-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إيديولوجيات أجنبية تروج عبر الأنترنت لأصناف مشبوهة

ألعاب العيد.. سوق تتوسع ومخاطر تتنوع!

وهيبة سليماني
  • 413
  • 0
ألعاب العيد.. سوق تتوسع ومخاطر تتنوع!
أرشيف

أكد مختصون في علم النفس والاجتماع، لـ”الشروق”، أن سوق ألعاب العيد، أصبح يحتاج إلى كثير من الرقابة والتحقيق الدقيق، خاصة بعد تطور التجارة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، التي أتاحت عن طريق طرود البريد السريع، دخول ألعاب أطفال، تحمل أيدلوجيات أجنبية مدروسة.. انتشار غير مسبوق للألعاب الرقمية واليدوية في السوق الجزائرية خلال الأيام الأخيرة لرمضان، المحلية أو المستوردة، لكن بقدر ما هي أدوات للعب والمتعة، فإنها تحاكي عقل الطفل وتدغدغ سلوكياته، وتبعث فيه رسائل إيجابية وسلبية !
وتنوعت هذه المرة ألعاب العيد بتطور بعضها، وبدخول التكنولوجيا والتحكم عن بعد في الكثير منها، ما جعلها تحمل الكثير من الامتيازات، والخصائص التي تستهوي الأطفال، فرغم أسعار بعضها الباهظة، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأولياء الإقبال عليها لإسعاد أبنائهم في يوم العيد.

المسدسات والسيوف وألعاب التحكم عن بعد.. انتشار غير مسبوق
وبحسب الجولة الاستطلاعية التي قادت “الشروق” إلى أسواق شعبية في العاصمة وبعض محلات بيع ألعاب الأطفال، فإن أكثر ما يلفت الانتباه، تلك المسدسات المتنوعة والمختلفة في الشكل والمميزات، والجديدة منها، مسدسات بالليزر يبلغ سعرها 1000دج.
وإلى جانب أشكال وأنواع المسدسات والرشاشات البلاستيكية، انتشرت ألعاب التحكم عن بعد مثل “الرجل العنكبوت”، والطائرات الهليكوبتر، والسيارات الصغيرة التي يصل سعرها إلى 3000دج.
وقال أحد الباعة الذي يملك محلا بالقبة، إن سوق ألعاب العيد عرف هذه المرة انتعاشا ملحوظا، فإلى جانب تلك الألعاب البسيطة ذات الصنع المحلي، تم استيراد الكثير من الألعاب الصينية والتركية، والأوربية، وبعضها مزود بتقنيات التحكم عن بعد، أو بأشعة الليزر.
وأكد محدثنا أن هناك اهتماما ملحوظا، من طرف الأولياء، في ما يخص آخر صيحات ألعاب العيد، فبعض المسدسات الجديدة تستهوي- بحسبه- حتى الكبار، فهي أشبه بكثير بتلك الحقيقية، وتحمل تقنيات جديدة.
ومن بين الألعاب التي وجدناها من خلال جولتنا، في بعض الأسواق، والمحلات، سيارات مجنونة، كما أطلق عليها تجاريا، يتم التحكم فيها بساعة اليد أو “التليكوموند”، وسيارات قوية تعمل بالبطارية وسيارات”فلاش ماكوين”، وغيرها من المركبات الصغيرة المصنفة كألعاب للأطفال.
ويبدو بحسب جولتنا، أن الأطفال وخاصة الذكور، ينجذبون أكثر للمسدسات والسيوف، التي أخذت المساحة الأكبر في طاولات باعة الأرصفة، وتجار الأسواق الشعبية، أين كان التهافت ملحوظا على مسدسات مطاطية المصحوبة بمكان التصويب.

التجارة الإلكترونية لألعاب العيد تنتعش
وبالمقابل، فإن السوق الإلكترونية للألعاب، سواء الجزائرية أم الأجنبية، عرفت انتعاشا مع العشر أواخر لشهر رمضان، فهي باتت تتنافس على أنواع مختلفة من هذه الألعاب، سواء الدمى أم الألعاب الرقمية أم السيارات والتقنيات المرافقة لها أم المسدسات والرشاشات، وفي هذه السوق تغيب أحيانا الرقابة، حيث التركيز يكون دائما على ما هو غير موجود في السوق الحقيقية.
ورغم تكاليف التوصيل، إلا أن للسوق الافتراضية، زبائن يبحثون عن النادر والمتميز، وعن بعض الألعاب المستوردة من أوروبا، في حين إن أصحاب المواقع الإلكترونية لبيع الألعاب الجزائريين، هم في حد ذاتهم زبائن لأسواق إلكترونية أجنبية، تصلهم بعض الألعاب، بحسب ما أكده أحد التجار، عن طريق الطرود، وهي من تركيا والصين في الغالب.

