-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحبس النافذ لـ 11 متهم في امتحانات "البيام"

أولياء وأساتذة يورطون تلاميذ قصر في الغش!

كريمة خلاص
  • 5579
  • 0
أولياء وأساتذة يورطون تلاميذ قصر في الغش!
أرشيف

رغم تشديد العقوبات ضد حالات الغش في الامتحانات النهائية وتعديل قانون العقوبات منذ 3 سنوات بتسليط إجراءات صارمة ضد المتلاعبين بمصداقيتها ونزاهتها، إلا أن الأمر لا يسلم من تسجيل بعض الحالات التي يكون مصيرها السجن، على غرار ما سجل في امتحان شهادة التعليم المتوسط “البيام” التي انتهت يوم الخميس الماضي، حيث شهدت بعض ولايات الوطن حالات غش كان الأهل شركاء فيها ما جعلهم يقعون هم أيضا تحت طائلة تلك العقوبات التي أدانت في المجمل فاعليها فوريا بعام سجنا نافذا.
وتعد هذه الحالات والأحكام الصادرة رادعا حقيقيا لطلبة البكالوريا الذين يستعدون لاجتياز الشهادة هذا الأحد 11 جوان، كما أنها تجدد الالتزام بالتصدي لحالات الغش والتسريب والعمل على ضمان نزاهة الامتحانات وتجنب ضرب مصداقيتها، وإلى جانب العقوبات القانونية تتّخذ السلطات إجراءات أخرى لتعطيل تدفق الانترنيت وقطعه أثناء الامتحان، خاصة في امتحان شهادة البكالوريا التي يستعد لاجتيازها هذا العام 790.515 مترشحا.

غشّاشون في شهادة “البيام” يودعون السّجن مع شركائهم
تم تسجيل بعض حالات الغش في شهادة “البيام” عبر عدد من ولايات الوطن، التي اتخذت بحقها التدابير القانونية المنصوص عليها في قانون العقوبات، حيث أدانت محكمة تيبازة، يوم الخميس، أربعة أشخاص بعام حبسا نافذا و50 ألف دج غرامة مالية لكل واحد منهم مع مصادرة جميع المحجوزات، لتورطهم في قضية غش خلال الامتحانات الرسمية لشهادة التعليم المتوسط.
وتمت متابعة المعنيين وفقا لإجراءات المثول الفوري، ويتعلق الأمر بـ”ب أ ي” و”ب أ ك” و”ب ي” و “ب خ”.
وأوضح بيان لوكيل الجمهورية محكمة تيبازة أنّه تمّ ضبط مترشحين اثنين يغشان بواسطة هواتفهما النقالة، توصلت التحريات إلى أن أحدهم تلقى إجابة الامتحان من طرف والدته، بينما تلقى المترشح الثاني الإجابة من طرف أستاذة بدون عمل.
وشدّد البيان على أن مصالح نيابة محكمة تيبازة، تبقى مجندة لمكافحة ظاهرة الغش في المسابقات والامتحانات الوطنية.
وفي ولاية بجاية أوقفت فرقة الشرطة القضائية بالأمن الحضري الثاني ممتحنة تورطت في قضية الغش في امتحان شهادة التعليم المتوسط ، باستعمال أجهزة إلكترونية (سماعات أذن لاسلكية) غير مرئية.
وأثبت التحقيق مع المشتبه فيها تورط شقيقتها التي كانت تملي عليها أجوبة الامتحانات، وقد تم إنجاز ملف جزائي ضد المشتبه فيهما لأجل قضية المساس بنزاهة الامتحانات بوسائل الاتصال عن بعد، وتم تقديمهما أمام الجهات القضائية المختصة، أين صدر في حقهما عقوبة عام حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 50000 دج مع مصادرة المحجوزات.
وفي نفس السّياق أدان مجلس قضاء تيسمسيلت، يوم الخميس، شخصين بعقوبة عام حبسا نافذا و10 ملايين سنتيم غرامة مالية نافذة، بعد متابعتهما بجنحة تسريب أجوبة امتحان شهادة التعليم المتوسط.
وحسب بيان نيابة الجمهورية لدى ذات الهيئة القضائية، فقد تم ضبط أربعة مترشحين قصر في حالة تسريب لأسئلة وأجوبة امتحان مادة العلوم الطبيعية باستعمال جهاز البلوتوث، ويتعلق الأمر بكل من (ب. ش) و(ب.ع) و(ف. ع) و(ع. ع)، حيث كان المترشحون على تواصل مع المدعو (ب. س) و(ب. ا) من خارج مركز الامتحان عبر جهاز هاتف نقال لتسريب الأجوبة.
وبعد إتمام إجراءات التحقيق تم تقديم أطراف القضية أمام وكيل الجمهورية الذي أحال المتهمين البالغين أمام قاضي الجنح بموجب إجراءات المثول الفوري من أجل جنحة المساس بنزاهة الامتحانات عن طريق تسريب أجوبة امتحانات التعليم المتوسط أثناء سير الامتحان طبقا لنص المادة 253 مكرر 06 من قانون العقوبات.
كما تم إحالة ملف المتهمين القصر كل من (ب. ش)، (ب. ع)، (ف. ع)، (ع. ع) بموجب عريضة افتتاحية أمام قاضي الأحداث عن نفس الجنحة، ليتم بعد سماعهم إصدار أمر بإخضاعهم لالتزامات الرقابة القضائية.

