الجزائر
مع عودة 6 ملايين تلميذ ابتدائي إلى مقاعد الدراسة الأربعاء

أولياء يلوّحون بالمقاطعة.. وحالة استنفار قصوى بوزارة التربية!

نشيدة قوادري
  • 3679
  • 5
أرشيف

يلتحق الأربعاء، قرابة 6 ملايين تلميذ في الطور الابتدائي، بمقاعد الدراسة، لاستئنافها حضوريا في ظروف صحية استثنائية، بعد توقف اضطراري ناهز الثمانية أشهر كاملة، بسبب أزمة الوباء التي تسببت في غلق المؤسسات التربوية وطنيا.

في حين رفض بعض الأولياء المغامرة بأبنائهم، إذ قرروا مقاطعة الدخول المدرسي الأول وإبقاء أبنائهم بالمنازل إلى حين تحسن الوضعية الوبائية.

وعشية الدخول المدرسي للموسم الدراسي 2020/2021، وجد مديرو المدارس الابتدائية التي تعمل مؤسساتهم بنظام “الدوامين”، أنفسهم في ورطة يصعب الخروج منها، بعدما تعذر عليهم إنجاز وإعداد جداول توقيت جديدة، والتي لا بد أن تخضع للمعايير الجديدة المتمثلة أساسا في فرض تطبيق ما يصطلح عليه “بالتباعد الاجتماعي” الوقائي لتجنب الاحتكاك والعمل بنظام “التفويج” بتقسيم الفوج التربوي الواحد إلى مجموعتين أو ثلاث مجموعات، وذلك بسبب الصعوبات التقنية العديدة التي واجهتهم في الميدان، خاصة في ظل انعدام العمليات التكوينية في مجال التنظيم التربوي، والنقص الفادح في الحجرات “قاعات الدراسة” مقابل ارتفاع عدد الأفواج التربوية.

أولياء خارج مجال التغطية عشية الدخول.. وخلايا “تفتيش” شكلية

ونصبت وزارة التربية الوطنية “خلية متابعة” مركزية، يرأسها الأمين العام للوزارة، والتي تسهر على متابعة الدخول المدرسي ولاية بولاية ومنطقة بمنطقة، ليتم التدخل بصفة مستعجلة لتسوية المشاكل بصفة آنية، فيما تم تنصيب “خلايا الدخول المدرسي” على مستوى مديريات التربية للولايات، والتي يرأسها مدير التربية للولاية، بالمقابل، فقد تم تنصيب خلايا “متابعة” أخرى تضم مفتشي التربية الوطنية تخصصي “إدارة” و”تنظيم تربوي”، والتي شرعت مؤخرا في التواصل مع الأولياء عبر كل الوسائل المتاحة من “فايس بوك” وهاتف ورسائل نصية قصيرة، لشرح الشروط الجديدة التي سيتم تطبيقها بدءا من الدخول المدرسي القادم، لضمان عودة أبنائهم في ظروف آمنة جدا، غير أن دور هذه الخلايا يبقى شكليا فقط وليس فعالا، على اعتبار أن عددا كبيرا من الأولياء وجدوا أنفسهم خارج مجال التغطية، عشية الدخول، إذ لم يتم تبليغهم بجداول التوقيت الجديدة الخاصة بالدخول والخروج، إلى حد كتابة هذه الأسطر.

وفي نفس السياق، قالت مصادر “الشروق”، إن عددا معتبرا من الأولياء يرفضون المغامرة بأبنائهم خاصة في ظل تطور الوضعية الوبائية في الآونة الأخيرة، وذلك عقب تسجيل ارتفاع يومي في عدد الإصابات المؤكدة، إذ قرروا عدم إرسالهم إلى الدراسة، ومقاطعة الدخول الأول الذي ينطلق اليوم الأربعاء، وتأجيله مبدئيا إلى غاية الـ4 نوفمبر المقبل وهو تاريخ عودة تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي إلى مقاعد الدراسة.

من جهة أخرى، رصد ولاة الجمهورية موارد مالية معتبرة، بمناسبة الدخول المدرسي للسنة الدراسية المقبلة، تم تخصيص جزء كبير منها لإنجاز عمليات تعقيم وتنظيف المؤسسات التربوية على المستوى الوطني، بحيث بلغت نسبة التعقيم وطنيا 80 بالمائة، بالإضافة إلى الهبات التضامنية الكبيرة للجمعيات الخيرية، التي ساهمت بشكل كبير في تزويد المدارس بالأقنعة الطبية ومختلف وسائل الوقاية من الفيروس، لحماية قرابة 10 ملايين تلميذ من العدوى على الأقل خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

وبخصوص التأطير التربوي، تواجه عديد المدارس الابتدائية على المستوى الوطني، مشكل العجز الكبير في أساتذة مادة الفرنسية، عشية انطلاق الدخول المدرسي المقبل، الأمر الذي سيدفع بالمديرين إلى الاستعانة بخدمات الأساتذة المستخلفين والمتعاقدين، والشروع في تعيينهم في مناصب شاغرة بعقود عمل “مؤقتة” لمدة سنة، لتجنب ترك التلاميذ دون دراسة.

بالمقابل، وجهت الوصاية تعليمات صارمة لمفتشي التربية للإدارة تحثهم من خلالها على ضرورة متابعة وضعية التمدرس عن قرب، ورفع تقارير يومية للوصاية حصريا عبر الأرضية الرقمية، ليكون وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، على اطلاع تام وآني بكل مشاكل الدخول ومن ثمة التدخل بصفة مستعجلة لتسويتها تفاديا لتفاقمها.

مقالات ذات صلة