-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قال إن التصنيفات لا تُهمه بقدر ما يهمُه المحتوى والرسالة التي يُقدمها..

أنس تينا لمجلة “الشروق العربي”: فيديو “وين بيها” نجح لأنه يُمثل الواقع المُر الذي سئم منه أغلبية الشعب الجزائري !!

رابح علاوة
  • 1737
  • 0
أنس تينا لمجلة “الشروق العربي”: فيديو “وين بيها” نجح لأنه يُمثل الواقع المُر الذي سئم منه أغلبية الشعب الجزائري !!

أثار اليُوتيوبر وصانع الفيديوهات، أنس تينا، مؤخرا، جدلاً كبيرا عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك منذ إطلاقه لفيديو “وين بيها؟”. العمل الذي كانت مُدته أقل من 4 دقائق فصّل في واقع المحتوى الرقمي في الجزائر بطريقة سردية، كما شَخَّصَ سلوكيات سلبية دخيلة على طبيعة المجتمع الجزائري، مُحذرا (أنس) مُتابعيه من الانصياع وراء بعض المحتويات الساقطة التي باتت تُسيطر على عدد كبير من الجزائريين، بدليل أرقام المشاهدات الخيالية التي تحصدها تلك المحتويات.

نجاح كبير جدا ومُستحق لآخر فيديوهاتك “وين بيها”، بصراحة، توقعت كل هذا النجاح وكل هذا العدد الهائل من المُشاهدات؟

بكل صراحة، توقعت لـ “الفيديو” ألا يمُر مرور الكرام، وأن يُحقق نسب مشاهدة عالية، لكن بهذا النجاح الكبير، وبهذا الانتشار وبردود الأفعال الأكثر من رائعة لم أتوقع.. خاصة وأن “الفيديو” حقق نجاحا كبيرا من أول يوم تم طرحه فيه، وبمُشاهدات قياسية فاقت الـ 12 مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة، أيضا عدد “البرطاج” في “الفايسبوك” تجاوز الـ 100 ألف “برطاج”، وهذا إن دّل على شيء، فهو يدُل على أن فيديو “وين بيها” يُمثل الواقع المُر الذي نعيشه “واللي كره منو أغلبية الشعب الجزائري”.

صنّف الكثيرون فيديو “وين بيها” بأنه “ثورة أخلاقية” بسبب اعتبار ما يجري في مواقع التواصل الاجتماعي انحلالًا وتفاهة من قبل بعض المؤثرين حتى لا نقول كُلهم، أنت في أي خانة تضع عملك هذا: صرخة، استغاثة أم ماذا؟

“شوف أخي”، من بين المحاور الأساسية التي ناقشها فيديو “وين بيها” هي مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الفيديو لم يكن موّجها لمواقع التواصل فقط !! بل تطرق إلى ثلاثة محاور: أولا “السُوشل ميديا” وما يحدث فيها من تجاوزات، ثانيا: حاولنا الغوص في عُمق الشارع الجزائري.. بينما المحور الثالث كان عبارة عن رسالة للسُلطات الوصيّة بضرورة التدخل وإعادة ترتيب المشهد من جديد. ثم سأقول لك شيئا مُهما لو سمحت لي..

تفضل..

“الفيديو” حمل بين طياته الكثير من الرسائل، ودق في ناقوس خطر ما هو موجود في مواقع التواصل الاجتماعي من سب ورداءة وانحطاط أخلاقي. وهو ما يناقض القيم والأخلاق التي تربى عليها الشعب الجزائري. وانتشار الفيديو ونجاحه بهذا الشكل الكبير هو نتاج سُخط ورفض فئة كبيرة من الناس لما يحدث في الشارع وعلى المواقع. كما أن “الفيديو” لم يُعمّم كل المواقع، بل قصد المحتويات التي تُحرض على الانحلال الأخلاقي والدعارة. لذا، الفيديو هو صرخة واستغاثة في نفس الوقت ورسالة للسُلطات المعنية لاستحداث سُلطة ضبط خاصة بالمواقع.

رسالتي إلى المؤثرين: “تقدروا تنجحوا بحاجة فيها مُحتوى نظيف” !!

