الرأي

أوقفوا المعركة.. كلكم منهزم!

جمال لعلامي
  • 1087
  • 1
ح.م

فجأة، غرق نواب “الأغلبية المسحوقة”، و”الأقلية الساحقة”، وقيادات الأحزاب، في الموالاة والمعارضة، في فنجان قهوة مسكّر بأزمة برّ-لمان، ولعلّ أخطر ما في الحكاية، هي محاولة جرّ “الشعب” إلى “معركة مجلس الشعب”، بعدما انفلتت القضية من النواب والأحزاب الخمسة الغاضبة من “عمهم السعيد” الذي رفض الاستقالة رغم اشتداد النيران الصديقة!
الغريب في هذه المعركة أيضا، أن المعارضة تقف مع بوحجة، الذي ترفضه الموالاة التي ينتمي إليها وانتخبته بالإجماع قبل نحو السنة لرئاسة المجلس الشعبي الوطني، والأغرب من ذلك، أن ولد عباس “قائد” بوحجة في الأفلان وصديقه “اللدود”، تحوّل فجأة إلى عدوّه “الحميم”، بعدما رفع عنه “كوفيرطة” الحزب، وأحاله على لجنة الضبط والانضباط!
المصيبة التي “قالتلهم أرقدوا”، هي نظرة المؤسسات الموازية لمؤسستنا التشريعية، بالخارج، لما يحدث بالبرلمان، بعدما بلغ السيل الزبى، ولجأ نواب “غاضبون” من “عمهم المجاهد” إلى غلق باب الهيئة بالسلاسل و”الكادنة” قصد منعه من الدخول وإجباره على الرحيل أو فرض عملية الترحيل في حالة قاوم وأطال عمر المواجهة العجيبة!
حتى المواطنون الذين لا علاقة لهم بالمعركة، ولو ظاهريا، انخرطوا في تفاصيلها، فقد استفاد بوحجة من حملة تضامنية واسعة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وفي المقاهي أيضا، رغم أن أغلبهم لا يعرف “حقيقة” هذه المعركة وخلفياتها وأسبابها وأهدافها!
نقل المعركة بين “أكبرهم سنّا” ومجموعة من “أولاده” الذين بايعوه وكانوا لا يرفعون صوتهم في وجهه ويستمعون إلى نصائحه وإرشاداته، ولا يردّون له طلبا، ولا يسمعونه عيبا، نقلها إلى الشارع، هي انحراف “غير برلماني”، فمن ارتشاف بوحجة القهوة في ساحة اودان، إلى اعتصام نواب بزيغوت يوسف، وإجبار المواطنين العابرين على التفرّج وعلى المباشر، كلها أفعال وأقوال ترسم سلسلة من علامات التعجّب!
كان من اللائق أن تـُدار المعركة النيابية داخل أسوار “قصر الشعب” الذي لا يدخله الشعب، إلا لزيارة نائب هرب من ولايته، لكن أن تـُرمى هذه المواجهة من ذاك (بوحجة) وهؤلاء (نواب)، إلى خارج هذا القصر المطلّ على “لابيشري”، فإن الموضوع يصبح دافعا للقول بأن في الأمر إنّ وأخواتها!
صوت العقل والحكمة، يقول إنه مهما كانت نتائج ما يحدث منذ قرابة الشهر، ومهما كان الخاسر والرابح، فإن ما حصل لا يشرّف سمعة برلمان من المفروض أن يكون ناقلا لأنين المغبونين، ووجها جميلا للبلد، وقاضيا يعدل بين الجميع ومدافعا عن القانون والمؤسسات والدستور!

مقالات ذات صلة