-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في الوقت الذي يتركونهم في أماكن بعيدة دون رقابة

أولياء يبالغون في الحرص على مرافقة أبنائهم إلى المدرسة

سمير مخربش
  • 756
  • 0
أولياء يبالغون في الحرص على مرافقة أبنائهم إلى المدرسة
أرشيف

يبالغ بعض الأولياء، في توصيل أبنائهم إلى المدرسة، والحرص على مرافقتهم وانتظارهم، في خطوة يغذيها الخوف الذي يزول في مواطن أخرى يغيب فيها الطفل عن المنزل دون أن يراقبه أحد.
هي صورة تعكس التناقض الذي يعيشه العديد من الأولياء الذين يتابعون كل كبيرة وصغيرة عندما يستعد أبناؤهم للذهاب إلى المدرسة، فتجدهم يحرصون على إعدادهم للدراسة وتوفير كل اللوازم بما فيها اللمجة، ثم يرافقونهم إلى المؤسسة التربوية وأفئدتهم معلقة بحركاتهم في الطريق وعند دخول المدرسة، ثم تجد نفس الأولياء في الموعد عند خروج التلاميذ.
هذه العادة ترافق الأولياء كل يوم من أجل أبنائهم الذين يدرسون في الطور الابتدائي، ومرارتها تزداد عندما تكون المدرسة بعيدة عن المنزل، فيزداد الفزع كلما تأخر الولي عن موعد خروج ابنه من المدرسة، فالتحاق التلميذ بالمدرسة أضحت مهمة شاقة لكلا الوالدين ومتعبة بدنيا ونفسيا ويتطلب مرافقة لصيقة تتكرر أربع مرات في اليوم، وأي خلل عند خروج التلميذ أو التأخر عن الموعد يعني حالة طوارئ تزعزع العائلة بكاملها.
وتحرص بعض الأمهات الماكثات في البيت على القيام بهذه المهمة بانضباط كبير، لكن نفس الأمهات لا يترددن في إرسال أبنائهن لشراء بعض اللوازم من محلات أبعد من المدرسة، ولا ينتابهن ذلك الخوف الذي يحاصرهن عند ذهاب الأبناء الى المدرسة، فتلك الأم التي تفزع عند تأخرها عن موعد خروج ابنها من المدرسة، لا تتردد بعدها في إرساله لشراء الخبز من المخبزة البعيدة عن المنزل.
وعن هذه المهمة، تقول سيدة التقيناها بالقرب من مدرسة ابتدائية بسطيف، بأن مرافقتها لابنتها عند الذهاب الى المدرسة أمر مقدس، لأنها تخاف عليها من أي مكروه، كأن تتعرض لاعتداء من طرف بعض المنحرفين أو لسرقة بعض ممتلكاتها، وتؤكد محدثتنا أن الخوف أيضا من حوادث المرور والسيارات المسرعة التي قد لا ينتبه لها الأطفال. وأما ولية أخرى، فقد كانت صريحة حيث تقول بأن مرافقتنا لأبنائنا فيها شيء من الخوف عليهم، لكن الهدف أيضا هو الالتقاء والتجمع عند مدخل المدرسة لتبادل أطراف الحديث، وهي عملية اعتادت عليها الأمهات خاصة الماكثات في البيت، واللواتي يتعمدن الخروج لكسر روتين البيت وملء الفراغ وتغيير الأجواء.
ومن جهتهم، يؤكد مدراء المدارس الذين تحدثنا معهم بأن ظاهرة انتظار التلاميذ عند مدخل المدرسة أصبحت مزعجة إلى حد ما، وتحكمها الفوضى خاصة من طرف الأمهات اللواتي يأتين قبل الموعد من أجل التجمع وتحويل المكان إلى نادي للالتقاء، وبعضهن يتزاحمن أمام الباب ويعرقلن عمل أعوان المدرسة، بل يتسببن أحيانا في إيذاء التلاميذ وعدم السماح لهم بالخروج بأريحية، ولذلك بادر العديد من المدراء بوضع أعمدة ومتاريس تحول دون اقتراب الأولياء من باب المدرسة، وهو الإجراء الذي يوشك أن يعمم على المؤسسات التربوية. ويضيف محدثونا، بأن هناك مبالغة في الحرص على مرافقة التلاميذ من طرف الأولياء خاصة أولائك الذين يقطنون بالقرب من المدرسة وأبناؤهم يقضون أوقات فراغهم بعيدا عن المنزل دون مراقبة.
وأما الأستاذ مصطفى سالمي، وهو مفتش في التربية، فيقول بأن على الأولياء مرافقة أبنائهم في الدراسة، ومتابعتهم من حيث التركيز والاستيعاب للدروس وحثهم على الانضباط وأداء الواجبات المنزلية، ولا يقتصر دورهم على التوصيل فقط، كما على الأولياء أن يتفهموا دور المدير والأعوان في المدرسة والذين يحرصون على سلامة التلاميذ ويضمنوا لهم الخروج في ظروف حسنة، وهم الذين يتولون تنظيم عمليتي الدخول والخروج. وهناك أنانية، يقول محدثنا، من بعض الأولياء الذين يفضّلون أن تكون المعاملة الحسنة مع أبنائهم فقط دون غيرهم، كما أن بعض الأولياء يقومون بركن سيارتهم في مدخل المدرسة ويعرقلون حركة التلاميذ وهذا أمر فيه مبالغة وغير مقبول. ويؤكد محدثنا على الأولياء للتحلي بالصبر والنظام وعدم المبالغة لأن المدرسة تحرص على سلامة كل التلاميذ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!