الرأي

إبداع “الشناوة” وابتكار الجزائريين!

جمال لعلامي
  • 1557
  • 3
ح.م

بينما شيّد “الشناوة” مستشفى خاصة لمواجهة كورونا في الصين، لجأ جزائريون إلى الكاليتوس والمعدنوس لطرد الفيروس(..)، والحقيقة، أن هذا ليس انتقاصا ولا بدعة، وإنما هو ابتكار مثلما الأول اختراع، من أجل التصدّي لطارئ يستهدف الصحة العمومية في العالم!

هكذا هم الجزائريون، لا ينتظرون دواء ولا “مزيّة” عندما يتعلق الأمر بخطر يتربّص بهم او يهدد حياة ابنائهم، لكن دعونا نتكلم بصراحة حتى وإن كانت موجعة وجارحة، والهدف ليس التجريح أو قلب المواجع، وإنما وضع اليد على الجرح، وقد يكون آخر العلاج الكيّ!

الصينيون يبنون لنا آلاف المساكن، في مدن جديدة، وينهون الأشغال بها في الآجال المحددة، وفي أشهر معدودات، لكن عندما يتعلق الأمر بشركات المناولة والمناوبة المكلفة بإنجاز الطرقات والأشغال الخارجية وتهيئة المشاريع، تتوقف العملية وتدوم سنوات، وتكاد الشقق يسكنها “الجنّ” أو “السكارجية” في أحسن الأحوال، دون أن تسلّم إلى أصحابها!

بعض الشركات الأجنبية، دون ذكرها بالاسم والعنوان، أنجزت أشطرا طويلة مما عُرف بـ”مشروع القرن”، فكان محلّ شكر وعرفان للمسافرين، لكن كانت اللعنة و”دعاوي الشرّ” تطارد شركات محلية وأخرى وطنية، عاثت فسادا في أشطرها عبر الطريق السيّار دون أن تعاقب!

الكثير من المشاريع التي تنجزها شركات أجنبية، تتقدّم بها الأشغال ولا تكاد تتوقف، سواء في فترة العطل أو عند نهاية الأسبوع أو في الأعياد، وبنفس الوتيرة تعمل في كلّ الفصول الأربعة، بينما يرقد عمالنا في الورشات مثلما نام أهل الكهف، ولا يستيقظون إلاّ إذا سمعوا بمسؤول كبير قادم في زيارة تفتيشية “مفاجئة” يتمّ الترويج لها عبر وسائل الإعلام عشرة أيام قبل تاريخها!

مصيبتنا، أننا استوردنا شركات أجنبية وعمال أجانب ليبنوا لنا مساكننا وطرقاتنا ومنشآتنا وبنيتنا التحتية، فبدل أن نقلدهم و”نسرق” منهم الخبرة والتجربة والتقنيات، ونتعلم منهم الانضباط واحترام الوقت وآجال الإنجاز، غرقنا أكثر في كأس نصف مملوءة، وقتلنا التكاسل والخمول والاتكالية و”المعاندة”، وهو ما كرّس التمييز والمفاضلة بن عمالنا وعمالهم!

صحيح، أن ما يتقاضاه العامل والإطار الأجنبي، هو ضعف أضعاف “البقشيش” الذي يُرمى نهاية أول كلّ شهر على العامل المحلي، وأحيانا فإن المعاملة تكون مختلفة أيضا، لكن هل الحلّ في الاستسلام بحجة الانتقام وممارسة “الزكارة”؟.. ليس هذا هو الحلّ دون شك، لكن الحلّ أيضا يكمن في العدل والمساواة، والجزاء والعقاب، بعيدا عن “الوجوه”، ودون فرض “الحقرة” على العامل الوطني وتفضيل الأجنبي عليه بالأورو والدولار، فالتتفيه يقلّل الرغبة والإرادة في العمل ويعمّم مرض الهبل!

مقالات ذات صلة