-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الباحث والمحلل السياسي في الشأن الأمريكي توفيق طعمة لـ"الشروق":

أمريكا والصهاينة يعملان على تهجير الفلسطينيين وتتويج إسرائيل على المنطقة

أمريكا والصهاينة يعملان على تهجير الفلسطينيين وتتويج إسرائيل على المنطقة
أرشيف
الباحث والمحلل السياسي في الشأن الأمريكي توفيق طعمة

يشرح الباحث والمحلل السياسي في الشأن الأمريكي توفيق طعمة، دوافع الدعم الأمريكي السخي وغير المسبوق للكيان الصهيوني في حرب الإبادة التي ينفذها في قطاع غزة. ويؤكد طعمة في هذا الحوار مع “الشروق”، أن الهدف الأسمى الأمريكي الصهيوني هو تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتتويج إسرائيل على منطقة الشرق الأوسط لتكون دولة على المنطقة.

كل يوم تظهر الإدارة الأمريكية انخراطا غير مسبوق في دعم الكيان الصهيوني، لماذا؟
الإدارة الأمريكية تدعم الكيان الصهيوني منذ إنشائه، ولعقود من الزمن استمر هذا الدعم بدون انقطاع، لأن هذا الكيان مشروع غربي أمريكي في المنطقة لحماية المصالح الغربية الأمريكية في الشرق الأوسط.
الكيان الصهيوني يعتبر الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي هنالك مصلحة متبادلة بين أمريكا وإسرائيل لحماية واستمرار الكيان الصهيوني باعتباره المشروع الغربي في المنطقة.
ولاحظنا أنه بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، أن الدول الكبرى قدمت لنجدة إسرائيل، فرنسا ألمانيا بريطانيا أمريكا جاءت مهرولة لتقديم الدعم المعنوي والعسكري والأمني للكيان الصهيوني، شاهدنا مدى الاهتمام بهذا الكيان، وهذا دليل قاطع أن مشروعهم، كما نرى وهذا الدعم الأمريكي غير المسبوق لهذا الكيان المحتل الذي أصبح في خطر، لهذا أمريكا تعمل بكل قوتها لإنقاذ مشروعها في المنطقة.
الآن مر أكثر من شهرين والأعمال الإجرامية والمجازر مستمرة بدعم أمريكي ومشاركة، الآن الدعم الأمريكي تغير، الرأي العام الدولي تغير، الاحتجاجات زادت بسبب انفضاح التضليل الإعلامي من إسرائيل والذي تم ترديده من طرف إدارة بايدن، كل هذا انكشف على حقيقته وإسرائيل خسرت الرواية والفبركات الإعلامية لصالح الشعب الفلسطيني.
الآن كل العالم يقف لصالح الشعب الفلسطيني، قبل أيام فقط قُدم مشروع في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار والدولة الوحيدة الذي عارضته ووقفت في وجه العالم هي أمريكا، حيث استخدمت الفيتو وبريطانيا التزمت الصمت ولم تصوت، ولكن فرنسا صوتت لصالح وقف إطلاق النار من دون إغفال موقف الصين وروسيا بضرورة وقف إطلاق النار، كل دول العالم في مواجهة أمريكا وإسرائيل.
أمريكا أصبحت في مأزق، كذلك الاحتلال بسب فشله في تحقيق أهدافه التي وصفها بالإستراتيجية، حيث فشلت في الميدان، واكتفت بقتل المدنيين من الأبرياء الأطفال والنساء والمسنين وحاصرت المستشفيات وقصفت المدارس، وهذا ليس بالإنجاز، وإنما تعبير عن الهزيمة والفشل، الكيان الصهيوني لم يستطع تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعها عند بدء العدوان وهو تحرير المحتجزين والقضاء النهائي على حركة المقاومة “حماس”، دولة الاحتلال لم تحقق أي هدف وفشلت فشلا ذريعا، ناهيك عن الخسائر البشرية والمعدات التي تتكبدها في قطاع غزة، وهذا كان واضحا من خطابات المقاومة على لسان أبو عبيدة وبالتالي المواقف الدولية إلى تغير.

