“أطلق النار على قدمه” و”جلب العار”.. هكذا علّق إعلاميون إسبان على قرار سانتشيز
بقراره المفاجئ حول الصحراء الغربية، يكون رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز قد أطلق رصاصة على قدمه في موازين السياسة الدولية. حسب ما ذكرته الكاتبة الصحفية الإسبانية أنجلز بارسيلو في مقال صحفي.
بارسيلو قالت في مقالها المنشور صباح الإثنين على موقع “كادينازير” المحلي، إنّ سانتشيز بتحوّله إلى دعم الطرح المغربي بشأن قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. قد “أطلق النار على قدمه في السياسة الدولية. في قضية حسّاسة بشكل خاص لليسار في هذا البلد، وذات خلفية عاطفية لا جدال فيها”.
وأضافت الكاتبة تقول:”لا نعرف فقط سبب قيامه بذلك، أو لماذا يفعل ذلك الآن. ولكن أيضًا لماذا يفعل ذلك دون استشارة أي شخص، لا من شركائه في الحكومة، ولا من المعارضة، ولا مع الفاعل الثالث الجزائر”.
وختمت الصحفية الإسبانية مقالها بالقول إنّ قرار سانتشيز الأخير بشأن القضية الصحراوية هو:”قرار مهمّ للغاية، وحساس للغاية، وغير مفهوم للغاية بالطريقة التي يفعلها بيدرو سانشيز”.
سانتشيز ارتكب خيانة..
“عار وألم”. هكذا عَنْوَن كاتب صحفي إسباني مقاله على وكالة “أوروبا برس” الإسبانية حول تحوّل رئيس الوزراء بيدرو سانتشيز إلى دعم المقترح المغربي بمنح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية.
المقال المنشور صباح الإثنين للصحفي فرانسيسكو مورو دي إسكار أشار إلى أنّ قرار سانشيز يسعى “لمحو الصحراء الغربية من الذاكرة الإسبانية بشكل مؤلم. بإعطائه الحرية للمغرب لقمع مقاومة وحقوق شعب مقهور ومضطهد”.
وأضاف دي إسكار يقول:”لقد ارتكب سانشيز خيانة، ومن دون مناقشة قراره في الحكومة. ولا حتى بعد عرضه على البرلمان، ودون إبلاغ حزب المعارضة الرئيسي. مما يعني أنّ السياسة الخارجية لم تعد مسألة دولة”.
وتابع :”أشعر بالخزي والألم لأميناتو حيدر. تلك الصحراوية الشجاعة التي أمضت 32 يومًا في إضراب عن الطعام. لأن المغرب لم يسمح لها بالعودة إلى ديارها في الصحراء. والتي كافحت بلا كلل للتنديد بالمجازر التي ارتكبها المغرب ضد الشعب الصحراوي”.
وقال أيضا: “عار وألم لهذا الشعب العظيم الذي على الرغم من إهمال جميع الحكومات الإسبانية لما يقرب من خمسين عامًا. استمرّ في الحفاظ على اللغة الإسبانية”.
“عار وألم لكثير من الاشتراكيين الطيّبين الذين احتجّوا لسنوات ضد القمع المغربي للصحراويين، لضمّه غير القانوني للإقليم. مطالبين بإجراء استفتاء لتقرير المصير”، يضيف الكاتب.
مظاهرات في إسبانيا احتجاجا على موقف سانتشيز من الصحراء الغربية
ويوم الأحد 20 مارس، شارك ما يزيد عن 300 شخصا في تظاهرات بجزيرة مايوركا الإسبانية، احتجاجا على ما اعتبروه تغيّرا في موقف مدريد إزاء قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.
وحسب ما نقلته صحيفة “دياريو دي مايوركا” المحلية، فقد رفع المتظاهرون شعارات مؤيّدة لاستقلال الصحراء الغربية أمام مبنى ممثلية الحكومة في المنطقة.
واتّهم المتظاهرون حكومة سانتشيز بـ”خيانة” القضية الصحراوية، إرضاء للسلطات المغربية، حسب ذات المصدر.
وأعلن الديوان الملكي المغربي مساء الجمعة، عن تلقّيه رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. يعتبر فيها هذا الأخير أنّ “مبادرة الحكم الذاتي المغربية المقترحة لحلّ النزاع في الصحراء الغربية. هي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.