-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حكايات المونديال

أول حاضن وأول فائز.. أورغواي بلد صنعته كأس العالم

ب.ع
  • 527
  • 0
أول حاضن وأول فائز.. أورغواي بلد صنعته كأس العالم

إلى غاية عام 1930 لم تكن كلمة أورغواي، تعني أكثر من بلد، غالبية الناس لا تعرف له موقعا، أو معنى أصلا، ولكن دفاع هذا البلد لأجل احتضان أول كأس عالم في تاريخ اللعبة على أرضه، قلب الحكاية رأسا على عقب، فكل المنتخبات الأوروبية التي سافرت بحرا عبر الباخرة لأجل المشاركة في أول كأس عالم وهي فرنسا ويوغوسلافيا وبلجيكا ورومانيا، كانت تتصور أن أورغواي يقطنها هنود حمر، لتتفاجأ ببلد شبيه بأوربا، غالبية سكانه من أصول أوروبية، ومرّت الدورة الأولى بردا وسلاما رغم فقر البلد الذي لم يكن يقطنه سوى مليون نسمة في بلد مساحته 176 ألف كلم مربع، وهو أقل بقرابة 15 مرة من الجزائر، وأكثر من ذلك تمكّن هذا البلد من التتويج بالمونديال على أرضه بعد فوزه على الجارة الكبيرة الأرجنتين.

وأصبحت أوروغواي بلدا معروفا، ما زال يطمح في العودة لاستضافة كأس العالم بعد مرور قرابة قرن عن أول مونديال، وعدد سكانه حاليا دون ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة، وهو دون عدد سكان الجزائر العاصمة، ولكن قوة أورغواي أنه بلد محاط برّيا ببلد واحد هو البرازيل، التي تتنفس كرة القدم وأصبحت قوة اقتصادية عالمية كبيرة، كما تجمعه بالأرجنتين ثاني بلد كروي في العالم مسطحات مائية تضع أورغواي الكروية جارة لأكبر بلدين في عالم الكرة، ويتمتع أنصار المنتخب الأبيض والأزرق بعشقهم الكبير للكرة ففي دورة البرازيل 2014 استعملوا سياراتهم للتنقل إلى فورتاليزا وساو باولو وناتال، وهي المدن البرازيلية التي احتضنت مباريات أورغواي، كما أن أورغواي ضمت دائما نجوما من الطراز العالي مثل كافاني وسواريز وكانت دائما منجما للاعبي الكرة الكبار، وكادت في مونديال جنوب إفريقيا عام 2010 أن تفعلها، عندما بلغت الدور النصف النهائي وخرجت أمام هولندا، وهي بلد استثنائي فهي الأصغر ضمن كل المتوجين الذين لا يقل عدد سكان بلدانها عن الخمسين مليون نسمة، بينما تضرب أورغواي للبلدان الصغيرة مثلا عن تحدي الصغار، بكونها أحرزت كأس العالم مرتين، وصار تواجدها من الأمور العادية في كأس العالم، وانتقلت أحيانا إلى المنافسة بقوة، وكان اختيار جول ريميه رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم البلد اللاتيني لاحتضان كأس العالم من أجل عدم الوقوع في إحراج اختيار هذا البلد الأوروبي أو ذاك، إضافة إلى كون القارة الأوروبية كانت تعيش إرهاصات الحرب العالمية المدمرة، فاستغل هذا البلد الصغير الفرصة كاملة، وبصم على وجوده وتحوّل من بلد صغير، يُعرف بفقره في موارده الباطنية وقوته الزراعية، إلى بلد كبير في عالم كرة القدم، لم تستطع انجلترا التي بدأت فيها اللعبة، من منافسته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!