-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أوروبا سلاح الصين في حربها التجارية مع أمريكا

الشروق أونلاين
  • 929
  • 0
أوروبا سلاح الصين في حربها التجارية مع أمريكا

لم تبدأ الصين في إحياء طريق الحرير بعد أربعة قرون من الزمن، لتقطعه أمام أول عائق ينصبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمسك بشعار: “أمريكا أولا”.
شنغهاي نقطة انطلاق عجلة لا تعرف التوقف، عند حدود سور الصين العظيم، شقت طريقها في براري آسيا، وفتحت الأنفاق في جبالها، وفكت طلاسم العقد البحرية، وأمنت المرور عبر قنواتها الضيقة، ومدت سكك الحديد التي وصلت إلى عمق لندن .
طريق الحرير الذي أحيا التراث التجاري الصيني القديم، يغري من يمر في طريقه، حتى أولئك الذين يعانون من التخمة في لعبة الاستيراد والتصدير، استثمار وافد دون رجاء، مليارات من الدولارات، تصب في بنوك تطوير البنى التحتية، المعطلة منذ عقود من الزمن، لا يقوى أحد على رفض عطاءاتها السخية.
72 دولة من آسيا إلى افريقيا، أعطت تأشيرة مرور دائم، للشاحنات والبواخر والقاطرات المارة في طريق الحرير، ومهدت لها المسارات الآمنة دون مساءلة، طالما غذت نهمها الاستهلاكي، وأسكتت مستهلكا يعاني من ضعف القدرة الشرائية، لا يقوى على اقتناء الماركات العالمية، التي تزين واجهات الأسواق في باريس وروما ولندن وبروكسيل ولوس أنجلس.
غذت الصين فقراء شعوب آسيا، وقللت من أثقال البؤس التي أتعبت هامات إفريقيا، كست العراة، ومنحت كل بيت تحفة من طين، وباقة ورد صناعي، تزين زواياه العطشى لمنابع الحياة.
البؤس يعم العالم، والرخاء المالي يتساقط مطرا على شعوب الصين القادرة على حجب نور الشمس لو أرادت، احتياطي الصين من النقد الأجنبى يرتفع إلى 3.073 تريليون دولار فى ديسمبر 2019، رقم فلكي لم تبلغ الولايات المتحدة الأمريكية ربعه، رغم قيادتها لعجلة الاقتصاد العالمي، وصعد اليوان الصيني 1.3% أمام الدولار الأمريكي.
أوروبا المكابرة بخصائصها، وقيود عظمتها المتوارثة من سلالات مندثرة، أضحت اليوم على مرمى الحجر الصيني، ولم تعد بكين تأبه لطول لمسافة الفاصلة بين إقليم شنغهاي وأبعد مدينة أوروبية، طالما ألقت بزهو الماركات العالمية في متاحف القطع النادرة، وتكاد دور الأزياء في باريس تغلق أبوابها.
أوروبا العاجزة اليوم عن الوصول لأكثر المستهلكين ثراء في العالم، باتت عاجزة عن الوصول للمستهلك الأوروبي التقليدي، في ظل أزمات الاقتصاد التي تضرب كبرى دولها، ولم يعد لها بد من الاتكاء على عطاءات “سور الصين العظيم” لتداري عجزها !!
إيطاليا ثالث اقتصاد أوروبي، كانت أول الملتهمين لإغراءات “طريق الحرير” في أوروبا، ضاربة عرض الحائط صيحات المنتقدين، وفرنسا المتعثرة بأزمتها الاقتصادية، ترى في الصين منقذا وهي تستقبل الرئيس شي جينبينغ، فوق أرضية زينت بالبساط الأحمر، داعية إياه إلى العمل سويا على إنشاء عالم اقتصادي متعدد الأقطاب، رغم المخاوف من الطموح الصيني السياسي والاقتصادي الذي قد يمس سيادة الدول الأوروبية التي تعتبر بكين غريما وجب أخذ الحيطة والحذر منه.
الصين الشريك الاقتصادي الثاني للاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة الأمريكية، يبلغ التبادل التجاري بين الطرفين، الأوروبي والصيني، مليارا ونصف مليار يورو، يومياً، بما يجعلها القوة التي تضعف النفوذ الأمريكي، وتقلص من مساحات وجوده، في ظل تنامي المعركة التجارية المستعرة حاليا بين واشنطن وبكين التي ترى في أوروبا سلاحها القادر على كبح جماح الرئيس دونالد ترامب !!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!