-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تغيير في طرق الوقاية وتفعيل الردع والتحسيس

إجراءات صارمة لتفادي سيناريو حرائق الصيف الماضي بتيزي وزو

فروجة معاكني
  • 479
  • 0
إجراءات صارمة لتفادي سيناريو حرائق الصيف الماضي بتيزي وزو

لا يزال سكان تيزي وزو والجزائر عامة، يستحضرون مشاهد الحرائق المهولة التي شهدتها عدة مناطق في الولاية المذكورة خلال الصائفة الماضية، والتي خلفت خسائر مادية وبشرية، وأثارت الرعب في نفوس السكان.

غيرت حرائق صيف 2021 مفاهيم الوقاية وتدابير مواجهة مثل تلك الأزمات والوضعيات الصعبة التي يمكن ان تحدث في أية لحظة، خاصة مع التغيرات المناخية، واشتداد درجات الحرارة التي تفوق في بعض المناطق 50 درجة مئوية في الظل، خاصة في ولاية تيزي وزو التي تعرف بارتفاع درجات الحرارة وفقا ما تشير اليه النشرات الجوية الخاصة، التي تحذر السكان في كل مرة من موجات الحر التي يمكن ان تتسبب في اندلاع الحرائق، وتنصحهم باتخاذ التدابير والإجراءات التي من شأنها ان تحمي حياتهم وممتلكاتهم، فبعد ما كانت هذه النشرات الجوية تأتي كل 15 إلى 20 يوما في السابق اصبحت الآن تعلن عن ارتفاع درجات الحرارة اسبوعيا وهو ما يزيد من احتمال مخاطر الحرائق، خاصة مع الغطاء النباتي الكثيف الذي تتوفر عليه ولاية تيزي وزو المعروفة بغاباتها الكثيرة والكثيفة والتي اتخذها الكثير من السكان مسكنا لهم، حيث شيدوا وسطها سكناتهم الخاصة، ناهيك عن الانتشار الكبير للمفارغ العشوائية، والتي تكون في غالب الأحيان سببا كبيرا في اشتعال الحرائق التي تتسبب فيما بعد بكوارث كبيرة.

مفارغ عشوائية تهدد بالكوارث

جملة هذه الظروف المتصلة بمسببات الحرائق دفعت المسؤولين إلى تحذير السكان بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من اجل تفادي سيناريو الصائفة الماضية، وعليهم أخذ مسألة الانتشار العشوائي للمفارغ بعين الاعتبار.

أحصى المسؤولون والسلطات المختصة بتيزي وزو، 157 مكان للرمي العشوائي للنفايات، الأمر الذي دفعهم إلى دق ناقوس الخطر من اجل القضاء على هذه المفارغ العشوائية، وهذا بأمر من والي الولاية وبالتنسيق مع مختلف المديريات ورؤساء الدوائر، حيث تم القضاء على 127 مفرغة عشوائية، وبقيت فقط 30 مفرغة عمومية لتنظيفها، لهذا وجب على السكان المحافظة على نظافة هذه الأماكن وعدم الرمي العشوائي للنفايات فيها مجددا، مع التخلص من نفاياتهم المنزلية في المفارغ المراقبة ومراكز ردم النفايات المتواجدة بالولاية.

33 خزان مياه ومنع حرق النفايات والأعشاب

لتفادي تكرار سيناريو الصيف الماضي، وللتمكن من احتواء الوضع في حالة اندلاع اي حريق، عمدت مديرية الموارد المائية بتيزي وزو إلى تخصيص مخزون من المياه قدر بـ33 خزانا من المياه للاحتياط في حالة حدوث اي طارئ، وهذا الاحتياط من الماء وضع تحت تصرف أعوان الغابات وأعوان الحماية المدنية، لاستعماله في مختلف التدخلات، كما انه قد صدر قرار من والي الولاية بمنع حرق الأعشاب الجافة، خاصة خلال عمليات التنظيف في فترة الصيف لتجنب اندلاع الحرائق التي يصعب على أعوان الغابات وأعوان الحماية المدنية، الوصول اليها واطفائها في الوقت المناسب، خاصة في القرى بسبب اهتراء الطرقات والازدحام في الطرقات اثناء تنقلهم إلى تلك الأمكان، كما ان افتقار عديد القرى إلى المياه التي تعرف نقصا كبيرا في هذه الفترة من شأنه ان يؤزم الوضع، وعليه وجب على السكان عدم المغامرة وحرق النفايات لتفادي الأسوأ.

