-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمة الإسلام قادمة

أمة الإسلام قادمة

تبقى أمَّة الإسلام النقيض التامّ اليوم للتدهور الغربي وانحطاطه الروحي باسم حُرِّيةٍ تجاوزت حدود الفطرة والعقل السليم. تبقى أمة الإسلام رغم كل ما تَعرِف من عيوب اقتصادية وتَخلُّفٍ مادي في أغلب المجالات مقارنة بالغرب، تبقى أنقى أمَّة من الناحية الروحية ومن ناحية تجنُّب الانحلال الخلقي الذي بات واقعا مُقَنَّنًا في كافة دول الغرب.

أمة الإسلام في هذا الشهر المبارك، قُبيل شهر رمضان الفضيل عندما تراها وهي تطوف على مدار الساعة حول الكعبة المُشَرَّفة، أو هي تُسارع لزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام من كل بقاع الدنيا، أو هي تَعبُد رَبَّها في مساجدها أو في بيوتها أو مِن أي بقعة من بقاع أرض الله الطاهرة، يتأكد لك بأن النقاء والاعتدال ومطابقة فطرة الإنسان، ستنتصر في آخر المطاف، برغم مظاهر الضعف التي تبدو في حركة واقعنا اليوم، وتجعلنا نشعر ذلك الشعور الزائف بأننا بدون مستوى بقية الأمم، رغم أن الواقع عكس هذا تماما، بمقاييس إنسانية الإنسان لا بمقاييس ماديته الزائلة.

ما الفائدة من تقدُّمٍ ماديٍّ راق، وقد انهارت الأخلاقُ وتحطَّمت الأسر واُعتُبر تغييرُ خلق الله من مظاهر الحرية والتقدم؟ ما الفائدة من هذا العيش الذي يقدمونه لنا على أنه أرغد عيش وقد أُفرِغت الأنفس من جوانبها الروحية وتم تحويلها إلى ما دون الحياة البهيمية في المجالين الأخلاقي والروحي؟

حتى المخلوقات غير العاقلة لم تَصنع بنفسها ما يصنعه الآن الرجل الغربي والمرأة الغربية ممن أصبحوا يعتبرون تغيير خلق الله، والجهر بكافة السلوكيات الشاذة، وتعميمها عبر كافة الوسائل “حرية” مكفولة بالقانون!

صحيح أنّ هناك رجالا ونساءً في الغرب اليوم يقاومون هذا التطرف والانحلال، ومنهم من أصبح رمزا من رموز الإسلام مدافعا عنه وملتزما  بتعاليمه، بل إن كثيرا منهم لا شك سيُساهمون في نهضة هذه الأمة واستعادة أمجادها، إلا أن هذا لا يعني أبدا أن الغرب قد أصبح بمنآى من السقوط.

طال الزمن أم قصُر، فإن الاعتدال سينتصر على التطرف، ون الحرية ستُفهم  ضمن قانون العدل وليس العكس، أي لن تنتصر أيُّ حريةٍ فاقدة للمرجعية الدينية، وسيكون مصيرها تدمير نفسها بنفسها لتترك المكانة للحرية الحقيقية والعدل الحقيقي.

إن ما نعيشه اليوم هو مرحلة استضعاف فعلية من قِبل الغرب للأمة الإسلامية، ولكن كل المؤشرات والإشارات الحاملة للمستقبل إنما تقول إنه برغم كل مظاهر الاستضعاف التي نراها في كافة مظاهر حياتنا، وبرغم حقيقة التقدُّم الغربي التكنولوجي غير القابل للمقارنة، ستتمكن دار الإسلام من أن تستعيد مكانتها المستقبلية ودورها الرائد كما كانت ذات يوم، لأنها بالفعل خيرُ أمَّةٍ أخرجت للناس، ولن تُثبِّط عزائمنا ولن تنال من معنوياتنا تلك المزاعمُ بأن عهد الأمجاد لن يعود، وأن طريق الغرب هو الطريق الوحيد الصحيح.

هذا ليس صحيحا، وستُثبت نهضة أمتنا القادمة هذا الاتجاه الذي تبدو معالمه في أكثر من مكان، وربما كثير مِنَّا لا يراها أو لا يريدون له أن يراها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!