الجزائر
رئيس "منتدى الوسطية" أبو جرة سلطاني في منتدى "الشروق":

أهلا بفركوس وبوجدرة.. ولا مرحبا بعلي بلحاج!

الشروق
  • 8956
  • 44
ح.م

أعرب ابو جرة سلطاني رئيس المنتدى العالمي للوسطية عن ترحيبه بانضمام قادة وأتباع مختلف التيارات الدينية والفكرية وعلى رأسهم الشيخ فركوس، وقال “نحن نرحب بانضمام الشيخ فركوس ومستعدون لمناظرته ومحاورته”.

وأكد أبو جرة سلطاني الذي نزل ضيفا على منتدى “الشروق”، أنه سيوجه دعوة للشيخ فركوس لحضور حفل الإعلان الرسمي عن ميلاد المنتدى والأمر نفسه بالنسبة لحمداش، غير أنه رفض انضمام علي بلحاج إلى المنتدى وقال “أنا لا اقبل ان ينضم علي بلحاج للمنتدى فهو يوجد في وضعية غير قانونية”.

وأضاف أبو جرة “من حيث المبدأ، المنتدى لا يقصي إلا من أقصى نفسه أو أقصاه القانون، فمرحبا به كائنا من كان”، وقال أبو جرة “أنا موجود في وضعية قانونية ولا أستطيع التعامل مع من لا يتواجد في وضعية قانونية، فالمنتدى معتمد قانونا وينشط في إطار القانون وهو غير مفتوح امام من لا يملك الصفة القانونية”.

اختراقات فكرية ودينية في بلادنا في المدة الأخيرة، والطبيعة لا تقبل الفراغ

بقايا المأساة الوطنية خلفت كثيرا من التراكمات التي كانت بحاجة إلى اجراءات تكميلية تنظف الساحة الوطنية من زوائدها وتعالج مظاهرها بالقضاء على اسبابها، لكن هذا لم يحدث فطفا على السطح المدخلية والأحمدية والكركرية والمهارشية “وهي فرقة هندية تتصور ان استنساخ الأرواح ممكن”.. كل هذه التيارات لم تجد طرفا يحاورها فانتشرت في الفراغات الشبابية وفي غياب من يستطيع ان يبين لضحاياهم ان البداية قد تكون سهلة مزينة ولكن النهاية وخيمة.

ميلاد المنتدى سوف يحمل على عاتقه جزءا من معالجة التداعيات عبر وسيلتين، الاتصال المباشر بزعمائهم وقادتهم لمحاورتهم ثنائيا فيما يطرحونه من أفكار وما يروجون له من مذاهب وقد نستعين في هذه النقطة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتزويدنا بالخارطة الوطنية.

الوسيلة الثانية هي عقد منتديات متخصصة لبيان حقيقة نشأة الملل والنحل وشبكة انتشارها في العالم وكيف وصلت إلى الجزائر وتقترح وسائل لمعالجتها حتى لا تصبح ظاهرة وطنية عامة وهذا من صميم عمل المنتدى ومستعد لمناظرة أي واحد من زعماء هذه الفرق في الجزائر.

منتدى الوساطة هيئة جزائرية بفكر عالمي

وقال أبو جرة ان المنتدى جزائري وجودا واعتمادا وتنظيما، وعالمي فكرا وطرحا وحوارا، كما أنّ “الجزائر من الدول التي لها جاليات في القارات الخمس حتى في استراليا، إذن مادام هناك جزائريون مغتربون ولهم أفكار ضمن نخب وأدمغة مهاجرة أو مهجرة، هؤلاء نتواصل معهم ويلتقون بنا عبر آليتين، الأولى آلية الحوار المتبادل لننتفع بهم وبخبراتهم وتجاربهم، والآلية الثانية هي أنّ القانون الجزائري لا يمنع فتح فروع في الخارج”، وقال “أنا أفكر جديا في أن تكون لنا فروع للمنتدى في بعض الأقطار الأوروبية والأمريكية والآسياوية”.

ولفت أبو جرة إلى أن المنتدى ليس أداة للوصول إلى مناصب عليا في الدولة، فهو فضاء فكري حواري غير متحزب.
ورحب رئيس المنتدى بكل المقترحات والأفكار، حيث قال “نحن منفتحون في المنتدى على كل من يعرض علينا شيئا سواء أكاديميين أو أحزابا أو سلطة ولنا مكتب وطني نتخذ فيه جميع القرارات بعد دراسة المقترحات دون أن يكون لنا طمع في حاجة معينة”.