كتب أحد النُشطاء المعروفين “أن فيديو “وين بيها” يستحق الإشادة والتشجيع، لأنه دافع عن الفضيلة وشخّص الانهيار الذي مس البُنية الأخلاقية للمجتمع، بكل جرأة وصراحة”.. سؤالنا: كيف بدأت فكرة “الفيديو” معك؟

تريد الصراحة، الفكرة كانت في رأسي منذ فترة، لأن الانحطاط الأخلاقي في المواقع أو الواقع، الذي هو الشارع، أصبح سمة موجودة. وفي كل مرة، “كنت نقول نصبر نصبر بلاك راني نبالغ”، لكن للأسف، الأمر بلغ درجة لا يُمكن السكوت عنها.. وهنا دعني أقل لك شيئا مُهما.

تفضل أنس..

– من يُتابع فيديوهات أنس تينا جيدا، يعرف أنه مع ختام كل فيديو اعتدتُ على تقديم نهاية جميلة وكلام فيه أمل، لكن في هذا الفيديو بالذات احترت في وضع النهاية المناسبة له !! حيث وبعد تفكير، ختمناه بعبارة “رغم أنو ماعنديش أمل..”. المُهم رسالتي إلى المؤثرين: “تقدروا تنجحوا بحاجة فيها محتوى نظيف”.

في مقابل الرأي السابق، رأى البعض الآخر بأن أنس تينا ليس لديه الحق في نُصح الأطفال والمراهقين حول من يتابعون؟؟ باعتبار أن لديهم حرية التفكير واختيار المحتوى الذي يرونه مناسبًا، ما ردك؟

أولا، أنا لم أقم بالنصيحة !! النصيحة متروكة للأئمة وللناس العُقلاء، ما

قدمته كان تعبيرا عن رأيي في ما يحدث.. وبعض من انتقد عملنا انتقده بحجة التضييق على الحريات، بينما الصحيح أن البعض يختفي وراء هذه الحريات وأهداف أخرى !! نحن في مجتمع جزائري محافظ، وهناك خطوط لا يجب أن نتعداها، على غرار “المثلية الجنسية” الدخيلة على مجتمعنا. هذه الحرية لا نتقبلها قط، تماما مثل كلام السوء لا نتقبله.. ثم حتى في المجتمعات الغربية المتقدمة أضحوا يراقبون اليوم أطفالهم والمحتويات التي يشاهدونها، فما بالك نحن المجتمعات المسلمة المستهدفة من الخارج.

أكثر من 12 مليون مُشاهدة بين “اليوتوب”، “الفايسبوك” و”التيكتوك” في أقل من 24 ساعة.. ماذا يعني لك هذا الرقم: الرسالة وصلت، رقم تاريخي بالنسبة لليوتوبرز في الجزائر أم هو مسؤولية كبيرة الآن على عاتقك؟

تُريد الصراحة !! بالنسبة لي هو لا يعدو كونه رقما، لأنني تعوّدت على تحقيق فيديوهاتي لملايين المشاهدات، المُهم لديّ أن الرسالة وصلت وعبرنا من خلالها عما يدور ويختلج في صدر الكثيرين. أيضا، كنت أتمنى أن يخرج بعض الناس ممن لهم تأثير للحديث في هذا الموضوع، وهنا سأقول لك سرا لم أصرّح به من قبل، حيث وقبيل بدء تصوير الفيديو بأيام، اتصلت بمشاهير ممن لديهم صورة جيدة وتأثير في المواقع لمشاركتي العمل، لكن ولا أحد منهم وافق. خلاصة القول: “وين بيها” نجح ووصل بإمكانيات جد بسيطة للشعب الجزائري، وأنا فخور اليوم بكونه أهم “فيديو” قدمته في مسيرتي منذ بدأتها في 2011.

الكُرة الآن في مرمى “سُلطة الضبط” !!

