-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أعمى وأصم وأبكم في “الزفة”

الشروق أونلاين
  • 4573
  • 5
أعمى وأصم وأبكم في “الزفة”

كلهم يقولون إلا نحن.. وكلهم يخوضون في أحوالهم وحتى في أحوالنا إلا نحن.. كلهم ينصحون، كلهم ينتقدون، كلهم يبدعون، كلهم ينهون ويأمرون إلا نحن، بقينا نتفرج على العالم السمعي البصري، الذي حلّق بنا أحيانا ،ورمانا أحيانا أخرى من عل، فلا يختلف حالنا عن الأعمى والأطرش والأبكم في “زفة” طبخ موائدها غيرنا، والتهم أطباقها غيرنا، وبقينا ضيوفا ثقيلي الظل، ندفع حق التفرج وفقط.

  • جزائريون اغتربوا وآخرون استشرقوا، وفي الحكاية دائما وسائل إعلام أجنبية مرئية، تميل بنا ذات اليمين وذات الشمال، في فضائيات عددها عشرات الآلاف، ولا نمتلك منها كوكبا واحدا نعيش فيه كما يعيش غيرنا، وكما يستحق تاريخنا وجغرافيتنا أن يكونا.
  • المثل الأوروبي يقول “أن تصل متأخرا أحسن من أن لا تصل أبدا”، وتأخرنا في فتح مجال السمعي البصري وتنويع الأداء الإعلامي الثقيل لا اختلاف فيه، ولكن أن نبقى نلتهم ما ينتجه غيرنا هو جريمة في حق الوطن، قبل أن تكون جريمة في حق مواطن، صار يشتمه الآخرون ولا يرد، ويعيثون في أرض أخلاقه الطيبة فسادا ولا يحرك ساكنا، ويتهمونه بالارتزاق، ويعجز عن قلب الطاولة على الجناة، كما كان يفعل مع كل الطغاة، والمثل الهندي يقول “كن سيئا أحسن من أن لا تكون” لأن السيئ قد يتحسن، والبدايات قدرها أن تكون سيئة وتتحسن، وهذا يدفعنا لأن نبدأ الآن قبل الغد، حتى لا يمرّ القطار ويتركنا هذه المرة صما بكما عميا لا نفقه شيئا.
  • الجزائر خاضت ثورتها الإعلامية قبل ثورتها المسلحة، وتألقت فيها وسبقت الكثير من البلدان، حتى لا نقول كل البلدان، وليس جديدا أن نقول إن عمر راسم الفنان العالمي، كان صحفيا، وأسس جريدتين قبل أن تعرف هولندا والنمسا وقطر والإمارات العربية، التي تزودنا بالإعلام الآن الصحافةَ، وتم نفيه والحكم عليه بالسجن بسبب مقالاته الإعلامية، التي تحدثت عن مخاطر اليهود في بداية القرن الماضي قبل قيام دويلتهم، وليس جديدا أن نقول إن الشيخ ابن باديس كان صحفيا أسس ثلاث صحف تعرضت للغلق والتضييق، وكان كل رجالات جمعية العلماء المسلمين وقادة مختلف الثورات الجزائرية إعلاميين، ومنهم من استشهد مثل العربي التبسي بسبب مقالاته، وليس جديدا أن نقول إن معظم الفضائيات الفرنسية الكبرى من “كنال بلوس” إلى “تي.آف.آن” والعربية من “الآم بي سي” إلى الجزيرة، شارك جزائريون في تأسيسها وفي نجاحها، فصرنا إذا رأيناهم تعجبنا أجسامهم، ولو يقولوا نسمع لقولهم، وكان من المفروض أن نكون نحن المؤثرين في غيرنا لا المتأثرين..
  • نتفق جميعا على أننا نعيش الكثير من الأزمات، ونتفق أيضا أن سبب هذه الأزمات هو غياب الحوار وانقطاع جسور الصلة بين القمة والقاعدة، فالأئمة في كل جمعة يتحدثون عن فساد الأخلاق المرتبط بالآتي من هناك، والساسة يتحدثون عن التوجهات الغريبة الآتية من هناك، والإعلام المكتوب يتحدث عن الحراڤة وعن المنتحرين وعن المجرمين، الذين يقلدون الأفكار الآتية من هناك، والمؤرخون يتحدثون عن التشويه الذي طال صورتنا، وفي الحقيقة، إن الفرد الجزائري وحده في هذا العالم من لا يقول ولا يسمع ولا يبصر، في ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • ياسين

    الى التعليق رقم 2 يا اخي يا ولد بلادي انا لغنت من يعمل جاهدا على تقزيمنا و اقصد بعض مسؤولينا الدين بتصرفاتهم جعلونا نظهر و كاننا بلا تاريخ و بلا كفاح بل و حتى دون قدرة على الرد و الدفاع عن بلدنا الحبيب و هدا لغلقهم الاعلام و تحيا الجزائر و المجد و الخلود لشهداءنا الابرار

  • المدية

    رد على رقم 1 - شوف يا خويا يا ولد بلادي الشعب العضيم ليس بلكلام الشعب العضيم بلتطبيق بعدها تشهد الشعوب لعضمته - و لا أرى داع لي لعنة !

  • أم غفران

    ما لا أفهمه ولا أجد من يفهمه، أن أمة كالجزائر تملك كل مقومات الحضارة بامتياز، حيث جغرافيتها رائعة ومواردها من نفط وغاز مذهلة، ونسبة شبابها طاغيةعلى نسبة شيبها، أمة متخلفة عن أقل الدول العربية امكانات في كل ما ذكرنا، مؤسساتنا التعليمية خراب، ومستشفياتنا مذابح، والمعمار عندنا دمار، ولا نجد حرجا في لوم الجميع إلا أنفسنا عن دولة ضيعناها بأيدينا ولسان حالها يقول كما قالت أم أندلسية لإبنها الملك عندما سلم البلد للإسبان: إبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال.

  • ياسين

    نحن شعب عظيم و لعنة الله على من قزمنا و ما زال يريد على تقزيمنا

  • nono

    هنا أطرح سؤال لماذا الإنفتاح في مجال السمعي البصري ؟
    لماذا لم يتكلموا على الإعلام المكتوب في بلادنا ؟
    للأسف الإعلام في بلادنا متأخر كثيرا و لو لا وجود الصحافة المكتوبة التي هي أحسن بكثير من السمعي الصبري بين قوسين (لتأخراً كثيراً)
    مثل جريدة الشروق تنفرد بالأخبار و فيديو و صور و حتى صبرالآراء القراء يعني الشروق بنسبة لي أحسن بكثير من اليتيمة و قنواتها
    يعني تكفيني قرأة الجريدة دمتي لنا يا شروقنا