أول كتاب يسلط الضوء على فضيحة تجسس المخزن على الاتحاد الأوروبي

يقدم كتاب “بيغاسوس مملكة التجسس” للصحفي والحقوقي الجزائري منصور قدور بن عطية نظرة استقصائية لفضيحة القرن، حيث يعمل المؤلف على الوقوف على الفضيحة التي كان المخزن المغربي بطلها، حيث يعتبر الكتاب الأول من نوعه الذي يقتفى اثر هذه القضية.
صدر الكتاب بحر هذا الأسبوع عن دار الوعي للنشر والتوزيع بالجزائر العاصمة، وفيه يعمل المؤلف على تتبع فضيحة التجسس باستخدام برنامج بيغاسوس الذي طورته الشركة الإسرائيلية “أن أس أو” واستعمله المغرب ودول أخرى عن كثب على الأصدقاء، الجيران قبل الخصوم السياسيين.
وبالرغم من مرور زهاء 20 شهرا على الوقائع التي صدمت العالم، لا يزال المغرب الذي عرته فضيحة جديدة هي فضيحة الرشاوى الأوروبية في حالة إنكار فج أو تقمص بائس لدور الضحية مع أنه لم يغير منذ سنوات طريقة تعامله مع مثل هذه الأحداث فهو يحاول تكميم الأفواه واستخدام العاطفة استعدادا للهجوم القضائي على الجميع وإغراق الفضاء المحلي بأطروحة المؤامرة.
ويتضمن هذا الكتاب الذي يتكون من ثلاثة أجزاء، 22 فصلا تتطرق إلى السياق التاريخي للأحداث المتعلقة ببرنامج التجسس بيغاسوس بداية من التحقيق الدولي الذي كشف عن قرابة 50 ألف رقم هاتفي مستهدف ووصولا إلى قائمة هآرتس الإسرائيلية التي تتضمن 1.400 مستهدف مؤكد أي بين 18 جويلية 2021 ونهاية يناير 2022.
ويقول المؤلف انه اعتمد على خبرته المهنية التي تقارب عقدين من الزمن “على المنهج الوصفي والتاريخي لربط الأحداث بشكل منهجي وإيصالها للقارئ بطريقة بسيطة وسلسة، وعلى المنهج التحليلي لفهم خلفيات هذا التجسس وأغراضه الأساسية والفئات المستهدفة (القائمة الزرقاء والقائمة المغربية) وطبيعة المعلومات التي يحاول المخزن الوصول إليها تم استعمالها في وقت لاحق”.
وينتقل القارئ لهذا الكتاب الذي يقع في 300 صفحة من فصل إلى آخر وهو مزود بالوثائق ولاسيما القصص الخبرية الثلاثين المتعلقة “بمشروع بيغاسوس” (التحقيق الدولي) التي تم نشرها من قبل 18 منظمة ووسيلة إعلام دولية في 10 بلدان (زهاء 110 مقال في مختلف المنافذ الإعلامية المشاركة في هذا التحقيق).
ويشير بن عطية انه اعتمد على مادة صحفية لنحو 30 منفذا إعلاميا دوليا وإقليميا وعلى المصادر الصحفية في المغرب والجزائر وبعض الدراسات العلمية لمتابعة تطورات هذا الحدث، حيث خصص الجزء الأول من الكتاب للحدث عن برنامج التجسس الإسرائيلي الالكتروني ولمشروع التحقيق الدولي، ثم تطرق لردود الأفعال في الجزائر والصحراء الغربية وفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، كما توقف عند تعقيبات المنظمات الدولية والإقليمية وبعض الضحايا قبل أن يقوم في الجزء الأخير بتفكيك أغراض هذا الاختراق الكبير للخصوصية وللحقوق الإنسانية الأساسية.
ويعتبر هذا الكتاب الأول من نوعه في مسيرة الصحفي الذي صدر له قبل ذلك ثلاثة كتب متخصصة في قوانين الصحافة وتشريعات الإعلام هي “الصحفي المحترف بين القانون والإعلام” في 2016 و”مدونة الإعلام في الجزائر” في 2018 و”الإعلام العمومي في الجزائر” في 2022.