-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
النجمة السورية سلمى المصري للشروق العربي:

أعشق تاريخ الجزائر وأتمنى تمثيل دور جميلة بوحيرد

طارق معوش
  • 3172
  • 6
أعشق تاريخ الجزائر وأتمنى تمثيل دور جميلة بوحيرد
ح.م

من يقترب من سلمى المصري، يتأكد من كونها ليست فنانة اعتيادية، فهي أكاديمية مثقفة، قارئة نهمة للأدب والتاريخ، جمعت بين جمال ملامح الوجه، فحصلت على لقب ملكة جمال الجاذبية، وبين جمال الروح الوثابة المرفرفة على سماوات الفن.. مثل أشعة الشمس، تتسرب إلى القلوب، فتدفئها بمودتها وصداقتها وعذوبة حضورها.. ولهذا، حققت نجاحات عريضة، عبر أدوار متنوعة، قدمتها منذ أن بدأت العمل في الدراما التلفزيونية.

لقبوها بياسمينة الشام، وهي فعلا مثل الياسمين، أينما ظهرت، تنشر بابتسامتها التفاؤل والطمأنينة. وعندما تحكي عن الشام، تحكي كعاشقة تصف حبيبها. هي نجمة استثنائية، حجزت لها مكانا مهمّا على عرش الدراما السورية والعربية. تنتمي إلى عائلة فنية مرموقة، تعتبر أسماؤها من أبرز نجوم الوسط الفني السوري، حققت عبر مسيرتها، التي تزيد عن أربعين عاما، الكثير من النجاحات، التي بقيت محفورة في أذهان المتابعين.. الفنانة المتألقة، سلمى المصري، التقينا بها، وكان لنا معها هذا الحوار الخاص.. وموفدنا بسوريا طارق معوش.

الجرأة مطلوبة لكن دون أن تخدش الحياء خاصة أننا نعيش ضمن مجتمع محافظ

أنت من عائلة فنية مشهورة، كيف تردين على من يصف الدراما السورية حاليا بأنها احتكار من شلة شباب ليست لهم علاقة بالفن؟

هذا الكلام مبالغ فيه كثيرا، فالفن موهبة، والدراما السورية تخفي المتطفلين بسرعة، ولو كانت عائلتي لا تستحق الوجود لما كانت جميع أسمائها استمرت منذ بداية مشاركاتها في العمل الدرامي. جميع أفراد عائلتي من الفنانين يمتلكون الموهبة والمقدرة والجماهيرية، وجميعهم نجوم برأي الكثير من الناس، والشللية تكون عندما تختار جهة ما المخرج نفسه ونفس الممثلين والكادر، وتنتج بهم عددا من الأعمال، هنا يمكن القول إن الأمر سلبي، ويعتبر احتكارا للفن، لكن، حول النقطة الأساسية في سؤالك، أنا أعترض على من يقول إن الأمر سلبي، ولا أرى في هذا الكلام أي شيء من الصحة.

أنت لم تغيبي طيلة أكثر من أربعين عاما عن الوجود في الدراما السورية، برأيك، ما أبرز ما يميز الدراما الحالية عن دراما الثمانينيات؟

في الحقيقة، الدراما السورية عبر مسيرتها تألقت كثيرا، وحققت نجاحات كثيرة، ودراما الزمن الماضي، أي قبل أكثر من عشرين عاما، كانت تتميز بالبساطة، وبالقرب من قلوب الجمهور، أكثر من الدراما الحالية، فكانت جميع أعمالها تنال إعجاب الناس، وتحقق أهدافها بحيوية وسرعة، لكن، ما يحسب لدراما الفترة الحالية هو جرأتها وقربها أكثر من الواقع، حيث نشاهد في أيامنا هذه الكثير من الأعمال التي تطرح قضايا مهمة جدا، ولم تطرق أبوابها في الماضي، وهو ما يحسب لأعمال الدراما الحديثة، إن صح القول، فالغوص في الواقع ازداد في الفترة الحالية، وأصبحت الأعمال الاجتماعية تطرح المشكلات والأمراض المنتشرة في المجتمع، كما تقدم الحلول المناسبة لمعالجتها، لذلك أقول إن لكل زمن إيجابياته، وبالنسبة إلى دراما الفترة الحالية، أكرر وأقول إن الغوص في الواقع هو أبرز ما يميزها.

