-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“أميرُ المؤمنين” يقطع “يده الممدودة”!

حسين لقرع
  • 4184
  • 0
“أميرُ المؤمنين” يقطع “يده الممدودة”!

كما كان متوقعا، أخذت العزةُ بالإثم “أميرَ المؤمنين” بالمغرب، فرفض المساعدات الإغاثية الجزائرية التي كان يمكن أن تُنقذ العديد من أرواح ضحايا الزلزال الذين لا يزالون تحت الأنقاض، وتخفّف معاناة آخرين…

بهذا السلوك الذي طغت فيه الحساباتُ السياسية على الجوانب الإنسانية، يكون “أميرُ المؤمنين” قد قطع بنفسه “يده الممدودة” التي تظاهر ببسطها للجزائر في خطابات سابقة، ليظهر أمام شعبه والعالم بمظهر المتمسّك بحسن الجوار، والحريص على إعادة العلاقات، وحلّ الخلافات بين البلدين بالحوار، لكنّ عند أوّل امتحان، سقط القناعُ الزائف وظهر وجهُه الحقيقي، وتبيّن أنّه لا يستطيع أن يتناسى عداوته للجزائر وحقده الدفين عليها، ولو في هذه الظروف الاستثنائية والأليمة التي تمرّ بها بلاده وشعبُه.

واللافت أنّ الرفض المخزني للمساعدات الإنسانية الجزائرية جاءت في وقت لم يتوانَ فيه عن فتح الباب على مصراعيه أمام مساعدات صهيونية غير مباشرة، دخلت المغرب تحت غطاء جمعيات إنسانية دولية؛ إذ شاركت جمعية “ناتان” الصهيونية التطوّعية في أعمال الإنقاذ والإغاثة بالمغرب، وشارك متطوّعون صهاينة تحت لواء جمعية “منقذون بلا حدود” الدولية، كما جاء في تدوينة للإعلامية الصهيونية شامة درشول. ويعني هذا باختصار وبوضوح، أنّ المخزن قد اختار حلفاءه بصفةٍ نهائية، وتنكّر كليا لمبادئ الأخوّة وحسن الجوار والقيم المشتركة التي طالما تغنّى بها، وأضحى الاحتلالُ أقربَ إليه من الجزائر.

لقد أبدى الكثيرُ من المواطنين الجزائريين والمغاربة تقاربا لافتا منذ وقوع زلزال الجمعة الماضية، ووحّدتهم المحنة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكان العرضُ الرسمي الجزائري بتقديم مساعدات إنسانية للمغرب وفرقة ذات خبرة دولية واسعة في البحث عن ضحايا الكوارث، فرصة كبيرة لتخفيف الاحتقان بين البلدين، لكنّ المخزن نسفها باستخفاف، وأعلن بكل برودة أنه “ليس بحاجة إلى المساعدات الإنسانية التي اقترحتها الجزائر”، على الرغم من أنّ الآلاف من مواطنيه لا يزالون تحت الأنقاض وبإمكان فرقة الحماية المدنية، التي تتكون من 93 عنصرا متخصِّصا وذي خبرة واسعة، إنقاذ بعضهم كما أنقذوا آخرين خلال زلزال تركيا وسوريا في أوائل شهر فيفري 2023، فضلا عن تقديم خيم وبطانيات ومواد غذائية وأدوية لتخفيف معاناة بعض الذين شرّدهم الزلزال، لكنّ المخزن استكبر ودخل في حسابات سياسية آنية وضيّقة ورفض هذه المساعدات، ليتحمّل بذلك مسؤولية تفويت فرصة إنقاذ حياة بعض مواطنيه الذين لا يزالون تحت الأنقاض، وكذا توسيع دائرة التباعد والقطيعة مع الجزائر.

طالما اتّهم المخزنُ الجزائر بعدم إبداء أيّ استعداد لحلّ الخلافات البينية بالحوار، وتحقيق المصالحة، وإعادة العلاقات، لكنّه اليوم، وهو يقوم بهذا التصرّف الأرعن، يُقيم الحجّة على نفسه أمام شعبه والعالم كلّه ويسجّل هدفا ضدّ مرماه، أما الجزائر، فقد أثبتت أنه في وقت الأزمات والمحن، تضع الخلافات السياسية جانبا، وتهبُّ إلى تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب الشقيقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!