العالم
الحرب في اليمن

أمريكا توقف تزويد طائرات التحالف السعودي بالوقود

الشروق أونلاين
  • 2170
  • 6
أ ف ب
مقاتلتان من طراز إف-15 تابعتان للقوات السعودية في قاعدة خميس مشيط الجوية جنوب المملكة يوم 16 نوفمبر 2015

قالت السعودية، السبت، إنها طلبت من الولايات المتحدة وقف إعادة تزويد طائرات التحالف الذي تقوده في اليمن بالوقود، في خطوة تنهي أحد أكثر أوجه المساعدة الأمريكية المثيرة للخلاف في حرب اليمن.

وقال بيان للتحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية: “تمكنت المملكة العربية السعودية ودول التحالف مؤخراً من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جواً بشكل مستقل ضمن عملياتها لدعم الشرعية في اليمن”.

وأضاف البيان: “في ضوء ذلك، وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة الأمريكية، قام التحالف بالطلب من الجانب الأمريكي وقف تزويد طائراته بالوقود جواً في العمليات الجارية في اليمن”.

وعبّر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس عن تأييده للقرار وقال إنه اتخذ بالتشاور مع الحكومة الأمريكية.

تأتي الخطوة في وقت يشهد غضباً دولياً بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وبعدما هدد نواب ديمقراطيون وجمهوريون باتخاذ إجراء في الكونغرس الأسبوع المقبل بشأن عمليات إعادة التزود بالوقود.

ولطالما تساءل منتقدون لحملة السعودية، بمن فيهم الديمقراطيون الذين حصلوا على الأغلبية بمجلس النواب في الانتخابات، الثلاثاء، بشأن مشاركة الولايات المتحدة في الحرب التي أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شخص وشردت أكثر من مليوني شخص وأدت إلى مجاعة في اليمن منذ أن بدأت في عام 2015.

وقال عضو مجلس النواب الأمريكي تيد ليو وهو ديمقراطي من كاليفورنيا: “كنت أطالب بذلك لثلاث سنوات”.

وأضاف “يجب ألا ندعم جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف وأتطلع إلى مواصلة التدقيق في دور الولايات المتحدة في اليمن عندما نكون في الأغلبية في الكونغرس المقبل”.

وحتى في الوقت الذي أدانت فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب مقتل خاشقجي، سعى البيت الأبيض للحفاظ على علاقته بالسعودية.

وربما يمثل أي قرار منسق لواشنطن والرياض لوقف التزود بالوقود محاولة لحرمان الكونغرس من اتخاذ أي إجراءات إضافية.

كان عضوا مجلس الشيوخ الجمهوري تود يانغ والديمقراطية جين شاهين قد حذرا من أن الوقت ينفد أمام إدارة ترامب.

وقالا “ما لم تتخذ الإدارة خطوات فورية.. فنحن متأهبون لاتخاذ إجراءات إضافية عندما يعود مجلس الشيوخ للانعقاد”.

استمرار الدعم الأمريكي

علاوة على التزود بالوقود، تقدم الولايات المتحدة دعماً محدوداً في مجال المخابرات للتحالف الذي تقوده السعودية وتبيع له الأسلحة التي يستخدمها في حرب اليمن.

وقال ماتيس، إن الولايات المتحدة ستواصل الاضطلاع بدور لمساعدة التحالف بقيادة السعودية والقوات اليمنية على تقليص عدد القتلى في صفوف المدنيين وتوسيع الجهود الإنسانية. كما أشار ماتيس إلى خطط لبناء القوات اليمنية.

وقال ماتيس في بيان: “تخطط الولايات المتحدة والتحالف للتعاون في بناء قوات يمنية شرعية للدفاع عن الشعب اليمني وتأمين حدود بلاده والإسهام في جهود التصدي للقاعدة وداعش في اليمن والمنطقة”.

وفي وقت سابق هذا العام، دافع ماتيس عن الدعم العسكري الأمريكي لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن عندما ضغط نواب لإجبار البنتاغون على إنهاء مشاركة واشنطن.

وقال ماتيس، إن وقف الدعم العسكري الأمريكي قد يزيد عدد الضحايا المدنيين، لأن قيام الولايات المتحدة بتزويد الطائرات بالوقود يمنح الطيارين مزيداً من الوقت لتحديد أهدافهم. وقال إن قطع الدعم من شأنه أن يعرض التعاون في مجال مكافحة الإرهاب للخطر ويقلل من النفوذ الأمريكي لدى السعودية.

وقال ماتيس أيضاً، إن ذلك سيشجع الحوثيين الموالين لإيران والذين أطلقوا صواريخ على السعودية واستهدفوا السفن التجارية والعسكرية قبالة السواحل اليمنية.

ومع ذلك، قد لا يكون وقف تزويد طائرات التحالف بالوقود في حد ذاته له أثر يذكر من الناحية العملية على الحرب. وقال مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز للأنباء، إن ُخمس طائرات التحالف فقط يحتاج للتزود بالوقود في الجو من الولايات المتحدة.

وفي الأسابيع الأخيرة، بدا ماتيس يعبر عن شعور ملح تجاه إنهاء الصراع. وفي نهاية شهر أكتوبر، انضم ماتيس إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

ويسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى دعوة الأطراف المتحاربة في البلاد إلى إجراء محادثات سلام بحلول نهاية العام.

وقالت السعودية في بيانها: “تعبر قيادة التحالف عن أملها بأن تقود المفاوضات القادمة برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بما يساهم بوقف الاعتداءات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على الشعب اليمني الشقيق ودول المنطقة”.

مقالات ذات صلة