تتميز الدراما السورية في الفترة الأخيرة بطرح أفكار جريئة لم نشهدها من قبل… إلى درجة أنها أثارت غضب واستياء بعض المشاهدين. هل تعتقدين أن الجرأة مطلوبة في الدراما؟

أعتقد بأن الهدف من الدراما هو طرح الأفكار بطريقة صحيحة، طبعا ضمن المعقول، الجرأة مطلوبة، لكن دون أن تخدش الحياء، خاصة أننا نعيش ضمن مجتمع محافظ، لكن، في ذات الوقت يجب أن نطرح السلبيات الموجودة ضمن هذا المجتمع.

الخروج من سوريا والهروب إلى الخارج ليس مقياسا للوطنية وحب الوطن

على الرغم من صعوبة الظروف، لم تغادري سوريا كما فعل عدد كبير من زملائك الفنانين. ما السبب؟

غريب أنك تسأل عن السبب. صحيح، أي فنان حر في اتخاذ قراراته المتعلقة بحياته الشخصية، ونحن لا نستطيع أن نجبر أحدا، أو أن نحد من حرية أحد، أيا كان، وبالنسبة إلي، فأنا لم أغادر سوريا على الإطلاق، كما أنني لا أستطيع مفارقة سوريا الغالية والعزيزة، ولا أستطيع أن أتخيل نفسي أعيش خارجها في زمن السلم والهدوء حتى أغادرها في زمن صعب كالوقت الحالي، سوريا التي أعطتنا الكثير، تبقى جميع التضحيات قليلة أمام غلاوتها على قلبي، وبقائي ضمنها هو أقل ما يمكن أن أقدمه لها.

ماذا تقولين لمن غادروا سوريا أثناء الأزمة؟

كما قلت لك، الأزمة سببت الكثير من الصعوبات في الكثير من مجالات الحياة، والعمل الفني والدرامي تأثر كثيرا، الأمر الذي دفع ببعض الزملاء الذين وجدوا فرصا في بلدان أخرى إلى السفر، وبعضهم فضل الخروج نظرا إلى غياب الأمان في الكثير من الجوانب، لكن برأيي، الخروج من سوريا والهروب إلى الخارج ليس مقياسا للوطنية وحب الوطن، وأعتقد أن كثيرا منهم سيعودون فور تحسن الوضع.

جواب دبلوماسي مدام سلمى.. تقاطع لترد..

أرفض التعمق أكثر، ولهذا حبذا لو نغير الموضوع..

كيف تنظرين إلى القادم من الأيام خاصة ما يتعلق ببلدك سوريا. وهل تتوقعين انفراجا للأمور؟

إن شاء الله.. سوف تفرج. أنا دائما متفائلة، فمن المؤكد أنه بعد الأمور التي حصلت يجب أن ننتظر غدا أفضل وأجمل.

عاشقة لتاريخ الجزائر وكم تمنيت دور جميلة بوحيرد

طالما تحدثت عن نوعية الأعمال.. ما رأيك في أعمال البيئة الشامية، خاصة أنك تألقت مؤخرا بمسلسل عطر الشام؟

أنا بنت الشام، وأحب الشام، كما أنني أحب أعمال البيئة الشامية، وخاصة تلك الأعمال التي تذكرنا بالماضي وبأصالة أجدادنا وبما كانوا يتمتعون به من نخوة وعنفوان.. أما دوري في مسلسل عطر الشام، فهو فخر وتكملة لمسيرتي الفنية.

