أماني أوصيف تتوّج بـ”منحة الامتياز الشهيد العربي بن مهيدي”
تُوّجت المتفوّقة الثانية في البكالوريا، أماني أوصيف، بجائزة “منحة الامتياز الشهيد العربي بن مهيدي طبعة 2016″، التي تمنحها، كل سنة، “الهيئة الجزائرية لتفعيل المواطنة”، ومقرّها كندا.
وحظيت أماني بالتكريم في الجزائر العاصمة، السبت الفارط في مقر “الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث”، التي يشرف عليها البروفيسور مصطفى خياطي.
وحصلت المتفوقة أماني أوصيف على مكافأة مادية من “الهيئة الجزائرية لتفعيل حركة المواطنة” قيمتها 30 مليون سنتيم، والجائزة نتيجة عمل تطوّعي بحت يقوم به أعضاء الهيئة، وهم عقول جزائرية تشتغل في جامعات ومراكز بحث وتنشط في مجالات أخرى في كندا.
وعبّرت أماني عن فرحتها بالتتويج في اتصال بـ”الشروق أونلاين”، وقالت “في الحقيقة شعرت بفرحة صادقة نابعة من القلب وليست فرحة عادية عابرة، والحمد لله شعرت بعد التكريم أن الجزائر لا تزال تحتضن أبناء يغارون عليها و يعرفون جيدا السلاح الأمثل الذي يجب إعداده تحسبا للمستقبل الذي سيكون منيرا إن شاء الله”.
وعن أحلامها ذكرت أنها تريد أن تصبح طبيبة مختصة في الجراحة العصبية. ولم تنس أماني أن تتقدّم بالشكر للهيئة الجزائرية لتفعيل المواطنية “أريد ان اقدم الشكر الى كل عضو بجمعية FAAC ولكل من أصر على حضور الحفل التكريمي وكل من انتظرني لأكثر من 5 ساعات بكل صبر و لهفة، وفي الحقيقة هذه المبادرة أدت غايتها المتمثلة في تحفيز و إعطاء دفع لطلاب العلم بالجزائر “.
وجدير بالذكر أن الطالبة أماني أوصيف من مدينة خنشلة تحصلت على ثاني معدل في البكالوريا على المستوى الوطني، وهو 19.02/20 في العلوم التجريبية.
وعبّر رئيس الهيئة، الدكتور أحمد محيجيبة، عن سعادته بتسليم الجائزة الأولى من مبادرة “العربي بن مهيدي” العلمية، وقال في تصريح لـ”الشروق أونلاين”، الإثنين “بطبيعة الحال الأفكار والأماني لا قيمة لها في حياة الأشخاص والأمم إذا لم تتحقق وتعطي ثمارها في واقع الناس. وحينما نرى مثل هذه المشاريع تصير واقعا رغم أن القائمين عليها متطوعون، لا يزيدنا إلا فخرا وحبا لخدمة أبنائنا وبناتنا، خاصة الذين بذلوا جهدا كبيرا من أجل التفوق وصناعة الفرق مثل أماني أوصيف، رغم الصعوبات ورغم أن الظروف غير مشجعة”.
وأضاف محدّثنا “المبادرة تهدف أساسا لإعادة الثقة لدى الشباب والطلاب رغم المشاكل والصعوبات التي يواجهونها يوميا بسبب سوء التسيير والإهمال التربوي، ولهذا ننصحهم بعدم فقدان الأمل، فطلب العلم يبقى من أسمى الأعمال في حياة الإنسان وهو ليس مضيعة للوقت، وأقل ما فيه إدخال السرور والبهجة والفخر في قلوب الوالدين، وهذا في نظري ليس بالشيء الهين في ميزان عمل الإنسان”.
من جانبه، أثنتى والد الطالبة على مبادرة الهيئة وتوجّه إليها بالامتنان قائلا “شكرا لكم وسدد الله خطاكم، تحية خالصة إلى كل أعضاء الحمعية على المبادرة والتكريم الرائع، خاصة بحضور نخبة من رجال همهم تقديم المساعدة والوقوف مع أبناء الحزائر، فألف ألف شكر على حفاوة الاستقبال، فنحن فخورون بالتواجد معكم. هي لحظات لكنها صورة نقشت في قلوبنا وستبقى خالدة.. وأنا رهن إشارتكم وأرجو أن يستمر التواصل بيننا”.
وتعدّ منحة العربي بن مهيدي للامتياز أول مبادرة علمية ماديّة في مجال التربية والتعليم بالجزائر، تُشرف عليها مجموعة من العقول الجزائرية المهاجرة بكندا، دون رعاية من أية جهة رسمية.
وأوضح الدكتور محيجية أن هذه المنحة ستعمم على مجالات أخرى لاحقا، و”المنحة” هي ثالث مشروع تحققه الهيئة على أرض الواقع، بعد مشروعي دعم 700 متمدرس معوزّ في 2013 ورعاية الأيتام في 2015.
وأكد محدّثنا في تدوينة على صفحته في “فايسبوك”، عقب تكريم الطالبة أماني، أن منحة العربي بن مهيدي “نؤكّد من خلالها من أن لنا الإمكانات لنخرج عباقرة جزائريين من دائرة النسيان” وكشف أن “الهيئة الجزائرية لتفعيل حركة المواطنة” تشهد انضمام أعضاء جدود وهم “لآلئ نادرة سيضيفون الكثيرة للفريق، الذي لا يعترف بالحواجز ويقفز عليها بكل سهولة”.
وأفاد أن المشاريع التي أطلقتها الهيئة مكنتها من أن تختبر قدرتها على إقامة شراكات مهنية مع تنظيمات جزائرية تتقاسم معها نفس الاهتمامات والانشغالات، وقال “اكتشفنا شبابا جزائريين موهوبين جدا اختاروا أن يبقوا في الجزائر ليخدموا الجمعية”، وعبر لهم عن فخره بهم لقبولهم تمثيل الهيئة في الوطن.