الشروق العربي
مصمم الأزياء الجزائري، المشارك في برنامج project runway زينو توافق

أنا لست مغرورا وخروجي من البرنامج كان مخططا من الـ “mbc”

نسيبة علال
  • 5154
  • 5
ح.م
زينو توافق

خروج المصمم الجزائري زين الدين توافق من تصفيات برنامج الموضة project runway ، وما أثاره على مواقع التواصل الاجتماعي من تعاطف وسخط لدى المتابعين الجزائريين والعرب عموما، زاد من فضول الشروق العربي لتطلعكم على شخصية مصمم الأزياء الجزائري العالمي، الذي ظل لسنوات طويلة يبدع بعيدا عن أعين واهتمام الإعلام.

فجأة ظهر على الساحة مصمم أزياء جزائري فذ، ليلفت اليه جمهورا واسعا من عشاق الموضة، من هو زينو توافق؟ وأين اختبأت هذه الموهبة من قبل؟

أولا، أشكر مجمع الشروق على اهتمامه بي، وبالخصوص، مجلة “الشروق العربي”، زينو توافق مصمم أزياء وحقائب نسائية، من الجزائر العاصمة، 32 سنة، شاب مثابر، مغامر، جريء، اشتغلت كثيرا لأرتقي بموهبتي، ألبست من تصاميمي اسماء جزائرية على غرار فلة عبابسة وسارة قندوز وعربية، عرضت اللباس الجزائري في فعاليات عديدة للموضة بأوروبا.

متى وكيف كانت البدايات مع عالم التصميم؟

اشتغلت أمي بورشة خياطة منذ سنوات السبعين، وكنت أرافقها في طفولتي ومراهقتي، وهناك كان احتكاكي بعالم الأقمشة وتصنيع الملابس، وفي سنة 2003 بدأت العمل على أول تشكيلة أزياء، لأقوم بعرضها سنة 2004 بجامعة باب الزوار، أين درست تخصص تكنولوجيا، التشكيلة كانت جريئة جدا، وأحدث العرض أصداء واسعة لم أتوقعها، لأني كنت في عمر صغير آنذاك، بالإضافة إلى الجرأة التي ميزت عملي، واشتغلت بعيدا عن كل ما هو تقليدي ومستهلك، لذلك نال اعجاب الجميع، وبدأ اسمي يلمع رويدا في هذا المجال.

هل لقيت دعما من قبل العائلة والمجتمع؟

المجتمع الجزائري كان ينظر بسلبية كبيرة للفنان، ولمصمم الأزياء الرجل، خصوصا في سنوات الألفين، ونحن نخرج للتو من العشرية السوداء، كان من الأفضل رؤيتك محاميا أو طبيبا ناجحا، لذلك قوبلت بالرفض والصدود، فلطالما كنت أسهر لساعات متأخرة أصمم، لأستيقظ صباحا على أوراق محروقة أو ممزقة أو ضائعة تماما، ولكني ثابرت واستطعت ان أثبت نفسي لعائلتي المحافظة، ومازلت أفعل للمجتمع.

تصاميم زينو دائما ما تكون خارجة عن المألوف، هل هي الموهبة فقط، أم للتكوين فضل كذلك؟

بعد استكمال دراستي بجامعة هواري بومدين، تكونت لخمس سنوات بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، وساعدتني موهبتي في أن أتخرج بدرجة ممتاز.

من اين جاءت فكرة المشاركة ببرنامج project runway الذي يعرض على قناة mbc4، والوقوف أمام أسماء عالمية في عالم الأزياء على غرار إيلي صعب وعفاف جنيفان؟

تابعت العرض الأول على النت بعد انتهاء عرضه على التلفزيون، والمشاركة في العرض الثاني كان صدفة محضة، وهنا يجب رد الجميل، فقد اتصل بي صديق من الجزائر بحكم أنني مقيم بفرنسا، وطلب مني المشاركة، وبالفعل قمت بالتواصل مع هيئة الإنتاج، والتحقت بالبرنامج.