ولكن ألا تلاحظين أن كثرة الأعمال الشامية فقدت بريقها؟

لم تفقد بريقها، ولكن بعض الأعمال كانت مكررة لبعضها، وقد أثرت عل العمل بذاته، ولكن، هل أثرت على نوعية الأعمال الشامية، فأنا لا أعتقد ذلك، لأن الشام فيها الكثير من القصص، وأعتقد أن ألف مسلسل عن الشام لا يكفيها، ولكن ربما طريقة السيناريو وأسلوب الإخراج المكرر أعطى شيئا من الملل لدى الجمهور السوري فقط، في حين إن الجمهور العربي ما زال يطلب المسلسلات الشامية.

لماذا رفضت المشاركة مؤخرا في عدة أعمال مصرية عرضت عليك لرمضان السنة؟

ببساطة، لأنني لم أر أنها ستضيف شيئا لمسيرة سلمى المصرى..

ألا ترين أنك تأخرت كإحدى نجمات سورية الأولى عن التمثيل في مصر؟

لا.. لم أتأخر، لأن كل شيء يأتي في أوانه، وسابقا، لم يكن هناك ذلك الانفتاح بين السوريين والمصريين على دراما بعضهم البعض، وفي السنوات الماضية، بدأت الأمور بجس نبض بين الطرفين، ووصلت في ما بعد إلى ما يسمى شبه الاندماج السنوي بينهما، ليصبح كل موسم فيه نجوم سوريون في مصر.

صرحت من قبل بأن هناك دورا جزائريا تحلمين بأدائة. ما هو؟

بيني وبينك، أحسد الممثلة المصرية ماجده الصباحي لأدائها دور جميلة بوحيرد.. هذا الدور، الذي تعلقت به أول ما شاهدته، وكم تمنيت تمثيله، ليس لعشقي فقط لشخصية بوحيرد، ولكن، لأنني عاشقة لتاريخ الجزائر، بلد المليون ونصف المليون شهيد..

لماذا يخشى بعض الفنانيين والفنانات تقديم أدوار الشر والجاسوسية على نحو خاص؟

هذه نظرة قاصرة، فكثير من الفنانيين العمالقة الذين قدموا أدوار الشر كانوا في واقعهم الحياتي مثالا للطيبة والمودة، واستطاع الجمهور الاقتراب منهم كأصحاب قلوب ملؤها الحنان، وخير مثال على ذلك الفنان الكبير نزار أبو حجر، والفنان عباس النوري، فكلاهما برع في تقديم أدوار الشر، ولم يكرههم أحد بطول العالم العربي وعرضه.

ولهذا، فإن رفض فنان لأدوار بعينها وحصر نفسه في أدوار أخرى أمر غير ذي صلة بعالم اسمه أصلا “التمثيل”، وليس الواقع أو الحقيقة.

أحاول دائما أن أتفاءل وأن أزرع الابتسامة على وجهي مهما كانت الأوضاع

قلما نرى سلمى المصري في أعمال كوميدية فأين سلمى المصري من الكوميديا السورية؟

في الحقيقة، أنا محبة جدا للكوميديا، ولي تجارب خفيفة بها، وقد استمتعت بها كثيرا، لعل أهمها تجربتي مع الفنان ياسر العظمة، في مسلسله “مرايا”، بأجزائه العديدة، فكنت سعيدة بهذه المشاركة، أما في الفترة الأخيرة، فقلت أعمالي الكوميدية، والأمر لا يقع على عاتقي، فهذا يقع على عاتق المخرجين، لأنهم لا يختارونني في أعمال كوميدية، كما يتم اختياري في أعمال من نوع آخر.

في رأيك هل الفنان هو أكثر من يدفع هذه الضريبة؟

أعتقد ذلك، وأغلى ضريبة يدفعها تتمثل في أنه لا خصوصية له شرقا وغربا، حياته مستباحة للآخرين.. البابارتزي يطاردونه صباح مساء كل يوم، والأخبار تخترع من حوله، مهما كانت صحتها أو خطؤها، يتمنى أن يعيش حياته كإنسان عادي، ولكن لا يقدر على ذلك.