سجلت ولاية تيزي وزو بداية من شهر الفاتح جوان 28 حريقا، أتى على أزيد من 64 هتكارا من الأراضي، حريق واحد على مستوى غابة “ايعكوران” أتلف 3 هكتارات من الأراضي، 6 حرائق أتت على 13 هكتارا من أراضي الأشجار المثمرة والزيتون، حريق بذراع الميزان أتى على 12 هكتارا من حقول للقمح، 18 حريقا على مستوى الأحراش أتلف 12 هكتارا من الأراضي.

هذه الحرائق ليست اجرامية حسب تصريحات المسؤولين، وإنما نجمت بسبب استهتار بعض المواطنين الذين يقدمون على حرق النفايات، او الأحراش والأعشاب الجافة في عز الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ناهيك عن تنظيم رحلات التخييم في الغابات، الأمر الذي دفع بالسلطات إلى إصدار قرار منع التخييم والشواء، او حرق النفايات تفاديا لاندلاع الحرائق، مع معاقبة كل شخص يخالف هذا القرار، حيث تمكنت مصالح الدرك الوطني وأعوان حماية الغابات من القاء القبض على خمسة أشخاص أقدموا على حرق الأعشاب وخرج الأمر عن سيطرتهم وتسبب في اشتعال الحريق، الا انها لم تتسبب في اية خسائر بشرية.

فرق متنقلة لرصد الحرائق

اعتمدت السلطات بتيزي وزو هذه السنة على الفرق المتنقلة على متن السيارات من اجل مراقبة الحرائق، والاعلان عنها في حينها من اجل ربح عامل الوقت والتمكن من التحكم في الحريق قبل ان ينتشر اكثر ويأتي على آلاف الهكتارات وأرواح السكان، وهذا عكس ما كان يتعامل به سابقا اين كانوا يعتمدون على تنصيب الفرق في أماكن معينة ومراقبة الحرائق من بعيد فقط، وبعدها يعلنون عنها عبر اجهزة الاتصال اللاسلكية، وهذا ما يؤخر وصول المساعدة وخروج عدة حرائق عن نطاقها، وصعوبة التحكم فيها.

كما عمدت السلطات بالتنسيق مع مختلف المسؤولين على مستوى الدوائر ولجان القرى، إلى تنظيم عمليات تنظيف شاملة على مستوى الطرقات والأزقة والغابات، تبعتها حملات تحسيس من مخاطر الحرائق والإجراءات الواجب اتخاذها من اجل الوقاية منها والحد من انتشارها لتفادي سيناريو الصائفة الماضية، وهي العمليات التي لقيت استجابة كبيرة في اوساط السكان بتيزي وزو والذين باشروا عمليات التنظيف خاصة بجوار المنازل وداخل القرى، للتمكن من التحكم في اي حريق في حالة اندلاع والتقليل من الخسائر، إلى جانب تسهيل مهمة أعوان الحماية المدينة خلال تدخلاتهم، من خلال توفير المياه عن طريق ملء الصهاريج والاحتفاظ بها لوقت الحاجة.

عمليات تنظيف الحقول، الأزقة والطرقات، والتخلص من المفرغات العشوائية، اصبحت ثقافة راسخة في الأذهان بتيزي وزو، خاصة بعد سيناريو الصائفة الماضية والحرائق المهولة التي شهدتها عدة مناطق وأتت على الأخضر واليابس وتسببت في خسائر مادية وبشرية، وتركت ذكرى مؤلمة في نفوس كل من عايشها خاصة عائلات الضحايا، الذين تجددت مأساتهم ومعاناتهم في الذكرى الأولى لتلك الحادثة، لتكون بمثابة درس تستقي منه العبر، لتفادي تكراره مجددا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!