وكشف أبو جرّة سلطاني عن تنظيم حفل متواضع لترسيم عمل المنتدى يوم 27 أكتوبر بقرية الفنانين بالعاصمة وسيكون حفلا متواضعا لترسيم العمل وتحضره وسائل الإعلام التي ستكون من أكثر الضيوف وبعض الشخصيات ومن كل بستان زهرة، رجال دين ونقابيون ومختصون ولن يتعدى عدد الضيوف 80 شخصا يتبع بندوة صحفية لطرح الأسئلة والإجابة عنها.

لا علاقة للمنتدى بنداء بوتفليقة لتكوين جبهة وطنية صلبة

نفى أبو جرة سلطاني أن يكون ميلاد المنتدى نزولا عند نداء رئيس الجمهورية في 20 أوت لتكوين جبهة وطنية صلبة أو أن يكون هنالك دور سياسي مطلوب منه تحت غطاء المنتدى، موضحا أن “التزامن مع رسالة بوتفليقة مجرد تقاطع او تزامن لا غير، فالرئيس دعا إلى تشكيل جبهة وطنية صلبة، ولو كان كذلك لانضممنا إلى من تبنوا هذا الخيار، فنحن رفضنا الانضمام، ولنا خيار آخر، وان نؤسس شيئا جديدا بفكر جديد”.

وعقب بالقول “النداء موجود في نفس كل جزائري، وتخريجه يختلف، فالإعلاميون يحلمون بالاستقرار والحريات، وان يتعاون أبناء الجزائر على التطور، وان تكون الحقوق سهلة المنال وفي نفوس الجميع هذه الرغبة والأمنية”.

ونفى أبو جرة وجود أي ترتيب سياسي له علاقة بالمنتدى، غير أن ذلك لا يمنع ان يكون المنتدى منفتحا على جميع الأطياف ومن يعرض أي شيء.

ويضيف “نحن متحررون، نقول رأينا في أي قضية، مواقفنا تحددها الأهداف المسطرة التي صادق عليها المؤسسون”.
ورفض أبو جرة التنسيق مع رئيس حزب حمس عبد الرزاق مقري، حيث قال “نحن لا ننسق مع أي حزب مهما كان حمس أو غيره، لا ننسق مع أي حزب ولدينا شخصيات فاعلة في أحزاب فاعلة، لكن رغم هذا فالمنتدى لا وصاية لأي حزب عليه وهو غير متحزب.

أنا رجل دولة ومحل ثقة لا أحتاج لأن تجرى بشأني تحقيقات أمنية.

ورد أبو جرّة عن سرعة استجابة الداخلية في منح المنتدى الاعتماد، قائلا “لو كنت وزير الداخلية لأسرعت أكثر”.
وبكثير من الثقة تحدث أبو جرة عن شخصه وأنّه محل ثقة واطمئنان ولو طلب منه الانتظار إلى غاية إجراء التحقيقات لوقت أطول لكان هو من رفض قبول تسلم الاعتماد.

وأضاف أبو جرة أنّه يرى نفسه رجل دولة ووزير داخلية ووزير خارجية وانه لا يحتاج إلى أن تجرى بشأنه تحقيقات أمنية، فهو معروف جيدا ويكفي أن يكون وزير دولة سابق من يقترح إنشاء هذا المنتدى وترأسه وانه لما يساهم في شيء يكون قد درس أموره بشكل جيد، ليستطرد قائلا “اعتقد نفسي هكذا بحمد ربي ولا اعتقد انه ما يزال في الجزائر من يجري تحقيقا بشأني”.

لهذه الأسباب جاءت فكرة إنشاء المنتدى العالمي للوسطية

أكد ضيف الشروق أن فكرة إنشاء المنتدى العالمي للوسطية جاءت لأسباب عديدة، بعضها ذاتي، موضوعي وأخرى للحاجة، ولأن واقع الجزائر يفتقد للبعد الثقافي والفكري المتصل بالحوار، فرض الجو السائد ضرورة التفكير في إيجاد هيئة وسطية تجمع العلماني والإسلامي للوقوف على نقاط النور بينهما.

