الرأي

أموال‭ ‬قطر‭ ‬وقصف‭ ‬إسرائيل‭!!‬

صالح عوض
  • 6298
  • 24

لا يعرف الفلسطينيون من تسارع الأحداث وقسوتها كيف يقفون على أرض صلبة يصوبوا منها أعينهم نحو الأفق الأبعد..في الأيام القليلة الفائتة أصيب الرأس الفلسطيني بدوار فلقد حضر أمير دولة قطر الى غزة ومكث بالقطاع المحاصر ست ساعات طويلة عملت حركة حماس على أن يكون الاستقبال لائقا برجل يحمل معه مشاريع إعمار لغزة..

ورغم حرص الحركة والحكومة المقالة أن يكون الاستقبال شعبيا حاشدا وحميميا لأن الزائر حسب تصريح اسماعيل هنية أول الغيث – قطر- إلا أن الناس مكثوا في بيوتهم أو مشاغلهم دونما اهتمام تشدهم النكات والإشاعات المازحة يتهكمون على الأحلام المعقودة على زيارة الأمير..تسمع من يقول لك إن الأمير والشيخة موزة سيدقون كل باب في القطاع المحاصر ويمنحون كل أسرة خمسمائة دولار وتسمع من يقول إن الشيخة موزة قررت أن تذبح الأضاحي عن اهل قطاع غزة وتسمع تهكمات عن أن الامير سيحصي العمال العاطلين بالقطاع ويوجد لهم مناصب عمل..ومع كل هذه النكات التي تخبئ إحساسا بالقرف والنفور تسمع كلام الطبقة الوسطى من مثقفين وسياسيين ومتعلمين يشككون في الزيارة وأهدافها ويقولون ماذا يريد شيخ قطر من قطاع غزة؟ لماذا يتقرب من اهل غزة؟ أكيد ليس الموضوع أربعمئة مليون دولار أعلن عنها الأمير لإعادة إعمار غزة؟ أهل غزة يستذكرون كيف تقرب هذا الأمير من صدام حسين قبل الحرب على العراق وكيف تقرب من القذافي قبل الانقلاب عليه وكيف تقرب من بشار الأسد قبل أن يموّل الثائرين عليه..فماذا في جعبة الأمير لغزة ولفلسطين؟ إن الزيارة بهذا المعنى‭ ‬ليست‭ ‬بريئة‭.. ‬والناس‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لم‭ ‬يكترثوا‭ ‬للزيارة‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬أهدافها‭ ‬قائما‭.‬

وفي اليوم الثاني على زيارة الأمير والشيخة موزة أصبحنا في غزة على قصف الصواريخ وشهداء وقتلى وتأهب لحرب أشد وأعنف.. نستمع من فينة لأخرى لتهديدات قادة إسرائيل باستخدام أقصى ما لديهم من بطش وعنف ضد القطاع، ويتحدث في هذا الصدد السياسيون والعسكريون من كل العناوين‭ ‬بشكل‭ ‬يجزم‭ ‬بقرب‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬وعلى‭ ‬غزة‭ ‬بالذات‭.‬

أهل قطاع غزة فوق حصارهم يخشون من مؤامرة تستهدف هويتهم وانتماءهم لبلدهم ودورهم في مشروع التحرير الوطني..حيث كان من المفترض أن يكون رئيس السلطة الفلسطينية على رأس المستقبلين لأي مسؤول عربي كبير يزور أي جزء من فلسطين، وذلك يعني توفير شروط عملية للمصالحة بين فتح وحماس أو أن يتوجه الامير القطري لمقابلة رئيس السلطة في رام الله – رغم أن فيها قيادات لا تحب ذكر غزة ولا المصالحة مع حماس – ويتفاهم معه على مشاريع إعمار غزة ومن هناك يأتي مرفوقا بنبيل شعث أو سواه الى غزة ويلتقي بالقيادات الميدانية بغزة ويكون بذلك تجنّب الوقوع‭ ‬في‭ ‬المحذور‭ ‬بتقوية‭ ‬طرف‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬الانقسام‭..‬

إن خشية الناس في غزة الآن أن يزج بهم الى المجهول وأن يسلخ القطاع من فلسطين وحسب ما قاله رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بار ايلان الصهيونية “إن إمارة غزة ستكون نموذجا لإمارات فلسطينية أخرى وأن زيارة أمير قطر لها يعني أنها ولدت واقعيا ورسميا”..فهل أموال قطر‭ ‬وقصف‭ ‬إسرائيل‭ ‬يسيران‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬نفسه؟‮ ‬المسألة‭ ‬تحتاج‭ ‬نباهة‭ ‬وذكاء‭ ‬وفطنة‭.‬‭.‬فلكم‭ ‬قتلتنا‭ ‬الخدعة‭.!!‬

مقالات ذات صلة