-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب تأخر التشخيص وتفشي الأمراض المزمنة

أمراض الكلى تزحف على الأطفال والشباب !

كريمة خلاص
  • 1452
  • 0
أمراض الكلى تزحف على الأطفال والشباب !
أرشيف

أكّد البروفيسور الطاهر ريان، المختص في أمراض الكلى ورئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى أنّ واقع التكفل بمرضى الكلى يتطلّب تنظيما وتخصصا أكبر خاصة بالنسبة لأمراض الكلى لدى الأطفال التي تبقى مجهولة في بلادنا وقليلا ما يتم تشخيصها، حيث تسجل الجزائر سنويا 1000 إصابة جديدة لدى الأطفال يصلون إلى مرحلة التصفية، بينما بإمكان نحو 50 بالمائة منهم تجنب هذا الوضع الحرج وإنقاذهم من الارتباط بآلة التصفية.
واستعرض البروفيسور ريان، في تصريح لـ”الشروق”، على هامش المؤتمر الـ28 للجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى، تناول موضوع مرض الكلى المزمن من الطفولة إلى سن البلوغ، كل الأمراض التي تمس الطفل وأسبابها التي تتمثل في العوامل الوراثية كالولادة بتشوهات خلقية أو الإصابة بمرض جيني يؤثر على الكلى وكذا اعتلال الكلى الكبيبي وهو مرض يصيب الكلية مباشرة نتيجة التهابات متكررة يمكن تفاديها بعلاج كامل الالتهابات.. التهاب اللوزتين والجلدية البولية، بالإضافة إلى التشوهات الخلقية التي تصيب جهاز المسالك البولية وهي شائعة جدا في بلادنا وتمثل ثلث الأسباب.

أغلب العمليات تجرى في القطاع الخاص بتكلفة تصل 100 مليون
ويرى البروفيسور ريان بأن التوعية والتحسيس يمكن من تكفل أفضل بهؤلاء المرضى ويجنّبهم تأزم الوضع الصحي، خاصة ماتعلّق بالتشوهات الخلقية التي تستطيع الجراحة المبكرة علاجها، غير أنّه تأسف لوجود حالات قليلة جدا تخضع للجراحة في المستشفيات العمومية فالأغلبية توجّه نحو القطاع الخاص بكل ما يمثله من تكاليف باهظة على عاتق الأولياء وكثير منهم لا يستطيعون فتكاليف العملية تتراوح بين 20 إلى 100 مليون سنتيم، وبالتالي، يجدون أنفسهم في سن مبكرة يعانون من قصور كلوي مزمن ونهائي يستدعي الزرع وترك مصالح الكلى هذه الوضعية الصعبة والمؤلمة.

أطباء من أوروبا ينقلون تجربة التكفل بالمرضى
ودعا ريان الطاهر أطباء الأطفال الجراحين إلى التحرك وتطوير جراحة الأطفال في المستشفيات العمومية، خاصة في المناطق الداخلية، للتكفل بهؤلاء الأطفال.
وأشار البروفيسور ريان إلى أنّ جمعيته نظّمت لهذا الغرض، “ماستر كلاس” حول أمراض الكلى عند الأطفال على مستوى المدرسة العليا للضمان الاجتماعي منذ أيام، أين حرص 6 مختصين أوربيين على تقديم محاضرات للأطباء في طب الأطفال والكلى والطب الداخلي وكذا للأطباء المقيمين، وهي أول مرة تجمع فيها الخبرات في مجال طب الكلى وطب الأطفال للتركيز على واقع أمراض الكلى عند الأطفال.
واستعرض المختص البلجيكي مارك دوباي، خلال المؤتمر، علاجات يطورها وغير غالية يمكنها تقديم نتائج فعالة في التكفل بالكلى باستعمال دواء “ماد فورمين” الذي يتناوله مرضى السكري وهو يحمي أيضا الكلى.