“ساتاف”: إعادة النظر في إعداد الامتحانات أفضل طريقة لمحاربة الغش
وأفاد عمورة بوعلام الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين “ساتاف” أنّ سنّ القوانين يقلّل من ظاهرة الغش، لكنه لا يقضي عليها تماما، مستدلا في رأيه بالقوانين الجزائرية العديدة التي تحارب المخدرات والسرقة والجريمة فهي رغم وجودها منذ سنوات عديدة وعقوباتها الصارمة لم تستطع القضاء على مختلف الآفات التي وجدت لمحاربتها، وعليه فإن الشخص المعتاد على الجريمة أو الغش لن يمنعه القانون ويواصل محاولاته ظنا منه أنّه سيفلت منه.
ويؤكد عمورة أنّ “الغش قديما لم يكن متاحا وسهلا، لأن الأسئلة كانت مبنية على الذكاء والتحليل والنقاش، أمّا اليوم فحتى تمارين الرياضيات والفيزياء أصبحت تحفظ.. أصبحنا نرى نماذج اختبارات متكررة لسنوات ماضية والتلاميذ أصبحوا يحفظون حلول التمارين…”
وأضاف المتحدث أنّ “الجامعة الجزائرية في الثمانينات كانت تتيح للطالب الاستعانة بالمراجع في الحل والأستاذ كان يخرج خارج القاعة ولم يكن الطالب قادرا على الغش فالجميع منشغل في حل اختباره وحتى الذين قد تستعين بهم لا يستطيعون المساعدة…”
وطالب الأمين العام لـ”ساتاف” بإعادة النظر في تصميم وإعداد مواضيع الامتحانات وقبل ذلك يجب إصلاح المنظومة التربوية بإصلاح البرامج والمناهج وهو الأمر الذي طالبت به النقابة منذ سنوات.
وتأسّف المتحدّث لبعض التصرفات والسلوكيات من قبل الأولياء والأساتذة الذين يتواطأون في عملية الغش مع المترشحين.
وأوضح عمورة بأنّ مختلف الآفات والظواهر السلبية التي تنخر قطاع التربية سبق للشركاء الاجتماعيين مناقشتها ودراستها مع الخبراء وممثلي وزارة التربية في سنوات سابقة وتقديم رؤية عن ميكانيزمات وآليات التصدي لها، لكنها لم تكلل بإرادة حقيقية للذهاب نحو مؤسسة عمومية ذات جودة…

بهلولي: حماية الأحداث لا تعني إعفاءهم من عقوبة الغش في الامتحانات
بدوره أكد المحامي ابراهيم بهلولي أنّ الغش أو تسريب الامتحانات يدخل في باب الأعمال غير المشروعة قانونيا التي يعاقب عليها قانون العقوبات الذي تم تعديله بعد تفشي الظاهرة وجاء ليؤكد أن تشديد العقوبة التي قد تصل إلى 4 سنوات حبسا نافذا إلى جانب العقوبة التكميلية كالإقصاء أو الشطب إذا ثبت فعلا الجرم وفق أركان جريمة التسريب أو الغش.
وتكون الأحكام فورية في مثل هذه الحالة، لأنّها تعتبر من جرائم التلبس التي يفصل فيها على الفور، لأنها تخضع لإجراءات المثول الفوري الذي استحدث في السنوات الأخيرة بسبب تنامي حالات الغش، فبمجرد ضبط المتهم يعرض مباشرة أمام النيابة التي تعرضه في اليوم نفسه على قاضي الموضوع الذي قد يفصل في أول جلسة أو في الجلسة الثانية وعادة ما يطلب المتهم التأجيل، غير أنّ القاضي يرى عكس ذلك ويأمر بإيداعه المؤسسة العقابية. ويصدر بحق المساعد أو الشريك في الغش والتسريب نفس عقوبة الفاعل الرئيسي..
ولأنّ الغش أو التسريب في جميع الأطوار التعليمية يمثل الفئة الهشة أو ما يعرف بـ”الحدث” يقول المحامي بهلولي فإن المشرع خصّه بإجراءات الحماية الإجرائية والحماية في المحاكمة، لكن هذا لا يعني أنها تعفيه من العقوبة، فهنالك قانون خاص بفئة الأحداث وينص على عقوبات معينة منها عقوبات سالبة للحرية وأخرى غير سالبة كالتوبيخ أو وضعه في مراكز إعادة التأهيل، وقد تسلط عليه عقوبات أصلية أو عقوبات تكميلية، والأمر نفسه للشريك، حسب الفئة التي ينتمي إليها…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!