الجزائر
على خلفية تصريحاته تجاه تبون والجزائر وإفريقيا.. أحزاب ترد:

أنت آخر من يتحدث عن الديمقراطية يا ماكرون

أسماء بهلولي
  • 8405
  • 32
أرشيف

انتقدت تشكيلات سياسية في البلاد ما وصفته تدخلا غير مبرر للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الشؤون الداخلية للجزائر والدول الإفريقية، مؤكدين أن هذا الأخير آخر من يحق له تقديم دروس في الديمقراطية لشعوب العالم قائلين: “إن فرنسا ما بعد الاستعمار هي جزء من مشاكل الجزائر وإفريقيا ككل”، وعليه فإن السلطة مطالبة بالتدخل لوقف هذه الممارسات.

يبدو أن تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمجلة الفرنسية “جون أفريك”، والتي تحدث فيها عن السياسات الداخلية للعديد من الدول الإفريقية بما فيها الجزائر، قد أعادت الجدل مرة أخرى حول تدخلات فرنسا في الشؤون الداخلية للدول، الأمر الذي اعتبرته بعض التشكيلات السياسية في البلاد على أنها محاولة من فرنسا للتستر على أزمتها الداخلية من خلال الظهور بمظهر الدولة القوية عالميا، وهو ما ذهب إليه القيادي في حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش، الذي يرى أن فرنسا الرسمية تعاني تراجعا مرعبا في الساحة الدولية على خلفية إخفاقاتها المتكررة، قائلا: “لا تجد فرنسا حرجا من العودة إلى حديقتها الخلفية وهي مستعمراتها القديمة، لممارسة عاداتها القديمة وهي التدخل في شؤونها الداخلية بعقلية كولونيالية مفضوحة، وكأنها لا تزال لا تعترف باستقلال هذه الدول ولا بسيادتها”.

وحسب ناصر حمدادوش، فإن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، هو آخر من يحق له تقديم دروس في الديمقراطية والانتقال الديمقراطي للجزائر والدول الإفريقية، باعتبار أن بلده هو بمثابة السرطان الحقيقي بالنسبة للجزائر وسبب تعثرها ديمقراطيّا وتنمويًّا عبر نفوذها وأدواتها وعملائها ورعاة مصالحها في البلاد، قائلا في منشور له: “لقد ظهر ماكرون على حقيقته بالانقلاب على مواقفه ووعوده فيما يتعلق بالذاكرة، وأنه معني بالمصالحة وليس بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية لهذا الاستعمار الفرنسي الأهوج للجزائر”، معتبرا أن الوعود المقدمة في وقت سابق ما هي سوى هدايا انتخابية وخدمة أجندات ومصالح سياسية، في حين يرى القيادي في حركة مجتمع السلم على أن السلطة في البلاد مطالبة باتخاذ موقف حازم وقوي ضد هذا التدخل الفرنسي، مضيفا “من المعيب أن تسبقنا دول إفريقية أقل شأنا وأضعف إمكانات منا في خطوات متقدمة للتحرر الكامل من هذه الهيمنة الفرنسية، والأصل أن تبقى الجزائر هي قبلة الأحرار وكعبة الثوار ورائدة التحرر في ذلك”.
وهو نفس ما ذهب إليه، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، الذي انتقد التصريحات الصادرة من طرف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مشيرا إلى أن فرنسا لا يمكنها أن تقدم للجزائر والدول الإفريقية دروسا في الديمقراطية.

وقال محسن بلعباس، في تعليق نشره بصفحته الرسمية بموقع فايسبوك، أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سمح لنفسه بتوزيع شهادات الشرعية على قادة “شعوب الأنديجان التي نمثلها”، مصرحا: “إن التدخلات المتكررة لفرنسا الرسمية في الخيارات السيادية للبلدان الإفريقية هي تحديدا التي تطرح مشكلة.. خاصة وأن فرنسا ما بعد الاستعمار هي جزء من مشكلتنا إلى جانب كونها جزءا من الماضي المؤلم للجزائر وإفريقيا”، ليضيف: “الجزائر وإفريقيا لا يمكنهما البقاء إلى الأبد في وضع التبعية في خدمة المصالح الاستعمارية الجديدة”، داعيا في نفس الوقت الأفارقة لاتخاذ موقف من هذه التدخلات عبر إلغاء مشاركتهم في قمة فرنسا.

مقالات ذات صلة