أم حامل أنقذت 10 أطفال وهلكت رفقة ابنها غرقا

قصة مأساوية لا تراها سوى في أفلام التراجيديا العالمية، تلك التي عرفتها الباهية وهران نهاية الأسبوع المنصرم، على مستوى أحد شواطئها القريب من ميناء الصيد، كانت الضحية فيها سيدة حامل رفقة طفلها صاحب الست سنوات، حيث صنعت ملحمة بطولية وأنقذت عدة أرواح، ليكون مصيرها في الأخير الوفاة، متأثرة بالإرهاق الذي نال منها وكمية المياه التي تجرعتها رفقة ابنها، وذلك كله خلال خرجة سياحية للعائلة على متن زورق نزهة، لتتحول الفرحة والبهجة إلى مأتم وحزن كبير.
وحسب ما رصدته “الشروق” التي عادت للواقعة التي جرت ظهيرة الجمعة الماضية، فإن الأمر يتعلق بعائلة قررت الخروج إلى البحر، للترويح على النفس ونسيان ضغط الدراسة والعمل، فطلبت الأخوات من شقيقتهن “ب.ن” صاحبة الـ36 ربيعا أم لثلاثة أطفال أصغرهم يبلغ من العمر ست سنوات، أن ترافقهم في هذه الرحلة، بحكم أنها تعبت مع زوجها المريض، وكانت هي المعينة والممرضة، لعدة أسابيع، ما جعلها تحس بالإرهاق والتعب، فشجعها الزوج بأن ترافق المجموعة، والاستمتاع بالرحلة العائلية، وبعد إصرار أقنعها بأن تذهب معهم، أقلع المركب الصغير، الذي لا تفوق طاقته الاستيعابية 07 أفراد، بينما عدد الركاب يومها كان 13 شخصا، بينهم 10 أطفال، بعد لحظات من الإقلاع ارتجّ القارب الذي كان يقوده زوج الأخت، فمال ذات اليمين ثم ذات الشمال لينقلب فجأة، وتحدث الكارثة، أين تفرق الأطفال وسط الأمواج وهم يصرخون ويبكون، ليأتي دور الراحلة التي بذلت مجهودات جبارة من أجل إنقاذ أغلب الغارقين، ومساعدتهم على التشبث بسطح القارب المقلوب، في انتظار وصول قوارب النجدة، وخلال تلك الحركات السريعة، نال منها التعب والإرهاق خاصة أنها كانت حاملا، وظلت تمسك بيدها الطفل الصغير، الذي كان يبكي ويغوص بين الفينة والأخرى تحت سطح الماء، وتسارع الأم لانتشاله، لغاية وصول المساعدة وإجلائهم، وخلال طريقهم إلى المستشفى تبين أن الأم وولدها قد فارقا الحياة، ولم تُجد كل المحاولات لإنقاذها لتغادر الحياة وهي بطلة في نظر كل من سمع بقصتها الحزينة التي فضلت فيها الغير على النفس، وأعطت الكثير من الأطفال حياة جديدة لترحل هي.
الجدير بالذكر، أن المصالح المختصة فتحت تحقيقا لمعرفة أسباب غرق القارب وتسليط الضوء على حيثيات هذه الفاجعة التي قد تتكرر ونحن عل أبواب فصل الصيف، إن لم تفرض الجهات الوصية إجراءات حازمة.