لكن، في المقابل، هناك حب الناس له يعوضه عن ذلك، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بالثناء الإيجابي عن عمل فني قدمه، وهو شعور أيضا يدفع الفنان إلى تقديم الأحسن والأفضل دائما.

ما سر محافظتك على التألق الدائم والجمال؟

حقيقة، لا أعلم، لكن دائما أقول إن الإنسان عندما يتصالح مع نفسه، بالإضافة إلى صفائه من الداخل، ومحبته للناس، ومحبته للحياة ولنفسه، لأن الإنسان عليه أن يحب نفسه كي يتمكن من محبة الآخرين.. كل هذه الأمور تنعكس على الوجه وعلى المظهر الخارجي، فأنا أحاول دائما أن أتفاءل، وأن أزرع الابتسامة على وجهي، مهما كانت الأوضاع والظروف صعبة.

ختاما ماذا تقولين في هذا اللقاء..

أتمنى لسوريا كل الخير والسلام والأمان، كما أريد أن أوجه تحية خاصة إلى الشعب الجزائري الغالي على قلبي، وأتمنى الخير لسوريا وللجزائر ولشعبيهما، ولكل الشعوب العربية، وأخيرا، أشكر الشروق العربي على هذا اللقاء.

سلمى المصري في سطور عن حياتها:

تخرجت من كلية الحقوق، إلا أنها لم تمارس المحاماة، بسبب دخولها العمل الفني، وكانت بدايتها في أوائل سبعينيات القرن العشرين، حيث كانت تشترك في السينما والتلفزيون والمسرح في العديد من الأعمال، وكان من أول أعمالها السينمائية فيلم “مقلب في المكسيك” من بطولة الفنان دريد لحام وإخراج سيف الدين شوكت.. حصدت شهرتها بعد ذلك بالعديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة، وقدمت البطولة في كثير منها، وهي عضو في نقابة الفنانين السوريين منذ 20 نوفمبر 1976.

حياتها الأسرية:

سلمى المصري، هي حفيدة العازف عمر النقشبندي، وهي الشقيقة الكبرى للممثلة مها المصري، وكانت متزوجة من المخرج شكيب غنام، وأنجبا ابنين هما داني وهاني. وبعد وفاته، تزوجت من المذيع مصطفى الآغا، إلا أنها انفصلت عنه.

أعمالها:

من أبرز أعمالها: ياسمين عتيق. طاحون الشر 2. نساء من هذا الزمن. الحب كله. العشق الحرام. عطر الشام. صدر الباز. رائحة الروح. ناس من ورق. باب الحارة 10. حارة ع الهواء. سيرة الحب. كسر الخواطر. أحلى المرايا. كوم الحجر. أشواك ناعمة. ظل امرأة. ذكريات الزمن القادم. الفصول الأربعة. حمام القيشاني. الحريق… هذا، إلى جانب أكثر من 40 مسلسلا و10 أفلام سينمائية و5 مسرحيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • جزائري صريح

    أنت فيك خير وتستحقين كل التقدير من الجزائريين , بعض الجزائريات والجزائريين يقلدون اللهجة المصرية بهدف الغناء والتمثيل بلهجتهم وهم الذين أكالوا الشعب الجزائري سبا وقذفا وأهانوا شهداء الجزائر وهم أقدس رموزه

  • أنور Freethinker

    أهلا بك في أي وقت في بلدك الثاني ، وأهلا بكل أخوتنا السوريين.

  • Malika

    الجزائريات تمثلهن الجزائريات وليس الأجنبيات.

  • رشيد

    مايهمك هو دولارات الجزائر البقرة الحلوب.

  • Moh

    لسنا بحاجة لك لدينا ممثلات جزائريات.

  • العامري

    لا يشرِّف المجاهدة البطلة جميلة بوحيرد ولا أخواتها المجاهدات الأخريات أن تتقمص دورهن