-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أطلبوا‮.. ‬ولو في‮ ‬الجزائر‮!‬

عمار يزلي
  • 3198
  • 0
أطلبوا‮.. ‬ولو في‮ ‬الجزائر‮!‬

عندما‮ ‬ينغلق العمل السياسي‮ ‬أو‮ ‬يُوجَّه نحو خنق المبادرات والعمل وفق منظور”ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد‮”‬،‮ ‬يتحوّل الناس في‮ ‬عمومهم عن الهمّ‮ ‬السياسي‮ ‬والفكري‮ ‬والثقافي،‮ ‬ويتجهون صوب حل مشاكلهم اليومية بمختلف الطرق والسبل وأحيانا على قاعدة‮ “‬الأمير‮”: ‬الغاية تبرر الوسيلة‮! ‬لا شيء‮ ‬يقف في‮ ‬وجه الاسترزاق عندما تنغلق طرق الحصول عليه،‮ ‬خاصة إذا ما رأى المواطن البسيط والشاب المقبل على الحياة،‮ ‬الأقلية ممن‮ ‬يرفلون في‮ “‬نعيم الدنيا‮” ‬بكل ما أوتوا من قوة ومركز وسلطة،‮ ‬ينهبون،‮ ‬ويسرفون في‮ ‬النهب،‮ ‬ويتاجرون بالحلال عن طريق الحرام،‮ ‬ويتاجرون بالحرام بما‮ ‬يبدو لهم كأنه حلال،‮ ‬وهذا وفق قاعدة العمل عندنا‮ “‬عمل قليل سهل سريع وكثير‮”! ‬هذه الشروط لدى العاملين،‮ ‬هي‮ ‬نفسها عند من لا‮ ‬يعمل أصلا‮: ‬الربح السريع،‮ ‬بدون عمل‮!‬

التسوّل،‮ ‬جزء من هذه الاستراتيجيات المتبعة عندنا؛ لقد صار التسوّل شبه مهنة حرة بدون ضرائب،‮ ‬لسنا نملك إحصائيات رسمية معلنة في‮ ‬هذا السياق،‮ ‬لكن‮ “‬المهنة‮” ‬في‮ ‬تصاعد مستمر،‮ ‬ليس هذا بسبب الحاجة والفاقة والفقر،‮ ‬بقدر ما هي‮ ‬استراتجية مهنية،‮ ‬مُهينة،‮ ‬يختارها البعض لِما تغدق على صاحبها من مال وفير،‮ ‬سريع وبدون تعب‮.. ‬والمثل الذي‮ ‬تحدثت عنه‮ “‬الشروق‮” ‬قبل أيام بشأن الشاب الجامعي‮ ‬الذي‮ ‬ضُبط‮ ‬يتسوّل وفي‮ ‬رصيده‮ ‬750‮ ‬مليون سنيتم و15‮ ‬ألف أورو،‮ ‬خير دليل على أن التسوّل سار مهنة تتطلب فرض ضرائب عليها،‮ ‬حتى لا‮ ‬يبقى العامل الموظف هو الوحيد الذي‮ ‬يدفع نصف مرتبه للضرائب،‮ ‬فيما‮ ‬يتهرب رجال الأعمال والمتسولون أصحاب العمايل‮!‬

نمتُ‮ ‬لأجد نفسي‮ ‬أكره مهنة التعليم التي‮ ‬لا تغني‮ ‬لا من جوع ولا تسمن من هزال،‮ ‬قررت أن أغيّر المدينة وأن أمتهن حرفة الجلوس ومدّ‮ ‬اليد واللسان والتطاول على جيوب الناس بلسان عربي‮ ‬مبين‮: ‬يامومنين،‮ ‬راني‮ ‬مغبون،‮ ‬يخصني‮ ‬زوج ملاير باش نكمل الفيلا نتاعي،‮ ‬راني‮ ‬نسكن في‮ ‬برطما‮! ‬يا الخاوة لله عاونوني‮ ‬راني‮ ‬باغي‮ ‬نحوّس ماليزيا قالوا لي‮ ‬عليها مخيرة ويخصني‮ ‬10‮ ‬آلاف أورو‮.. ‬يا لمومنين لله عاونوا خوكم المغبون‮! ‬هذا الآيفون راه عندي‮ ‬قديم ما فيهش الريزو مليح،‮ ‬يخصني‮ ‬غالاكسي‮ ‬التالي،‮ ‬يرحم بوكم عاونوني‮ ‬نشريه،‮ ‬لو كان ما نشريهش راني‮ ‬نهبل‮!‬

