-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توقعات بإنتاج وفير للخضر والفواكه الموسمية

“أمطار الخير” تنعش آمال الفلاحين بموسم زراعي مُثمر

مريم زكري
  • 2663
  • 0
“أمطار الخير” تنعش آمال الفلاحين بموسم زراعي مُثمر
أرشيف

بعثت الأمطار الأخيرة التي تهاطلت عبر العديد من ولايات الوطن آمال الفلاحين بموسم زراعي مُثمر، كما يُتَوقّع استمرار كميات التساقط إلى أواخر شهر أفريل المقبل، بعد تخوفات من شبح الجفاف وشح الأمطار، مما قد يؤثّر على مردود المحاصيل الزارعية والحصاد الفلاحي والإنتاج الحيواني، ومن جهة أخرى، تعتبر هذه الأمطار مصدرا مهما لزيادة منسوب المياه بالسدود بعدما شهدت انخفاضا ملحوظا مؤخرا.
واستبشر فلاحون وخبراءُ خيرا بعد عودة الأمطار وتساقط كميات معتبرة منها على مدار الساعات الأخيرة بعدة ولايات من الوطن، واعتبروها أمطار “خير” ستعود بالفائدة على قطاع الفلاحة مع توقع استمرار كمية التساقط خلال الأسابيع المقبلة، إلى غاية أواخر شهر أفريل من السنة الحالية.

عودة الأمطار تنقذ الموسم
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين عبد اللطيف ديلمي، إن عودة الأمطار يبشر بموسم فلاحي ناجح، وتوقع ديلمي استمرار تساقط “أمطار الخير”- على حد وصفه- إلى غاية الأسابيع المقبلة مستبشرا بمردود فلاحي جيد، وأشار المتحدث إلى أن بعض الولايات شهدت تساقط كميات معتبرة من الأمطار فيما لا تزال ولايات أخرى تعاني من ندرتها، وكشف أن الأمطار المتساقطة لحد الآن مفيدة جدا للقطاع الذي عانى فترة من الجفاف في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن هذه الأمطار من شأنها أن تقضي على مخاوف الفلاحين، وتحفزهم أكثر على العمل على أمل أن تستمر في الفترات المقبلة وإلى غاية شهر أفريل بنفس الوتيرة لاستدراك فترات الجفاف التي طالت معظم المناطق.
وفي السياق ذاته، صرح الخبير في الموارد المائية حسان كريم لـ”الشروق” قائلا إن الأمطار الحالية هي أمطار موسمية عادية، إلا أنها تبشر بالخير على الإنتاج الزراعي، وتوقع المتحدث أنه سيكون هناك إنتاج معتبر من الخضر والفواكه الموسمية، خاصة وأن الدولة تعمل على توفير الدعم الكافي للفلاحين لزيادة الإنتاج من خلال توفير الأسمدة والأدوية وغيرها، وحذر حسان كريم في سياق حديثه من انعدام المرافقة والتوجيه للفلاح، الذي قد يؤدي- بحسبه- إلى نقص كبير في جودة المنتج.
وبخصوص علاقة كمية تساقط الأمطار بوفرة المنتجات الفلاحية، نصح الخبير ورئيس المنظمة الوطنية للأمن الغذائي حسان كريم، بإتباع إستراتيجية حقيقة للنهوض بالقطاع الفلاحي والزراعي، بدلا من الاعتماد فقط على معدل التساقط الأمطار والثلوج، مضيفا أن نظام الزراعة الحديثة بحاجة إلى استغلال السقي التكميلي الذكي وكذا دمج الكفاءات المختصة من أجل تحقيق الوفرة والاكتفاء الذاتي، ونوه المتحدث إلى أن الأمطار الغزيرة قد تؤدي بطبيعة الحال إلى حدوث خسائر معتبرة في القطاع الفلاحي، بسبب الفيضانات والسيول التي تدمر المستثمرات الفلاحية وتتلف المنتجات الزراعية، ونصح بإتباع إستراتجية ناجحة ومشاريع خاصة لحماية الإنتاج الفلاحي من خطر الفيضانات، التي تكبد الخزينة خسائر فادحة، كما اقترح الخبير وضع مخطط شامل لدراسة المشاريع الفلاحية وتحقيق مستقبل زراعي واعد.
وتفاءل محدثنا بالنتائج المرتقبة بعد هطول الأمطار الأخيرة باعتبارها عامل مهم جدا لزيادة المحاصيل الشتوية، منها بعض أنواع الخضر على غرار السبانخ، الجرجير، الخس، الكزبرة، البقدونس، الكرفس، الفجل، الملفوف، بالإضافة إلى المحاصيل الحقلية مثل القمح والبرسيم والشعير، التي تحتاج كلها إلى كميات معتبرة من المياه في هذه المرحلة من أجل امتلاء البذور خاصة بالزراعات المتأخرة.

مشاريع لتنقية السدود من الأوحال والطمي
وفي سياق آخر، تأسف المتحدث ذاته، حول وضعية السدود اليوم، والتي تعاني أغلبها من مشكل التوحّل، قائلا إن نقل مجاري الوديان الأتربة إلى أحوض السدود يتسبّب تلقائيا في تقليص قدرة استيعابه، وكشف الخبير في الموارد المائية، أن الجزائر لم تشهد مشاريع تنقية لسدودها منذ 2021، خاصة بعد توجيه مياه الأودية نحوها نتيجة التغير الكبير للطبوغرافية ببعض المناطق بسبب تطور العمران وشبكة الطرقات.
وأشار المصدر ذاته إلى مشكل تزايد حجم الطمي والأتربة في أثناء فترات التساقط، وهو يؤثر سلبا على نوعية المياه -بحسبه- قائلا إن السدود حاليا بحاجة إلى تنقية ونزع الطمي والأوحال المترسبة بها، مضيفا أن أفضل فترة يمكن استغلالها لهذه العملية تكون عادة خلال فصل الصيف، والعمل على تهيئتها والاستفادة من الكميات المعتبرة لتساقط الأمطار والثلوج التي تشهدها بعض الولايات الشرقية للوطن.
من جانب آخر، كشف المتحدث أن الأمطار الموسمية وتساقط الثلوج لا تكفي لوحدها من أجل رفع منسوب المياه، مشيرا إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري بدورها تتسبّب في جفاف السدود ونفاذ المياه السطحية بالآبار وغيرها بسرعة قياسية بفعل ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى امتلائها بالأتربة والطمي، قائلا إن السدود في هذه المرحلة لا تعتبر الحل الأنسب بالمناطق الجافة والشبه جافة، واقترح المتحدث استغلال المياه الجوفية أو الباطنية لتزويد تلك المناطق بالمياه، من خلال إنجاز مشاريع تخزين المياه تحت الأرض وشحنها نحو المناطق الرطبة أو المحميات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!