هل يبحث بايدن عن دعم للمجتمع اليهودي واللوبي اليهودي في أمريكا خلال الانتخابات الرئاسية؟
الآن هنالك تصرفات جديدة لبايدن ضد نتنياهو ضد ما يحدث في غزة، المواقف تغيرت مثل موقف استراليا وكندا ونيوزلندا، حيث طالبوا بوقف نار فوري، حتى فرنسا غيرت موقفها وطالبت بوقف إطلاق النار بعد ما كانت من الداعمين للعدوان على غزة.
إسرائيل خسرت الرواية، وخسرت العدوان، خسرت سياسيا وعسكريا وإعلاميا وبالتالي إسرائيل فشلت في كل مشاريعها، فشل إسرائيل يعني فشل مشروع الإدارة الأمريكية وتهجير الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية ومن القدس ومن أراضي 48، هذا هو المشروع الصهيوني في المنطقة، تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتتويج إسرائيل على منطقة الشرق الأوسط لتكون دولة على المنطقة، وتحقيق حلم إسرائيل بأن تكون دولة إسرائيل الكبرى على حساب الدول الأخرى، حيث لا يكون الأردن ومصر ولبنان والعراق وسوريا، هذه الدول ستختفي وتكون دولة إسرائيل الكبرى، هذا هو المشروع الصهيوني المدعوم من إدارة بايدن والمدعوم من الدول السبع.
ونلاحظ أنه منذ بداية العدوان على غزة، قادة الدول السبع أتوا إلى الكيان الصهيوني لدعم نتنياهو، لأن مشروعهم الذي يمثله الاحتلال فشل في الشرق الأوسط بسبب صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة.

هل من شواهد تؤكد تغول هذا اللوبي الصهيوني في دوائر صنع القرار الأمريكي؟
اللوبي الصهيوني نعم له تأثير في القرار الأمريكي، اللوبي الصهيوني متجذر في دوائر صنع القرار بأمريكا ولهم تأثير على السياسات الأمريكية، اللوبي الصهيوني يملك المال ويدفع المال للمسؤولين الأمريكان لاتخاذ قرارات ومواقف معادية للشعب الفلسطيني ومؤيدة للشعب الفلسطيني، لكن الشعب الأمريكي يقف له بالمرصاد، وعلى سبيل المثال 61 بالمائة من الشعب الأمريكي يرفض الحرب على قطاع غزة ويرفض الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.
كذلك القاعدة الشعبية للحزب الديمقراطي أكثر من 70 بالمائة من المناصرين للحزب ترفض سياسة بادين، وهو لا محالة سيخسر الانتخابات القادمة بسبب مواقفه ودعمه للكيان الصهيوني.

لكن هنالك خشية من إدارة الأمريكيين لظهرهم لبايدن، نتائج سبر الآراء والحراك الشعبي يظهر تأييدا للقضية الفلسطينية؟
الحراك الشعبي كان له تأثير كبير جدا على الساحة الأمريكية، المسيرات والتظاهرات والاحتجاجات التي عمت جميع المدن والولايات في أمريكا، كان صوتها مسموع داخل الكونغرس والإدارة الأمريكية، ناهيك عن التأييد داخل الإدارة الأمريكية ومؤسسات الدولة كما هو الحال في وزارتي الخارجية والدفاع.
هنالك أصوات بدأت تتحدث عن وقف القتل والعدوان بعد الصور التي شاهدها العالم، الضمير الإنساني بدأ يصحو خاصة في بعض أجهزة الإدارة الأمريكية، الضغوط الجماهيرية ولبعض المسؤولين ساهمت في الموقف الذي اتخذه بايدن مؤخرا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!