جواهر

إذا لم تصاحبي فلن تتزوجي!

جواهر الشروق
  • 12704
  • 1
ح.م

إذا لم تصاحبي فلن تتزوجي أبدا!.. أثارتني كثيرا هذه الجملة عندما اخترقت سمعي خلال مناقشة حادة جمعت فتيات جزائريات كن يناقشن السبيل إلى الزواج، في ظل التيارات التحررية التي تعصف بالمجتمع.

الغريب والمثير هو إجماعهن على أن السبيل إلى تملّك قلب رجل والزواج به من بعد ذلك، هو المواعدة والمصاحبة واللعب على الأوتار الحساسة لديه، والشاطرة هي التي تلوّع وتلهب عواطف الطرف الآخر لإيقاعه في شباكها واستدراجه لخطبتها.

ولا يهم بعد ذلك النتيجة التي ستصل إليها، فإن لم ينجح المخطط تكون قد ظفرت بتجربة عاطفية أغدقت عليها الخير الوفير من الهدايا والعطايا و”التحواس والتقلاش”، فإن حصل النصيب كان بها ونعمت وإن لم يحصل كانت فرصة لخوض تجربة جديدة على أنقاض سابقتها، معززة بذلك رصيدها المادي والمعرفي ومطورة لمهاراتها في فن التعامل مع “تعيس” حظ جديد.

والغريب أن أمهات اليوم بتن يدفعن ببناتهن إلى جلب عريس مهما كانت السبل غير مشروعة.. المهم هو الظفر “بصيد ثمين” يصاحبنه قد يتحول مع مرور الوقت إلى زوج يستر عليهن، ولا يسألنهن بعد ذلك عن التفاصيل فالغاية تبرر الوسيلة وطالما أن الهدف نبيل فكل شيء يهون.

بالمقابل نجد أن الزواج بالطرق “التقليدية” ووفق الأعراف والشريعة بات “دقة قديمة” تخجل الفتاة من القبول به، وبات همها الوحيد هو انتقاء فارس أحلامها والتعرف عليه بنفسها دون “خطّابة” أو واسطة حتى إن كان ذو حسب ونسب، ليس لأنها ترفض الفكرة، بل لأنها تستعر أن تقول أمام صديقاتها أنها تزوجت بالطريقة التقليدية حفاظا على بريستيجها أمامهن.

ومبرر هؤلاء هو أنهن لسن سلعة تعرض على الغير بل يرغبن في اختيارهن لشخصهن وعن سابق معرفة وإعجاب وهيام كي يكون لهن حظ في التفاخر بالزواج عن حب يضاهي حب روميو وجولييت.

وتتباهى بعض “المتحررات” كونهن تعرفن على شريك الحياة عن طريق الوسائط التكنولوجية أو في الشارع أثناء التسوق أو في الوسط الدراسي، ويتفاخرن بذلك إلى أبعد الحدود، لكن المؤسف حقا هو وقوعهن ضحايا أفكار تغريبية خاطئة تسلخنا من مقوماتنا فالطريق إلى الزواج لا يكون بالمصاحبة والمواعدة أبدا، وما حالات الطلاق التي نعرفها في مجتمعنا إلا دليل على ذلك فأغلبها كان لأزواج تعرّفوا على بعضهم قبل الزواج وعاشوا قصص حب لسنوات طويلة، إلاّ أنهم صدموا بطباع بعضهم بعد فترة وجيزة من  العشرة.

ويبقى الأصل في الزواج هو حصول الألفة والمودّة بين الطرفين وفق ما تمليه الضوابط الاجتماعية والشرعية وليس التنقيب والتخطيط للإيقاع بـ”عريس الغفلة”.

 

مقالات ذات صلة