الجزائر
مواطنون يبحثون عن العلاج بين بذور الشيا وعشبة "المورينجا"

أعشاب مستوردة ومكملات غذائية مجهولة تكتسح الأسواق

زهيرة مجراب
  • 5111
  • 6
ح.م

غزت إعلانات بيع تركيبات وأعشاب غريبة مستوردة، محلات التداوي بالأعشاب، وكذا مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتعمد الترويج لها بقوة من خلال ذكر خصائصها وميزاتها السحرية وقدرتها على علاج مختلف الأمراض الجسدية وحتى النفسية، ما زاد من رفع عدد الطلبات ونسبة الإقبال عليها بالرغم من غلاء سعرها.

دخلت السوق المحلية مجموعة خلطات جديدة تستعمل للطاقة وتقوية الجسم يتم إعدادها من قبل بعض العشابين دون كتابة أي بيانات ومعلومات حولها ولا الأماكن المحضرة بها، غير أن هالة الدعاية المصاحبة لها والدعاية وحملات الترويج تجعل الإقبال عليها كبيرا والرغبة في الاستفادة من فوائدها أكبر، ومن خلال جولة قادتنا لبعض المحلات صادفنا العديد من المكملات الغذائية الجديدة والمعروضة بطريقة عادية بعضها عبارة عن علب فقط، حتى العسل ليس عليه أي ورقة تشير لمصدره ولا نوعه، وكل هذا يحدث أمام أنظار الجميع وتباع علانية دون حسيب ولا رقيب.

ومن بين المنتجات الأكثر طلبا ذكر لنا أحد التجار ملح “الهيمالايا” الوردي وسعره 1200 دج، وهو مطلوب بقوة خاصة في فصل الشتاء، لفوائده الكثيرة بالنسبة للجهاز التنفسي فهو يحد من التهاباته وينظف الجيوب الأنفية ويطهر الجسم من السموم، ويزيد مناعة الجسم. وأردف محدثنا بأن بذور “الشيا” هي أيضا مطلوبة بكثرة وسعرها 1400 دج، وتحتوي بحسبه على فوائد عديدة وقيمة غذائية عالية لوجود أوميغا 3 وأوميغا 6 بها كما تعمل على تنظيم السكر وخفض الكوليسترول وضغط الدم المرتفع، وتساعد في فقدان الوزن بسرعة وكذا معالجة مختلف الالتهابات والقرحات.

وكشف محدثنا أن شاي “المورينجا” الشهير علاج مثالي لمشاكل الجهاز الهضمي والمسالك المعوية وسعره 450 دج، وقد بدأ البعض يخوض تجربة زراعة عشبة “المورينجا”. فيما يظل “الجينسينغ” يحتل مكانة خاصة لدى محبي العلاج الطبيعي بالرغم من غلاء سعره فـ100 غرام تتراوح ما بين 4000 و5000 دج. واعترف لنا التاجر بأن هذه المنتجات تدخل السوق دون أي رقابة، وبعضهم يجلبها عن طريق الشنطة وتعرض في المحلات بطريقة عادية.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز، اعتزامهم معاودة مراسلة مصلحة الجودة في وزارة التجارة حتى تتحرك لوضع حد للأعشاب والعشابين، خصوصا أن الظاهرة في تفش مستمر فالمواطنون باتوا يفضلون العلاج الطبيعي لكن يقابله غياب الرقابة، ووصف المتحدث استعمال هذه الأعشاب والمنتجات والمكملات الغذائية الموجودة في السوق وغير الخاضعة للرقابة بأنه خطر حقيقي على صحة المستهلكين.

وطالب حريز بضرورة التعجيل في وضع قوائم تحمل أسماء المعالجين والعشابين المعتمدين من قبل الدولة والذين يملكون خبرة في الطب البديل، ويحوزون شهادات معترفا بها من قبل الدولة وحمل حريز وزارتي الصحة والتجارة مسؤولية الفوضى التي يعرفها سوق الطب البديل، مرجعا ذلك لغياب التوفيق القطاعي وغياب متخصصين في الوزارتين مع نقص التجربة والعلم لدى الوزارتين دفعهما لعدم مراقبتها. ودعا المتحدث المستهلكين للتحلي بالوعي والتحقق من هذه المنتجات قبيل شرائها مع الابتعاد عن كل الإشهارات والإعلانات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة