترونية وصفحات فايسبوكية تعرض بيع أضاحي العيد أونلاين. التجربة مغرية، خاضها البعض وخرجوا عنها راضين، في حين إن بعض خائضيها خرجوا منها مخدوعين، جرّاء تعرضهم لأشكال مختلفة من الغش والاحتيال، مثلما حدث مع السيد “يوسف”، الذي اعتاد كل عام أن يذهب قبيل عيد الأضحى إلى ولاية الجلفة، ويشتري ستة أو سبعة كباش، ليعيد بيعها إلى إخوته وبعض أقاربه، مقابل هامش ربح بسيط، ويترك إحداها لأولاده.. ولكن، العام الماضي، لم تسمح له ظروفه بذلك، فقرّر خوض تجربة الأضحية نت، حيث تواصل مع أحد الموالين عن طريق الإنترنت، واتفقا على شراء ستة كباش اختارها بنفسه اعتمادا على صورها المعروضة على الفايسبوك، التي تتضمن كذلك معلومات كثيرة عن سلالتها ووزنها وعمرها إلخ.. التوصيل كان مضمونا من طرف البائع، ولكن تكاليفه كانت على عاتق الشاري، الذي أعجبته الكباش كثيرا، فباعها في أقل من يومين إلى بعض أفراد عائلته الذين كانت صدمتهم لا تحتمل في صبيحة ثاني أيام العيد، بعدما تحول لون عظامها إلى الأخضر المزرق، ما حتّم عليهم التخلص منها بردمها.

ونفس التجربة، عاشها السيد “عبد الرحمان”، الذي تفاجأ بأن الكبش الذي باعه إياه أحد السماسرة، عبر الفايسبوك، على أساس أنه “ثني”، هو في الحقيقة “رباعي”، الأمر الذي جعل لحمه قاسيا جدّا، صعب الطهي والهضم. أما السيد “حكيم”، الذي خاض تجربة أضحية أونلاين، فلقد تفاجأ جدّا عندما اكتشف أن الشاة التي اختارها تشكو من مرض جلدي جعل صوفها يتساقط.. وبعد ذبحها، اتضح أن أكثر من نصف وزنها شحم، فكره التجربة وأقسم ألا يكررها.

ليس الخبر كالعيان

فعلا، ليس الخبر كالعيان، وليس العيان الحقيقي، كالعيان الافتراضي.. هذا، ما اقتنع به السيد “أحمد”، بعدما خاض تجربة الأضحية نت..

فهو ليس خبيرا في اختيار الذبيحة الجيدة، واعتاد عند الذهاب إلى سوق المواشي، اصطحاب شخص خبير في تحسس وتفحص الكباش، يساعده في انتقاء أضحية سليمة سمينة.. ولكنه، في العيد الماضي، لم يستطع أن يقاوم إعلانات الأضاحي عبر الإنترنت، إذ أغوته التجربة، فاتصل بأحد الموالين، الذي أحضر له كبشا أقرن أملح، تماما مثلما شاهده على الفايسبوك، فدفع ثمنه وتكاليف التوصيل كذلك. ولكن، بعد أيام قليلة، وبقدرة قادر، بدأ حجمه يتقلص حتى صار هزيلا، قليل الحركة، وكأنه يحتضر، ما اضطره إلى عرضه على طبيب بيطري، اكتشف بعد الفحص أن الأضحية تمّ تسمينها بالماء والملح والخميرة.

أما أغرب ما سمعته عن أنواع الاحتيال التي كاد يتعرض له بعض أصحاب تجربة أضحية أونلاين، فهي لشخص اختار كبشا ممتاز الوزن، من أحد مواقع بيع الأضاحي إلكترونيا، ليتضح له عند الاستلام، أنه كبش مخصي.. وحين رفض إتمام البيعة، حاول البائع عبثا إقناعه بأن الإخصاء لا يعيب الأضحية، بل بالعكس هو طريقة ناجعة لتسمينها بسرعة وزيادة جودة ولذة لحمها.

وهي نفس الصدمة التي عاشها السيد “عبد العليم”، حين اكتشف أن الأضحية التي اختارها عبر الفايسبوك، لم تكن كبشا “ثنيا”، كما تم الاتفاق عليه مع البائع، وإنما كانت “رخلة”، فرفض استلامها، فتم إقناعه بأنه حدث خلط ولبس في الإرسال، وأنه من المفترض إيصالها إلى زبون آخر. ولكنه، “توسوس” من التجربة ككل، وألغى الطلبية والصفقة.

مصطفى زبدي: احذروا سماسرة التسمين الكيميائي

يرى السيد مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك بأن “بيع الكباش على منصات التواصل الاجتماعي هي ظاهرة تتنامى بمجتمعنا، وتأخذ منعرجا تصاعديا، والغش والاحتيال اللذان قد يتعرض لهما الشاري بهذه الطريقة هما نفسهما اللذان قد يتعرض لهما في سوق الأغنام. ولو أن في هذه الأخيرة الاختيارات تكون كثيرة ومتنوعة والمعاينة ممكنة بأريحية. ولكن شراء الأضحية أونلاين، يقلل حظوظ الشاري في الانتقاء بعناية لقلة الخيارات والتزييف والتدليس، اللذين قد يقع ضحية لهما.

ورغم التسهيلات الكثيرة التي تتيحها تجربة أضحية نت للمواطن، كتفادي التعب وعدم التنقل، إلا أننا نحذر من التعامل والتواصل مع مواقع لموالين أو باعة غير معتمدين، الأمر الذي قد يعرض الشاري للوقوع ضحية للغش والتدليس، كاقتناء كباش مسمّنة كيميائيا. فنحن نريد تتبع البائع بوصل بيع الأضحية حتى نتفادى البزناسية والسماسرة والموالين الغشاشين. ولا يتبقى غير الصادقين الذين لهم رخص بيع، فيضمن الشاري حقه في التعويض. ولو أنني أرى بأنه من الصعب جدا أن يكون ما يراه المواطن من صور أو فيديوهات للأضاحي على تلك المواقع الإلكترونية مطابقا للواقع.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!