-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الظاهرة تحولت إلى عبء على ميزانية العائلات

أياما بعد الدخول الرسمي.. موسم الدروس الخصوصية ينطلق!

إ. بوشليق
  • 351
  • 0
أياما بعد الدخول الرسمي.. موسم الدروس الخصوصية ينطلق!
أرشيف

صار تهافت بعض الأساتذة، وحتى الذين لا يشتغلون في مهنة التدريس، على استقطاب التلاميذ، ومترشحي البكالوريا على وجه الخصوص، أمرا مألوفا، وزاد إقحام اللغة الإنجليزية إلى جانب اللغة الفرنسية في السنة الثالثة ابتدائي ليُظهر مزيدا من محترفي الدروس الخصوصية التي صارت تعني جميع الأطوار من دون استثناء من الابتدائي إلى القسم النهائي، ولا تكاد تخلو عمارة من معلقات إشهارية للدروس الخصوصية التي يروّج لها على مواقع التواصل الاجتماعي ليل نهار.
فهلال الدروس الخصوصية هلّ هذه السنة مبكرا، أين دخل هذا “الزائر” غير المرغوب فيه، بيوت العائلات الجزائرية بدون استئذان، وبالتالي ازدادت هموم العائلات وأعباؤهم، كلما أقبل عليهم حلول الموسم الدراسي. يقول يوسف وهو مساعد صيدلي للشروق: “الأعباء المالية والنفسية والعصبية التي تجرّني إليها الدروس الخصوصية لأبنائي الثلاثة صارت تؤلمني وتصيبني بالوهن والأرق، فأنا غير مقتنع بها ولكنها مفروضة علي، من أجل إراحة ضميري”.
ولا توافقه في الرأي زوجته، وهي عضو بجمعية لأولياء التلاميذ، وتقدم نماذج لناجحين كانوا يستعينون بالدروس الخصوصية وهي عضو في جمعية لأولياء التلاميذ: “عندما يتابع الأولياء مستوى أبنائهم جيدا، يمكنهم توجيههم واختيار الأستاذ المناسب الذي يحقق لهم التفوق أو اللحاق في المواد التي يعاني منها”، ويقاطعها زوجها يوسف: “نحن نخصص للدروس الخصوصية جزءا مهما من ميزانيتنا، حتى لا نحرم أبناءنا من فرصة التدارك والنجاح، لكن الكثيرين يركضون وراءها من أجل المفاخرة والمباهاة، وإرضاء الضمير، أمام أبناء يريدون النجاح ولا يبذلون العرق في سبيله”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة هذه الدروس التي ارتفعت هذا الموسم، صار عبئا على ميزانيات البيوت، كما قال السيد نوفل براهمي وهو تقني سامي في الميكانيك، أين يضطر أحيانا للاستدانة لتوفير نفقاتها، ويسارع لحجز المدرّس في العطلة الصيفية، وقبل بداية العام الدراسي، لكي يطمئن قلبه، بأنه قام بواجبه ولم يقصّر، على قناعة منه بأن الدروس الخصوصية هي الضمان لنجاح الابن وتفوقه، إذن هذه الظاهرة مسؤول عنها النظام التعليمي نفسه، والمدرسة والمدرّسون – بحسب رأيه، ويتابع قائلا: “يشتكي البعض من تدنّي مستوى التعليم في الجزائر، وفي الفترة الأخيرة ظهر أساتذة لا يمتلكون لا الخبرة ولا الدراية بالتدريس القويم، مما ينعكس سلبا على التحصيل العلمي للتلميذ، فيدفعه ذلك للاستعانة بمدرس خصوصي لكي لا يحرم الأب والابن معا من فرحة النجاح في نهاية الموسم الدراسي، كما أن البعض منهم أصبحت الدروس الخصوصية عندهم شرّا لابد منه، لأن الطالب لا يستوعب شرح المدرّس في المؤسسة “.
ويبدي معلم متقاعد أسفه على ما سماه “زمن التربية والتعليم القديم”، ويقول: “مستوى التلاميذ تدهور، ومنهم من بلغ السنة الأولى متوسط وهو لا يجيد القراءة والكتابة، وآخرون يدرسون في السنة الثانية ابتدائي لم يتمكنوا من كتابة أسمائهم بالعربية، كما أن بعضهم لا يحفظون جدول الضرب”.
ويتساءل وليّ تلميذ وهو في نفس الوقت أستاذ لغة عربية في الطور الابتدائي: “أنا لا أفهم لماذا يركز بعض الأولياء والإعلام أيضا على غلاء الأدوات المدرسية فقط وينسون تبعاتها وهي الدروس الخصوصية التي يقذفون فيها ما تبقى في جيوبهم يتم دفعها لكل أستاذ خاص بتدريس مادة من المواد الدراسية، التي تختص بالدعم الخصوصي وقد بلغ في هذا الخريف سعر الحصة الانفرادية 20 ألف دج للشهر الواحد، بمعدل حصة كل أسبوع من ساعتين من الزمن، وتكون الكارثة أعظم لو عانى الابن من ضعف في عدة مواد، وهو ما يستدعي صبّ الراتب في جيب مجموعة من الأساتذة والدخول في دوامة القروض والديون من هنا وهناك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!