الرأي

أين مشاكل الجزائريين؟!

قادة بن عمار
  • 1575
  • 5
أرشيف

ما معنى أن يطالب البعض بإنتاج مسلسلات وأعمال فنية تشبهنا إذا كانت كل الأعمال المعروضة في رمضان حاليا، لا تُقدّم أي تفصيل جديد من الحياة اليومية للجزائريين!
في مصر مثلا، لا يخلو مسلسل أو عمل درامي أو كوميدي من الإشارة إلى بعض الأحداث التي عاشها البلد، سواء بشكل مركزي أم حتى هامشي، وقد أعجبني مثلا في مسلسل “عوالم خفية” للممثل عادل إمام، أنه يتحدث عن فساد وزارة الصحة واستيراد الأدوية الملوثة وعن حفل رُفع فيه علم “المثليين” قبل فترة ليست بالطويلة وهي كلها أحداث عرفها المصريون في واقعهم فعلا وتحدثوا عنها كثيرا في مجالسهم الخاصة والعلنية!
طبعا، نحن بعيدون تماما عن معالجة مثل هذه الأمور، حيث يغيب المسؤول أو السياسي ولا يحضر البسيط من هؤلاء حتى، ضمن قائمة الممثلين والأدوار المعروضة، كما يسقط من كل السيناريوهات والنصوص أيّ إشارة لهم سواء من قريب أم بعيد، لكن هل يتم ذلك بفعل رقابة فوقية أو ذاتية؟!
إلى متى سنظل نكتب مسلسلات تتحدث عن صراع الورثة والعائلات، وعن مشاكل الزواج وتأخره، والطلاق وتزايده، وعن صراعات الجيران و”التقرعيج” والنميمة داخل المجتمعات والعائلات، ولا حديث آخر عن القضايا الخطيرة التي يعيشها الجزائريون؟
حتى عندما يتم الاستعانة بشخصية “رئيس بلدية” في مسلسل (لالا زينب) المعروض على “الشروق”، فإنه لا يحضر إلا بشكل سطحي دون إدانة للجهات العليا أو بالحديث عن وجود تواطؤ في الأدوار مع الإشارة إلى أن العمل يستند على نص أجنبي كسبيل للهروب من المحاسبة!
يبدو أننا في حاجة إلى وقت طويل من أجل مشاهدة أعمال درامية أو حتى كوميدية، تتفاعل مع يوميات الجزائريين وتكشف مشاكلهم اليومية وتعطيهم ربما الإجابات عن الواقع المعيش أو حتى تشترك معهم في طرح الأسئلة الراهنة، أمر يبدو بعيدا جدا بالنظر إلى ما نشاهده حاليا من غياب للنصوص حتى البسيطة والكوميدية منها!

مقالات ذات صلة