ثم أنتقل إلى المساجد وأهجم على المصلين عند الدخول وقبل الخروج وأغلق الطريق عليهم‮: ‬يا مومنين لله عاونوا خوكم راني‮ ‬مضرور،‮ ‬عندي‮ ‬باراصيون نتاع بنتي‮ ‬باغي‮ ‬نديرها في‮ ‬ماريكان على عينيها باش نردهم لها خضرين وشابين‮!.. ‬يا محسنين شوفوا لوجه الله وعونوني‮ ‬نديرلها عملية تجميل‮.. ‬يا الخاوة لله،‮ ‬يخصني‮ ‬700‭ ‬مليون‮! ‬عندي‮ ‬غير‮ ‬500‮ ‬مليون ويخصني‮ ‬نزيد باش نزوجها تمة مع ماريكاني‮ ‬ونبني‮ ‬جامع في‮ ‬لوس أنجلس‮! ‬ياالمومنين شاركوا معي‮ ‬في‮ ‬بناء بيت الله في‮ ‬بلاد الكفر عند أبناء الماريكان‮! ‬

ثم أنتقل إلى مدينة أخرى وأجوب الخمارات والبارات‮: ‬يا خوتي،‮ ‬راني‮ ‬مغبون،‮ ‬عاونونا لوجه الله رب‮ ‬يرضى عليكم ويرضي‮ ‬عليكم الوالدين‮! ‬يالخاوة،‮ ‬راني‮ ‬مضرار،‮ ‬يخصني‮ ‬نجدد الطونوبيل وما عنديش‮! ‬السيارات‮ ‬غلاو وأنا‮ “‬البي‮ ‬أم‮” ‬كبرت ويخصني‮ ‬وحدة جديدة من لاميزو‮!..‬الله‮ ‬يرزقكم الجنة‮.. ‬عاونوني‮.. ‬ويحمل أحد السكارى كأس البيرة ويقذفه بوجهي‮ ‬ليشرّك لي‮ ‬الفم والوجه والعينين وهو‮ ‬يلعن‮: ‬أنا ما عنديش حتى باش نشرب وأنت باغي‮ ‬تشري‮ ‬مرسيدس؟‮.. ‬ينعل بو‮…‬

وأفيق وقد أسقطت كأس الماء على رأس زوجتي‮ ‬بضربة صاعقة لا إرادية‮!‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • محلل سياسي واعر

    ما عندها حتى معنى نقطة الى السطر

  • من عمق الجزائر

    لا فض فوك ياعمار .
    في الصميم وباسلوب مرح جذاب .
    شاهدوا كيف يبدع من يعرف كتاب الله .

  • بدون اسم

    حقيقة مرة نعيشها يوميا
    صدقني كرهت الخروج إلى الشارع بسبب هذه الظاهرة الطلبة متعددة الجنسيات أينما و ليت وجهك يهجم عليك طلاب هذا جزائري و ذاك سوري و ىلآخر إفريقي ووووو تخرج معاك ألف دينار ما تكفي ألفين ما تكفي مليون ما يكفي لو استمر الوضع على هطا الحال فالجزائر تصبح بلاد الطلالبة بامتياز
    المشكل و عرفاناه لكن أين الحل رانا عايشين في القنطة إذا كنت في سيارتك ما تسلك لا تستطيع حتى فتح النافذة للتهوية إلا و تجد يد في وجهك و صراخ و عويل بكل اللغات

    الجزائر العاصمة تم غزوها من طرف الطلالبة