-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعيشون صراعا داخليا بين أمل النجاح وخوف الفشل عشية إعلان النتائج

أيام حرجة ومصيرية لتلاميذ البكالوريا

وهيبة. س
  • 7477
  • 0
أيام حرجة ومصيرية لتلاميذ البكالوريا
أرشيف

يعيش الكثير من التلاميذ أيام “الانتظار” في جويلية قبل أيام قليلة من اعلان  نتائج امتحان البكالوريا، حيث يترقب 790 ألف تلميذ بفارغ الصبر النجاح او الفشل والقلق، والخوف ينتابهم من لحظة إلى أخرى.. مع العد التنازلي يرتفع معدل التوتر وتتأزم الحالة النفسية عند بعضهم، وحتى إن كان هؤلاء يتوقعون النجاح فإن المعدل الذي يؤهلهم للتسجيل في تخصصات يفضلونها، سبب آخر في نفسية صعبة وصراع داخلي قد يؤدي إلى آثار جانبية صحية.
وحذر في هذا الصدد، بعض المختصين النفسانيين، الأولياء، من الضغط على أبنائهم في هذه المرحلة الحرجة، مؤكدين أنها أزمة نفسية حادة تلازم الكثير من الذين امتحنوا في شهادة البكالوريا، وقد ترفع تدريجيا من حالة قلق وخفقان في القلب وصداع، يكون نتيجتها انهيار عصبي او هروب من البيت أو انتحار، وغيرها من التصرفات غير الطبيعية لبعض الشباب.

التفكير في النتيجة.. الصراع الخفي الذي يهدد بالانفجار
وقال الدكتور مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس بجامعة الجزائر، أن العد التنازلي لموعد الإعلان عن نتائج البكالوريا الذي سيكون يوم 20 جويلية الجاري، هو ارتفاع تدريجي لحالة التفكير السلبي او الإيجابي في النتيجة، وارتفاع القلق والتوتر والخوف باقتراب الموعد، ناهيك حسبه، أن الكثير من التلاميذ لا ينامون فتكون حالتهم النفسية والصحية مع إعلان النتيجة، متدهورة، فتؤثر صدمة الرسوب فيهم بشدة، إلى درجة فقدان الوعي او السيطرة على التصرفات.
وحذر بن حليمة، العائلات التي لها أبناء امتحنوا في شهادة البكالوريا، من المساهمة في الضغط على فلذات أكبادهم والتسبب في أزمة قد تؤثر سلبا على كل أفراد العائلة، وأولهم الراسب في “الباك”.
وأكد أن الكارثة العظمى، هي عندما يعتبر التلاميذ وعائلاتهم أن الرسوب في البكالوريا هو نهاية العالم، ونصح بالتحضير الجيد لمواجهة المشكل، ودعا إلى ضرورة التزام الموضوعية في التعامل مع نتائج هذه الشهادة، وعدم اعتبارها مجرد تفاخر على الغير او تباه.
وأشار الدكتور بن حليمة أن نسبة كبيرة من حالة القلق والتوتر عند الراسبين في شهادة البكالوريا يتسبب فيها الأولياء والأقارب والجيران الذين يدخلون في التعاليق والمقارنة بين الراسبين والناجحين، علما حسبه، أن الأفراح والحفلات التي باتت تقام للحاصلين على شهادة البكالوريا، هي الأخرى لها تأثير سلبي في عملية تقبل او رفض النتائج.

الفشل قد يكون تجربة ناجحة والبكالوريا ليست المشروع الوحيد للحياة
ومن جهته، قال المختص في علم النفس التربوي، عبد الحليم مادي، لـ”الشروق”، إن استعمال العنف والألفاظ المقللة من شأن الراسب في امتحان البكالوريا، من أخطر التصرفات التي ينبغي أن يبتعد عنها الأولياء وأفراد العائلة، حيث يرى أن التفكير في صحة الأبناء، ومصلحتهم الخاصة خارج دائرة المشاحنات والتباهي والتفاخر الذي يخلقه أهل الحائزين على “الباك”، مشيرا إلى أن المساندة والدعم النفسي أهم ما يجب أن يقدم لتلاميذ البكالوريا هذه الأيام.

المجتهدون أكثر المتأثرين بالنتائج
ويرى مادي، أن التلاميذ الذين يعيشون هذه الأيام اضطرابا أكثر، هم الذين اجتهدوا وسهروا وعملوا كل جهدهم من أجل النجاح، حيث إذا كانت النتيجة سلبية سيكونون أكثر المتأثرين بها، وعلى هذا الأساس دعا إلى الابتعاد عن العقاب العاطفي الذي قد يتعرض له هؤلاء، فيؤدي إلى انهيار نفسي وعصبي.
وقال المختص في علم النفس التربوي والتنمية البشرية، عبد الحليم مادي، أن الوعود بتقديم الهدايا خاصة الثمينة ساهم في العقاب العاطفي، إلى جانب الاحتفالات العارمة والزغاريد المتكررة من طرف الناجحين وعائلاتهم.
وأوضح مادي، أن البكالوريا ليست دائما مشروع الحياة، خاصة أننا اليوم في عصر من يعمل أكثر ومن يبدع أكثر، ومن يتحكم في اللغات والتكنولوجيا، او يتقن المهن، فالمهم أن النجاح يكون في كيفية تسيير المشاريع التي تأتي بالفائدة او في كيفية انتهاز الفرص والاستفادة من التجربة، وتحقيق الأحلام وتجسيدها على أرض الواقع، وضمان العيش وما يوفر المال لمواجهة احتياجات الحياة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!