واعتبر أبو جرة سلطاني خلال الندوة التي أشرفت على تنظيمها جريدة “الشروق” الاثنين، السبب الذاتي وراء فكرة إنشاء المنتدى العالمي للوسطية، هي التساؤلات التي استقبلها من طرف الصحفيين والعديد من رجال الجزائر بشأن مستقبله في المشهد السياسي ما بعد الوزارة وحركة مجتمع السلم، مضيفا أن اغلبهم طرحوا عليه فكرة إنشاء ناد حتى ولو يكون محليا، ثقافيا فكريا يرتكز على الحوار، يستطيع أن يستقبل الكل لفتح أبواب النقاش، كانت هي بدايات الفكرة –يقول- أما بشأن الشق المتعلق بالموضوعي، فلأن واقعنا بالجزائر يفتقر للعمق الثقافي في المعالجات الحزبية والسياسية والرسمية، بمعنى أن نوادينا الثقافية –يؤكد- لا تلعب دورها فضلا على أن مفهوم الثقافة بصفة عامة وحتى مفهومها الرسمي لدى الوزارة الوصية يتجه عادة للفلكلور أو للأفلام التي تؤرخ للثورة الجزائرية، فالحاجة الثقافية هنا جعلتنا نفكر في فضاء له بعد ثقافي وله باع في السياسة والاجتماع والاقتصاد.

ويتمحور العنصر الثالث – حسب رئيس مجتمع السلم السابق- بأسفاره في الخارج وحضوره للمؤتمرات الدولية، حيث يتلقى دوريا استفسارات حول النوادي الثقافية، الفكرية الجزائرية أو نواد للحوار التي يمكن لهم الاتصال بها والتواصل معها، هنا أتت فكرة العمل –يؤكد- على سد الفراغ الموجود في الجزائر بإنشاء فضاء، وخلص بعدها النقاش مع من يهمهم الأمر بأن يكون هذا الفضاء عبارة عن منتدى وليس جمعية، وان يكون له بُعد عالمي وليس محلي وينبغي أن يعالج موضوع الوسطية.

دعونا أمين الزاوي وبوجدرة للانخراط في المنتدى

دعا أبو جرة سلطاني كلا من الروائي أمين الزاوي والكاتب رشيد بوجدرة وغيرهما، أن يكونا عضوين بالمنتدى وحضور حفل الإعلان الرسمي، معتقدا بدعوة مثل هؤلاء سوف يتم التوصل إلى إيجاد الفواصل المشتركة بينهم وبين نظرائهم أوسع بكثير من نقاط الخلاف حتى تكون نقاط الظل قليلة مقابل كثرة نقاط النور بينهم، داعيا هؤلاء إلى النقاش في هوامش نقاط النور، أما نقاط الظل فستؤخذ وتُحل –حسبه- نقطة بنقطة إلى غاية الوصول إلى المبتغى.

وصف ما تعيشه الغرفة السفلى بـ”غير المشرف”:
مستعد للوساطة بين بوحجة والنواب إذا طلب مني ذلك

وصف رئيس المنتدى العالمي للوسطية والاعتدال، ابو جرة سلطاني، ما يحدث في المجلس الشعبي الوطني بـ”الصورة غير المشرفة”، وذلك بينما كان بصدد التعليق على الوضع الذي آل إليه وضع الغرفة السفلى للبرلمان.

وقال أبو جرة الذي نزل ضيفا على منتدى “الشروق” أمس: “ما يحدث بالمجلس الشعبي الوطني، صورة غير مشرفة عن المؤسسة الدستورية الثالثة في البلاد، بصرف النظر عن خلفياتها وعمن يقف وراءها، وعن أهدافها وعن المآلات التي سوف تؤول إليها، لأن الرأي العام الوطني والإقليمي والدولي لا ينظرون إلى الأشخاص المتحركين مع او ضد، بل ينظرون إلى مؤسسة تسمى المجلس الشعبي الوطني”.