30 ألف جزائري يخضعون لتصفية الكلى
وفي سياق ذي صلة، تحدث البروفيسور ريان عن واقع زراعة الكلى في الجزائر التي تحصي نحو 29 ألف شخص يخضعون لتصفية الكلى، بعد أن كنّا في وقت سابق نحصي 26 ألف شخص، بالإضافة إلى نحو 1000 شخص آخر في الدياليز البريتوني، وهو ما يرفع العدد الإجمالي إلى 30 ألف شخص.
وبلغ عدد عمليات الزرع التي تم إجراؤها منذ عام 1985 إلى غاية الآن أي على مدار 48 عاما، ما يقارب 2700 عملية زرع من متبرعين أحياء، كما لفت المتحدّث الانتباه إلى تراجع كبير في عدد عمليات الزرع خلال السنوات الأخيرة فمنذ بداية العام الجاري بلغ عدد عمليات الزرع 56 عملية، بينما تضم قائمة الانتظار 15 ألف مريض ينتظر الزرع، ما يعني أنهم سينتظرون طويلا قبل الاستفادة من الزرع وقد يموتون في أثناء ذلك.
وبينما برّر المختص هذا التراجع في سنوات 2020-2021-2022 بجائحة كوفيد19 برر التراجع هذا العام بنقص الأدوية المثبطة للمناعة وهي أساسية في عمليا الزرع، حيث عرفت ندرة لما يقارب 6 أشهر الأولى من العامل، واقتصر العمل على باتنة فقط، التي واصلت العمل وأجرت نحو ثلثي عمليات الزرع.
وأردف ريان: “هنالك عجز فادح في زرع الكلى ببلادنا.. الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء لا تؤدي عملها على أكمل وجه، فهي المكلفة وزاريا بدعم وبعث عمليات الزرع من الحي والميت لكن للأسف بعد أن كنا نجري 300 عملية زرع أصبحنا اليوم نحصي 56 عملية، وهو ما يستوجب تقديم توضيحات عن الوضع وتحرك وزارة الصحة في وجود إرادة سياسية لبعث ملف الزرع من الموتى دماغيا”.
وأكّد البروفيسور الطاهر ريان على دور الوكالة في تنظيم حملات توعية وتحسيس بأمراض الكلى غير أن أثرها لا يكاد يرى على أرض الواقع، لكن رغم ذلك تحاول الجمعية المساهمة بما تستطيع في مجال تنظيم مؤتمرات وأيام دراسية وعلمية وسباقات وغيرها للإبقاء على الاتصال مع المرضى الذين تتعامل معهم يوميا والذين لا يمكنهم البقاء مدى الحياة تحت رحمة الآلة.

المطلوب ألف عملية زرع كلى سنويا للتكفل بالمرضى في قوائم الانتظار
من جانبه، أفاد البروفيسور سعيداني مسعود، رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى إيسعد حساني الجامعي ببني مسوس ورئيس الجمعية الوطنية لأمراض ارتفاع الضغط الشرياني، في تصريح لجريدة “الشروق”، أنّ أمراض الكلى في الجزائر، على غرار بقية دول العالم، في ارتفاع مستمر راجع إلى سببين كبيرين وهما زيادة أمراض ارتفاع الضغط الدموي الشرياني وأمراض السكري وكذا السمنة، التي تؤدي إلى هذين المرضين، ومنه إلى القصور الكلوي الذي يعاني منه نحو 30 ألفا يخضعون للتصفية.
وتزيد الإصابات لدى الرجال بنحو قليل جدا مقارنة بالرجال حيث تظهر جل الإصابات ابتداء من أربعين عاما، بعد أن كانت أمراض الكلى تظهر في سن متأخرة بين 60-70 عاما… ويقول سعيداني: “هنالك عمل توعوي وتحسيسي كبير يجب أن نقوم به على مستوى مرض السكري وارتفاع الضغط الدموي الذين أصبح يصيب الشباب في مقتبل العمر وكذا الأطفال وهؤلاء كلهم مشاريع مرضى كلى.”
وانتقد سعيداني وتيرة زرع الكلى في بلادنا، حيث قال: “زرع الكلى بطيء في الجزائر وتوقّف نهائيا خلال كوفيد19 ووتيرة الاستئناف هذا العام بطيئة جدا، بسبب إعادة تنظيم عمليات الزرع بعد فترة التوقف بالإضافة إلى نقص أدوية تثبيط المناعة في السداسي الأوّل من العام”. وبحسب تقديرات البروفيسور سعيداني، فإن الوضع الحالي يتطلب بلوغ معدل 1000 عملية زرع في العام للتكفل بالمرضى الذين ينتظرون سنويا دورهم، وهذا بناء على معطيات رسمية للمختصين تؤكد استقبال 2000 مريض سنويا في مرحلة القصور الكلوي المزمن والنهائي، أغلبهم يتوفى قبل الوصول إلى التصفية.
وأكد المختص أن الجزائر بإمكانها بلوغ هذا الهدف، لو سارت جميع الأطقم الطبية المعنية على مستوى المصالح الاستشفائية بوتيرة متسارعة ومنتظمة، فالجزائر تحوز الكفاءات الطبية اللازمة ينقصها فقط تعزيز الجانب التنظيمي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!