رغم نجاح العمل وتحقيقه لمُشاهدات كبيرة وعالية، إلا أن البعض كان له مأخذ على بعض المصطلحات، ما تعليقك؟

تُريد الصراحة !!.. شخصيا، لم ألتق بشخص واحد وّجه لي هذه الملاحظة، سواء في الشارع أم من خلال التعليقات. لكن، في مقابل ذلك، دعني أعترف لك بأنني حقيقة استعملتُ أسلوبا وكلمات غير التي كنت أستخدمها في فيديوهاتي السابقة. لماذا؟؟ لأن بعض الكلمات لا تساوي شيئا أمام ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، “ولأن القلب تعمّر كتبت وأنا مقلق بزاااف”..

في اعتقادك، هل ستتحرك السُلطات المعنية بعد هذا الفيديو وتُنشئ سُلطة ضبط لتنظيم المحتوى ومراقبة ما يتم نشره على منصات التواصل الاجتماعي؟

“والله ما دابينا”، أنا رسالتي وجهتها وملايين الناس تفاعلت مع الفيديو، والكرة الآن باتت في مرمى سُلطة الضبط، “أحنا وّجهنا الرسالة ودقينا ناقوس الخطر” وكل ما أتمناه أن تتحرك السُلطات الوصية.

قامت منصة “التيكتوك” بحذف “الفيديو” بعد وصوله لقُرابة المليوني مُشاهدة، قبل أن تعود وتُعيد نشره لاحقا، هل تعتقد أن قوة المواضيع التي طرحتها وإصابتها للهدف، كانت وراء هذا الحذف؟

طبعا، وأعتقد أن السبب أضحى معروفا، وهو تطرقي لموضوع جد حسّاس ألا وهو المثلية الجنسية الذي لم نتعوّد على الحديث أو الغوص فيه !! ولعلمك، فقد سبق ولمّحت لهذا الموضوع في فيديوهات سابقة، وتم حذفها، بسبب “السنيال”.

تم اختراق حسابك على “الإنستغرام” قبل أكثر من سنتين، في اعتقادك من يقف وراء مُحاولات إسكات ومُصادرة صوت أنس تينا في كل مرة؟

لم يخترقوا الحساب، إنما قاموا بحذفه نهائيا !! علما أن الحساب كان يبلغ 4 ملايين متابع وكان الحساب الرجالي الأول والأكثر متابعة وقتها في الجزائر.

هل حاولت استرجاعه؟

حاولت، لكن دون جدوى، لأنه وكما أذكر كنا في وقت فيروس كورونا. علما أن الحساب قاموا بالتبليغ عنه من الجزائر، لكن صراحة السبب الحقيقي “ماعرفتوش وعاودت بديت من الصفر لأني رفضت شراء أي حساب آخر جاهز”.

قبل أكثر من سنة، قدمت “فيديو” تحت عنوان “القهويين” ولقي بعض الانتقادات، سؤالنا: لماذا فيديوهات أنس تينا دائما ما تثير الجدل، وهل ذلك يكون عن قصد؟

بالعكس، فيديو “القهويين” حقق انتشارا كبيرا والأرقام تتحدث عن نفسها، لماذا؟ لأن الفئة التي قصدتها بالفيديو موجودة في المجتمع وتعيش بيننا، وأنا لن أتراجع عن رأيي في فئة تتسبب في إزعاج الناس بصوت الموسيقى المرتفعة في السيارات ومضايقة المصطافين على شاطئ البحر. وردا على سؤالك، أنا لا أقصد إثارة الجدل في فيديوهاتي، وبالأخير، “ما تقدرش ترضي 45 مليون جزائري”.

هذا ما تعلمته من المرحوم العلاّمة “الطاهر آيت علجت”..

سبق وصرّحت عن أمنيتك بأن يعقد العلاّمة المرحوم الطاهر آيت علجت قرانك (فاتحة الزواج)، وقلت أيضا بأنك تربيت على حُبه.. احك لنا عن احتكاك بالشيخ العلاّمة، وما هي أهم القيم التي تعلمتها منه؟

رحمة الله عليه، كان لي الشرف أن التقيت به أكثر من مرة، هو ينحدر من نفس المنطقة التي أنحدر منها. هو من منطقة “تمقرة” وأنا من منطقة “إلماين”، يعني بيننا بضعة كيلومترات، كما تربطني به علاقة عائلية وتربينا جميعنا على حبه وتقديره. تعلمنا منه قيم التسامح وسمة الأخلاق والتمسك بالمبادئ الإسلامية، وفعلا “تمنيت شخصيا يفتّح لي في عرسي” لكن القدر شاء غير ذلك.