بعد ظهورك على الشاشة، هاجمك البعض في البداية، واعتبرك الجمهور المغربي مغرورا، ما تعليقك على هذا؟

أنا أثق بنفسي لدرجة كبيرة، ولست مغرورا أبدا، المغاربة اعتبروني كذلك، لأنهم اعتقدوا أنه في مشاكل بيني وبين المشترك المغربي، لكن الواقع غير ذلك، ربما انتقد كثيرا بحكم عيشي في عاصمة الموضة التي تعلمك إعطاء آرائك بكل حرية.

لاحظنا أنك كنت تنتقد أداء الجميع بعقلية جزائرية، فيما كنت مقربا أكثر من ساهر وزبيدة، لماذا؟

تقربت من ساهر، لأنه فلسطيني، بحكم علاقة بلدينا، ومن زبيدة، لأنها أقامت في أوروبا، ووجدت أننا نتوافق في نمط التفكير، ما عداهما من المشتركين لم يكونوا أصدقائي، كانوا منافسين لا أكثر، وربما لا يرقون لمنافسين أصلا، فالمنافسة لم تكن في المستوى المتوقع، وقد صرحت بذلك عبر البرنامج، وأمام الجمهور العربي كله، فالبعض هناك ليس سوى خياط عادي لا يمكن أن نطلق عليه لقب مصمم، لكنهم حظوا بقيمة وباهتمام اكبر.

هل نفهم من كلامك أنك تعرضت للتحيز؟

نعم، فالجنسيات لعبت دورها في المسابقة.

خروجك في مرحلة متأخرة من البرنامج أدهش وأحبط الجزائريين، كيف استقبلت الأمر؟

إقصائي كان استراتيجية، إذ لا يجب أن ننسى أن project runway ليس برنامج خياطة عادي، فهو يمثل تلفزيون الواقع الذي وجدت فيه الظلم، فالظلم هو أكبر قانون في لعبة تلفزيون الواقع، وإلا فلن يكون هناك رجع صدى، وقد أحببت خروجي في هذه المرحلة، لأنه برمج يثير الأقاويل، وقد خدمني هذا الأمر بطريقة أو بأخرى.

من أول حلقة، ومن خلال تصريحاتك، فهم الجمهور أن علاقتك بأمك سيئة، بسبب تصميم الأزياء، إلى حين ظهورها ضيفة على البرنامج، هل يمكن أن توضح لنا طبيعة العلاقة؟

والدتي عانت جدا من نظرة المجتمع لمهنة تصميم الأزياء، واعتقدت ان ضررها عليّ سيكون اكثر من نفعها، ولكنها اقتنعت بتوجهي رويدا، حينما بدأت أحقق نجاحات في مهنتي، وظهوري بالبرنامج كان لأثبت لها بالدرجة الأولى أن عملي يمكن أن يكون احترافيا ومحترما وأن يسمو بي إلى منصات عالمية.. علاقتي بأمي ليست سيئة أبدا، فأنا أحبها وأحترمها جدا، لأنها سيدة مسؤولة تمتلك روحا حربية، رغم انها سيدة مطلقة، إلا أنها عملت بجد لتمنحني وأختي الحياة الكريمة، وقد لاحظتم ذلك من خلال البرنامج.

أخيرا، ما هي مشاريع زين الدين توافق في عالم التصميم؟

تلقيت عروضا من الخليج لتبادل خبرات وتقنيات الخياطة الرفيعة، وحتى من أمريكا، لم أقرر بعد حيالها، وهناك مشروع افتتاح محلات خاصة بباريس، لعرض وبيع تصاميمي، كما سيتم بيع بعض القطع من مجموعتي الجديدة التي شاركت بها في أسبوع الموضة بإسبانيا، لدى العلامات الكبرى المشتركة.

مقالات ذات صلة