احذروا ألعابا تدعو إلى هدم الكعبة وأخرى إلى حرب العصابات!
وفي السياق، قال جابر بن سديرة، رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، لـ”الشروق”، إن سوق ألعاب العيد يتوسع إلى التجارة عبر “النت”، في الوقت الذي أصبح الإنتاج المحلي لألعاب الأطفال يمثل نسبة عالية جدا، ولكن في ألعاب يدوية بسيطة أو نصف مصنعة، حيث تخضع لمراقبة دقيقة، ويمنع على صانعيها استعمال البلاستيك المرسكل.
وأكد بن سديرة أن الخطر اليوم، يتمثل في شراء ألعاب من طرف بعض “البزناسية”، عن طريق “النت” ومن مواقع تجارية أجنبية، تحمل أيدلوجيات خطيرة، من بينها لعبة إلكترونية تدعو إلى هدم الكعبة الشريفة، وأخرى تزرع في الطفل حرب العصابات، والقتال، والقضاء على العنصر البشري.
وتأسف بن سديرة، لعدم وجود قنوات تحويل الأموال الجزائرية إلى الخارج وعن طريق البنك الجزائري، الأمر الذي يسهل بحسبه، مراقبة وإحصاء التعاملات التجارية التي تتم عن طريق “النت”، إذ إن أغلب “البزناسية” يشترون ألعابا خطيرة من الخارج، عن طريق سوق إلكترونية أجنبية، تدفع لها أموال خارج الرقابة، وإلى جانب ذلك تدخل الألعاب عن طريق طرود البريد السريع، فلا يمكن مراقبة تلك الألعاب التي بداخلها.
ويرى ذات المتحدث، أن الحاويات التي تحمل أنواع الألعاب وأغلبها من الصين، يصعب أحيانا لأعوان مكافحة الغش، اكتشاف بعض الألعاب وما تحمله من رسائل وأيدلوجيات مقصودة، تستهدف أطفال المسلمين والجزائريين على وجه الخصوص، فبقدر اتساع أنواع ألعاب العيد وتنوعها وتطورها، هناك مخاطر تمر في هدوء لكنها تهديدات مستقبلية لها من التأثير القوي الذي يشبه التسمم البطيء والحرب الباردة في عالم الطفل.

مراقبة الدور النفسي للألعاب مهم في عالم متعدد الأيدلوجيات
من جانبه، أوضح الدكتور مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس العيادي في جامعة الجزائر 2، أن التطوير الفكري والعقلي والتربوي والنفسي عند الطفل مهم جدا، فهو أمانة للحفاظ على التنشئة الصحيحة للأجيال، خاصة في ظل تعدد الأيدلوجيات، والتطور التكنولوجي، وعالم المتغيرات.
وقال إن الدور النفسي للألعاب، أمر لا يستهان به، فهو سلاح ذو حدين، يمكن من خلال لعبة يتمتع بها الطفل بتلقائية، أن تزرع شخصية عنيفة أو متمردة على العقائد، أو إجرامية، فهي تدخل في مراحل الإنجاز الفكري والعلمي والنفسي للطفل، وبحسب المرحلة العمرية له.
وأكد بن حليمة، أن الطفل غالبا ما يميل إلى الألعاب التي تترجم ما في داخله، فمثلا يختار ألعاب العنف ليخرج عنفا داخليا، أو قد يجد ألعابا يقلد من خلالها أشخاصا أثروا عليه سواء في العالم الحقيقي أم الافتراضي، ولكن عند اعتياد اللعب ببعض الألعاب يترسخ فيه سلوك تحمله هذه اللعبة، كالعنف والحرب والمخادعة وصراع العصابات.
ولكن، بحسب ذات المختص، فإن بعض الألعاب يمكن أن تساهم في تنشئة فكرية وعقلية ونفسية سليمة مثل تلك الترفيهية، أو التعليمية، أو المتعلقة بالمهارات، والذكاء، والمنافسة السليمة، والإيجابية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!