بعد فيديوهات “خسارة عليك”، “راني زعفان”، “القهويين”، “وين بيها” وعشرات الفيديوهات الأخرى، عين أنس تينا على أي موضوع الآن؟

تريد الصراحة، لم أفكر بعد “خليني نستمتع بنجاح العمل أولا من بعد ساهل، كما أنه وحتى الآن مازال ما لقيتش موضوع أو فكرة جديدة”. حاليا اشتغل على فيديوهات كوميدية قصيرة، وأكيد عندما تجهز فكرة فيديو بنفس قوة “وين بيها” ستكون أنت أول من يعلم.

ماذا يعني لك تصنيفك ضمن قائمة “أكثر 112 شخصية تأثيرا في الوطن العربي”، وأيضا ترشيحك ضمن قائمة “Global Influence “؟

صدقني، رغم أن هذا التصنيف هو شرف لكل “يوتيوبر”، ولكن التصنيفات لا تهمني بقدر ما يهم المحتوى والرسالة التي أقدمها، خاصة “كي نتلاقى مع ناس تقولي يعطيك الصحة” وتثني على عملي.. هذا الكلام والله عندي أهم من كل التصنيفات صدقني.

كلمة أخيرة لمُحبيك نختم بها هذا الحوار؟

أشكر كل من دعم فيديو “وين بيها” بمُشاهدة أو “برطاج”، كل من تابعوا أنس تينا منذ البدايات.. رسالتي “مازالنا واقفين وهذا بفضل ربي والناس المأمنة بينا، وبإذن الله دايما راح نوصّلوا صوت الشعب ونكونوا همزة وصل إيجابية.. وشكر خاص أيضا لمجلة “الشروق العربي” على هذا الحوار.

من هو أنس تينا..؟؟

أنس تينا، واسمه الحقيقي أنس بوزغوب، مُدّون على موقع “اليوتوب” ومُمثل في سلسلات تلفزيونية و”فيديوهات”. من مواليد الفاتح أوت 1989 بحي القبة بالجزائر العاصمة.

تخّرج أنس تينا من المعهد العالي للتجارة، حيث تحصل على شهادة “ليسانس” في “المناجمنت”، وهو حاصل أيضا على “ماجيستير” في التمويل.

بدأ أنس مسيرته ونشاطه على موقع “اليوتوب” في سنة 2011، وذلك من خلال “البودكاست”، وبفيديوهات لم يكن يُظهر فيها وجهه أو هويته، لتتصل به لاحقا إحدى القنوات الخاصة، وتتعاقد معه على تصوير “فيديوهات”.

يمتلك أنس تينا قُرابة 100 فيديو، أشهرها فيديو “كبش العيد”، الذي فاق 64 مليون مشاهدة على اليوتوب، ويُعتبر أول يوتيوبر جزائري حاصل على جائزة يوتوب الفضية، وأيضا أول يوتيوبر يتحصل على جائزة “يوتوب الذهبية”. وذلك بعد بلوغ قناته على اليوتوب أكثر من مليون مشترك.

عُرف أنس تينا أيضا عبر شبكة الإنترنت، من خلال “السكاتشات” القصيرة، ليصبح بعدها من بين أكثر اليوتوبرس شعبية على منصة “اليوتيوب”.

بالنسبة للجوائز، حصد أنس تينا الجائزة الفضية لليوتيوب عام 2015. وفي مسابقةPod’Rire Awards، حصد لقب “البودكاستور” الأكثر شعبية في الجزائر في سنة 2016.

بعدها بسنتين، تم تصنيفه ضمن الشخصيات الأكثر شهرة في عالم “السوشيال ميديا”، وجاء ترتيبه الرقم 102 في قائمة الشخصيات المؤثرة في العالم، وذلك وفق تصنيف مركز “غلوبل أنفليونس” السويسري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!