-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
متواجدون في الطرقات وأمام المساجد والأسواق

أطفال “المطلوع” يصنعون الحدث في تيبازة

ب. بوجمعة
  • 810
  • 0
أطفال “المطلوع” يصنعون الحدث في تيبازة
أرشيف

لا تخلو شوارع وطرقات تيبازة والأسواق اليومية في رمضان من تواجد أطفال قصر يعرضون مختلف البضائع للزبائن بغرض جني مبالغ مالية لمساعدة عائلاتهم على مصاعب الحياة أو جمع ما يمكن من أموال لاقتناء ملابس العيد، وهي إحدى الظواهر الاجتماعية التي أخذت أبعادا وأثارت نقاشات قانونية في مناسبات عديدة.
وإن كان أغلب الأطفال يتوجهون لبيع الخبز التقليدي المنزلي عبر الطرقات والأسواق باعتبارها تجارة غير مكلفة ولا تتعبهم بدنيا أو بيع بعض الخضروات والحشائش التي يجلبونها من المزارع والحقول، فإن البعض الآخر منهم يلجأ لما هو أشقى من ذلك، والأمر يتعلق بجمع الخردوات رغم متاعبها وخطورتها على صحتهم.
وكشفت المعاينة الميدانية التي قمنا بها إلى عدة أماكن لرمي مختلف التجهيزات والقاذورات المنزلية أو ما يطلق عليها أماكن الخردة، تواجد أطفال من فئات عمرية مختلفة يتسابقون لانتقاء ما يمكن بيعه لتجار الخردة أو العثور على بعض التجهيزات التي لا تزال صالحة للاستعمال لأخذها إلى منازلهم، ورفض أغلب الأطفال الإجابة عن أسئلتنا عن سبب اختيارهم لهذا العمل الشاق، عدا “ع. احمد”، الذي قال إنه اضطر للعمل في هذا المجال بغرض مساعدة عائلته على مصاريف شهر رمضان، وساعده على ذلك أن النصف الأول من الشهر الفضيل تزامن والعطلة الربيعية، باعتباره يدرس بالطور المتوسط. وأضاف احمد أنه قنوع بما يجنيه يوميا من هذا العمل، ويكون سعيدا وهو يقدم لوالدته مبلغا ولو زهيدا يساعدها على اقتناء حاجيات العائلة. وأضاف أنه سيتوقف عن العمل بعد استئناف الدراسة، وعن اختياره لهذا العمل الشاق، قال احمد إن أصدقاءه شجعوه على ذلك لما يجنونه من مبالغ يوميا.
تركنا أحمد وأصدقاءه وتوجهنا نحو باعة الخبز التقليدي المنزلي، المنتشرين عبر مختلف الطرقات والأسواق اليومية وأمام المساجد، وكانت إجابات كل الذين تحدثنا إليهم أن دوافع عملهم مساعدة العائلة أو بغرض كسوة العيد، غير أن ياسر الذي كان يعرض قفة المطلوع الساخن على الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين تيبازة وعين تقورايت، قال إن عمله لا يخص شهر رمضان بل على مدار السنة بهدف توفير مصاريف الدراسة ومساعدة والدته وإخوته الأربعة، لأن دخل والده الشهري لا يلبي حاجيات العائلة، وأضاف احمد الذي يدرس بالصف الثالث متوسط وحصل على معدل يفوق 14 من 20، أن بيع الخبز وجني مدخول إضافي للعائلة أفضل له من اللعب وإضاعة الوقت بلا فائدة.
حكايات الأطفال الذين يشتغلون وهم صغار تختلف باختلاف ظروف عائلاتهم، غير أنها تجتمع في تقديم الدعم للعائلة والحاجة هي التي دفعتهم لذلك، رغم ما يواجهونه من متاعب وأخطار، خصوصا أولئك الذي يتخذون من أرصفة الطرقات مكانا للعمل أو المواني وما تشكله من مخاطر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!