واوضح سلطاني معلقا على وجود نواب في مهمات خارج البلاد، بينما قاطعوا نشاطات المجلس الداخلية: “الالتزامات الداخلية يمكن أن نسويها بيننا وديا بالحوار، بينما الالتزامات الخارجية الثنائية والمتعددة، سواء برلمانيون زاروا برلمانيين أو في إطار البرلمان العربي أو الإفريقي.. لا ينبغي أن نصدر مشاكلنا المحلية إلى فضاءات إقليمية ودولية تسيء إلى سمعة الجزائر وتحرجنا أمام الراي العام العالمي”.
وأضاف: “أجندة المجلس تم تجميدها، على غرار عمل هياكل المجلس وهذا شأن داخلي، بينما لا يمكن أن يتم تجميد مأموريات العمل الدبلوماسي البرلماني خارج الوطن”، داعيا بالمناسبة إلى “حوار بين رئيس المجلس والنواب من دون واسطة، لتقريب وجهات النظر ولحلحلة النقاط العالقة والاتفاق على مخرج يحفظ هيبة هذه المؤسسة الدستورية، ولا يهين أي شخص من رموز الدولة”.

وعلى غير العادة، بدا سلطاني متحفظا في الرد على الكثير من الأسئلة، في مشهد غير مألوف عن الرجل، ولا سيما ما تعلق منها بالصراع الدائر في الغرفة السفلى للبرلمان، وبقضايا أخرى مثيرة تشهدها الساحة السياسية خلال الأسابيع الأخيرة.

مأساة الجزائر لم تُحل بـ”الكلاشينكوف” وإنما بالحوار

تطرق ضيف “الشروق”، إلى قضية الفكر العالمي الذي أصبح –حسبه- كالمنتجات، يتم صناعته بالمخابر، تعليبه وتصديره مع البضائع، مشيرا أن هناك جهات كثيرة وأفراد ومؤسسات تشتغل بإنتاج الفكر وتصديره وتعليبه وتسويقه بعد الترويج له ليصل إلينا، وهنا –يقول- نجد أنفسنا محاصرين بفكر لا يواجه أو لا بفكر بتاتا، مستدلا ذلك بمأساة الجزائر التي أكد أن عنصرها الأساسي أنها لم تُحل بـ”الكلاشينكوف”.

وقال أبو جرة سلطاني أن اكبر عنصر لعب دورا كبيرا في إحلال السلم والمصالحة الوطنية في الجزائر، فالجزء الحاسم وقتها كان الحوار مع الذين كانوا يعتقدون أن أفكارهم كانت مقدسة، وان موتهم في سبيل الله، وأنهم مجاهدون، كان ينبغي عليهم الاستمرار إلى النهاية، فحصل حوار وجدل ولقاء مهد للفرز مع من اصطلح تسميتهم “المغرر بهم”، أولئك الذين قالوا وقتها أنهم لم يكونوا على دراية على أن ما قاموا به ليس حقا، أما الفرز الآخر بعد تعنت قوم، دخل دور المؤسسة العسكرية حينها، موضحا أن المعارك تُحسم بالحوار، والقناعات الفكرية تواجهها قناعات فكرية، التطرف الفكري لا يعالج بالتطرف الفكري، نحن نفتقر لآلية مواجهة الفكر بالفكر.

حل البرلمان وارد إذا استمرت الأزمة إلى منتصف نوفمبر

لم يستبعد رئيس منتدى الوسطية والاعتدال أن يلجأ الرئيس بوتفليقة إلى حل البرلمان في حال لم يتوصل الطرفان إلى مخرج يعيد المجلس إلى النشاط قبل منتصف نوفمبر المقبل، لأن هناك استحقاقات تفرض ذلك.

وشدد المتحدث على ضرورة تفادي التصعيد وعدم الدفع إلى تدخل الرئيس لحل المجلس: “الدستور يعطي رئيس الجمهورية صلاحية التشريع عن طريق الأوامر.. قانون المالية ليس شأنا وطنيا، بل شأن عالمي قبل أن يكون وطنيا، لأنه يتضمن التزامات تجاه الشركاء في الخارج، كما يتضمن التزامات مالية والتزامات اقتصادية وأخرى تنموية، كما يتضمن التزامات تجاه الجزائريين.

واضاف: “لا يليق أن يبقى الرئيس رهينة لصراع داخلي في مؤسسة دستورية.. إما أن تتعقل هذه المؤسسة وتحسم أمرها قبل منتصف شهر نوفمبر، وإما أن يستخدم السيد الرئيس صلاحياته ويشرع القانون بأمرية، كما يملك أيضا صلاحية أعلى وهي حل البرلمان وفقا للمادة 147 من الدستور.

مقالات ذات صلة